دعا وزير الخارجية الروسي #سيرغي_لافروف #الإدارة_الذاتية، في شمال وشرق سوريا، إلى حوارٍ مع #دمشق كسلطةٍ سياسية مستقلة، وذلك خلال مؤتمرٍ صحفي عقده مع نظيره البحريني “عبد اللطيف بن راشد الزياني” في #موسكو بداية تموز الجاري.

وقال “لافروف” حينها: «روسيا تشجّع التواصل المباشر بين الكُرد وحكومة دمشق، بهدف التوصّل إلى اتفاقٍ حول كيفية التعايش معاً في دولةٍ واحدة».

ورداً على ذلك، اعتبر حزب اليسار الديمقراطي الكردي في سوريا، المنضوي تحت مظلة الإدارة الذاتية، أن هناك قضيتان رئيسيتان يجب مناقشتهما مع الحكومة السورية.

أولها، بحسب ما نقله موقع (Al-Monitor) الأميركي، «نموذج النظام السياسي المستقبلي في سوريا وعلاقة الحكومة المركزية في دمشق بالأحزاب الأخرى، بما في ذلك المعارضة والإدارة الذاتية، والنظام القانوني والسياسي، بالإضافة إلى هوية الدولة. وثانياً، النموذج السياسي والاقتصادي الذي يربط مناطق شمال وشرق سوريا بالحكومة المركزية بدمشق».

وأكد الحزب المذكور أن أي اتفاق في هذا الاتجاه «يمكن أن يؤدي إلى تسهيل الأمور العامة للشعب»، مبيناً اختلافه مع «موقف دمشق المتعنت والمستمر في رفض التنازل عن مكاسبها وكذلك في احتكارها للسلطة ورفض الاعتراف بالمكونات السياسية الأخرى في سوريا».

حوارٌ لن يُمثّل جميع الكُرد

قلل المجلس الوطني الكردي، وهو جزء من الائتلاف السوري المعارض،  من أهمية الحوار مع الحكومة السورية بالاستناد إلى نتائج الحوار السابق بين الإدارة الذاتية ودمشق والذي وقع في شهر كانون الثاني.

وقال المتحدث باسم المجلس: «إن أي حوار تجريه الإدارة الذاتية مع النظام لن يمثل كُرد سوريا، وأن أية محادثات في سوريا غير خاضعة لإشراف الأمم المتحدة، ستذهب سدى».

مؤكّداً في الوقت ذاته، أنه «لا يمكن للنظام أن يقرر أو يمنح الكُرد حقوقاً ديمقراطية. وأي خطوة أحادية الجانب يتخذها بعض الكُرد لإجراء هذا الحوار المستقل عن المعارضة السورية والشرعية الدولية، سيكون بمثابة ذبح للقضية الكردية بمجملها».

من جهته، يقول “آزاد برازي” القيادي في الحزب الديمقراطي الكردي السوري وهو أحد أحزاب مجلس سوريا الديمقراطية: «إن الحكومة لم تتجاوب فيما يتعلق بفتح أبواب الحوار مع الإدارة الذاتية».

موضحاً خلال حديثٍ لوكالة (BAS) الكردية، أن «النظام لم يغيّر وجهة نظره تجاه القضية الكردية»، معتبراً إياها «مجرد مسألة أمنية، وهذا دليل كافٍ على عدم وجود نية حقيقية لديه للعمل على استقرار الوضع في سوريا».

موافقةٌ بشروط

يقول “محمد موسى” الأمين العام لحزب اليسار الديمقراطي الكردي: «الحوار مهم، لكن ضمن المبادئ، والأهم من ذلك يجب على النظام الاعتراف بالحقوق الكاملة للشعب الكردي والأحزاب الكردية والتراجع عن تصريحاته السابقة التي تتعارض مع ذلك. عندها قد نصل إلى بعض النتائج المهمة كمكونين رسميين. كما يجب أن يتم الحوار برعاية دولية، لأن روسيا ليست جادة في تحركاتها التي تقتصر على الدعوات والبيانات فقط».

بينما يؤكّد “صالح كدّو” كبير مفاوضي أحزاب الوحدة الوطنية الكردية، أن مبادرة “لافروف” تعدُّ «خطوة إيجابية». قائلاً: «أي حوار مع #الحكومة_السورية يمكن أن يساهم في الوصول إلى حلّ للأزمة السورية، حتى لو تم ذلك بمعزل عن المعارضة المتمثلة في الائتلاف الوطني السوري والذي قوّض القضية الكردية بسبب تبعيته لتركيا. ومع ذلك، فقد دخل النظام في هذه المفاوضات بعقلية جديدة، وليست عقلية مستبد، والتي دفع الشعب السوري ثمنها باهظاً».

أما “فيصل يوسف” عضو مجلس رئاسة المجلس الوطني الكردي، فقد أوضح أنه «من المهم إشراك المكون الكردي في تطبيق القرارات الدولية المتعلقة بالشأن السوري، لاسيما فيما يتعلق بصياغة الدستور، بحيث تتم الموافقة على كل الأمور من قبل جميع الأطراف. كذلك من المهم التوصل إلى اتفاق بين الكُرد أنفسهم، وهو أمرٌ ذو أهمية قصوى لأي حوار مع بقية المكونات وأكثر أهمية بكثير  في أية محادثات مع النظام خلال الفترة الحالية».

لا بديل عن الحوار

من جانبه، يقول “سليمان أوسو” القيادي في المجلس الوطني الكردي: «لم يرفض المجلس الوطني الكردي الحوار. نحن نؤمن بأنه ليس هناك بديل عن المحادثات من أجل الوصول إلى اتفاق بشأن شكل الحكومة في سوريا المستقبل. ولهذا كان للمجلس ممثلين في الائتلاف الوطني السوري».

وأضاف: «فشل الحل العسكري للطرفين. الحل الوحيد هو الجلوس إلى طاولة المفاوضات برعاية دولية والعمل على تنفيذ القرارات الدولية، لاسيما قرار مجلس الأمن 2254، لكن الخلل يدور حول الآلية التي يتم من خلالها الدعوة لهذا الحوار».

في حين اعتبر “عبد العزيز تمّو” رئيس الرابطة الكردية المستقلة، دعوة النظام للحوار «مجرد كلام في الهواء».

مُبدياً رفضه أية محادثات مع النظام بشكل مستقل عن المكونات الكردية الأخرى. قائلاً: «أية مفاوضات يجب أن تتم من خلال الأمم المتحدة من أجل الوصول إلى حل سياسي في سوريا. هذه الدعوات ما هي إلا خدع دعائية ولن يتغير شيء في الواقع السوري».


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.