في مارس آذار الماضي، زار #البابا_فرنسيس العراق، في رحلةٍ وُصِفت بـ «التاريخية»، بشّر خلالها بالتعايش بين الأديان، ورفع الروح المعنوية للمسيحيين في العراق وتشجيع الفارين إلى الخارج على العودة إلى ديارهم.

ورغم مناشدات البابا من جهة، ووعود الحكومة العراقية بتقديم المساعدة إليهم من جهة ثانية، يرفض المسيحيون العراقيون العودة إلى ديارهم التي فرّوا منها بعد استيلاء تنظيم داعش على المنطقة 2014.

حيث أُجبر الآلاف منهم على الهروب من مدينة الموصل باتجاه إقليم كردستان، بعد أن وجدوا فيه الملاذ الآمن لهم.

وفي تقريرٍ لصحيفة (The National)، تمنّت “إيفا بطرس” المسيحية العراقية المقيمة في أربيل عاصمة إقليم كردستان، العودة إلى منزلها في الموصل، وتقول: «نحن نقدّر دعوة رئيس الوزراء الكاظمي، لكننا خائفون».

رفض العودة

تركت “بطرس” وعائلتها ممتلكاتهم برعاية جيرانهم، لكنها علمت فيما بعد أن أشخاصاً آخرين استولوا على منزلهم بعد فترة وجيزة، مدّعين أنهم المالكون الجدد، وبعد عدّة سنوات، حوّل التنظيم منزلها إلى مركز قيادة.

مع أنها لم تزر مدينتها منذ أن غادرتها 2014، إلا أن “بطرس” لم تعد ترغب بالعودة، فهي أسست حياتها في أربيل، خاصةً أنهم فقدوا الأمل في توفير الحماية لهم.  تقول: «على الأقل لم نخسر بعضنا البعض».

موقف “شارل حنّا” ليس مغايراً لموقف “إيفا بطرس”، فهو الآخر، لا يثق بوعود الحكومة العراقية. يقول: «نبحث عن مستقبل أفضل من الذي يمكن للحكومة العراقية أن توفره لنا، أننا بحاجة لمغادرة أرض أجدادنا».

المخيّم الآمن

هرب “حنّا” من الموصل بعد عامين من سيطرة التنظيم عليها، وعاش هذا المدرّس المتقاعد مع عائلته في مخيم مريم العذراء للاجئين في بغداد، إلى أن أُغلِق في وقتٍ سابق من هذا العام.

وقد تحول هذا المخيم إلى منطقة سكنية غير رسمية لهؤلاء النازحين المسيحيين الذين فضّلوا البقاء في أماكن إقامتهم تلك على العودة إلى مناطقهم الأصلية، بحسب تقرير الصحيفة الأميركية.

وانخفض عدد السكان المسيحيين في العراق من حوالي 1.5 مليون إلى ما يقدّر بـ 250 ألف شخص منذ دخول الولايات المتحدة العراق وإطاحة “صدام حسين” عام 2003.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.