في تأكيد على بقاء التحالف الدولي لمحاربة داعش في سوريا خلال الفترة المقبلة، قال ‘‘واين ماروتو’’، الناطق باسم التحالف الذي تقوده واشنطن، إن التحالف «سيواصل ضرب عصابات داعش التي يمكن أن تشكل خطراً واضحاً على أمن مناطق شمال شرق سوريا».

مشيراً خلال تصريحات صحفية، يوم أمس، إلى أن التنظيم لم يعد قادراً على احتلال أي أرض في العراق وسوريا بشكل مستدام.

التحالف الدولي يقلل من قيمة داعش في سوريا

كما لفت بأن التحالف لم يلحظ أي مؤشر على عودة بروز تنظيم “داعش”، مؤكداً أن التنظيم «هزم إقليمياً وانهارت قيادته بشكل كبير».

حديث الناطق باسم التحالف، يتوافق مع ما أشارت إليه تقارير صحفية حول وجود بعضاً من عناصر داعش في مناطق من البادية السورية.

إلا أن ذلك التواجد لا يسبب الخطر من عودة قوية للتنظيم خلال الفترة المقبلة، لا سيما وأن العديد من قيادات وعناصر التنظيم الأجانب هربوا تباعاً من مناطق شمال شرقي سوريا إلى خارج البلاد.

وذلك بعد سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وقوات ‘‘التحالف الدولي’’ على آخر معاقل التنظيم هناك في بلدة الباغوز، شهر آذار 2019.

الباحث في شؤون الجماعات الجهادية، ‘‘منير أديب’’، رجّح في حديث لـ(الحل نت) أن يستعيد التنظيم الإرهابي نشاطه في مناطق من القارة الإفريقية، لا سيما منطقة الساحل والصحراء الإفريقية.

مشيراً إلى أن طبيعة تكتيكات تنظيم ‘‘داعش’’ اختلفت بعد هزيمته في الباغوز، وأنه منذ غياب سيطرته على الأرض في سوريا بات يعتمد على حرب العصابات.

وأضاف: «للتنظيم خطة وإعادة هيكلة تقوم على عدم قيامه بعمليات تحتاج قوات كبيرة، وإنما يتبع تكتيكات تعتمد على العبوات الناسفة والكمائن والقنص».

فيما حذّرت العديد من التقارير الأمنية خلال وقت سابق، من تصاعد العنف والإرهاب في إفريقيا.

 

وذهبت إلى الإشارة بأن إفريقيا ستصبح الساحة الأكثر عنفاً وجذباً لـ ‘‘الجهاديين’’.

التنظيم لا يزال يحتفظ بخلايا تنفذ هجمات شبه يومية في منطقة البادية، حيث يهاجم القوات الحكومية، وعناصر الميليشيات الإيرانية، بعدما انكفأ إلى البادية الممتدة بين محافظتي حمص (وسط) ودير الزور (شرق) عند الحدود مع العراق، إثر هزيمته بآخر المعاقل في الباغوز.

بحيث يتحصن مقاتلوه خلال الفترة الحالية في مناطق جبلية، ما قد يشكل خطراً على مناطق شمال شرقي سوريا إذا لم تتم محاربة التنظيم في البادية، بخاصة أن القوات الحكومية وحليفتها الروسية لا تعتبر محاربة ‘‘داعش’’ في تلك المناطق أولوية لها.

وبحسب مراقبين، فإنه من الضروري الاستمرار في دعم ‘‘قوات سوريا الديمقراطية’’ بشكل فعال، والمساهمة في بناء قدراتها العسكرية.

حيث يمكن لـ‘‘التحالف الدولي’’ أيضاً العمل على توفير دعم أمني وعسكري إضافي بغية المساعدة في تطوير الهياكل الأمنية لـ‘‘قسد’’ بما يمنع احتمالات أي نشاط للتنظيم خلال الفترة المقبلة داخل مناطق شمال شرقي سوريا.

ووثق ‘‘المرصد السوري لحقوق الإنسان’’، منذ آذار/مارس 2019، مقتل أكثر من 1500 عنصر من القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها، فضلاً عن أكثر من 970 عنصراً من التنظيم الإرهابي جرّاء الهجمات والمعارك في البادية.

ورغم عدم وجود أعداد دقيقة لعناصر التنظيم في البادية السورية، إلا أنهم يُقدّرون بثلاثة آلاف مقاتل، بحسب تقارير صحفية.

التنظيم اعتمد مؤخراً في تمويله على موارد مالية، أبرزها من خلال فرض الضرائب والإتاوات على السكان المحليين والتجار وكذلك الغنائم التي يستولي عليها من خلال نصب الكمائن ضد عناصر القوات الحكومية.

بالإضافة إلى استفادة التنظيم بمستوى أقل من مخزونه من المال والسلاح عندما كان في أوج سيطرته أعوام 2016 -2017.

مطلع شهر آب/أغسطس الماضي، أفادت مصادر لصحيفة ‘‘بوليتيكو’’ الأميركية، بأن إدارة الرئيس جو بايدن ستبقي على نحو 900 عسكري، بينهم عناصر ‘‘القبعات الخضراء’’ لدعم ‘‘قوات سوريا الديمقراطية’’ في محاربة ‘‘داعش’’.

وكان هذا قبل الانسحاب من أفغانستان والتقدم السريع لـ‘‘طالبان’’ فيها. بينما ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي، قوله: «لا أتوقع أي تغيرات الآن للمهمة أو للحضور في سوريا».

وأضاف المسؤول: «في سوريا ندعم (قوات سوريا الديمقراطية) في قتالها ضد (داعش). وهذا كان ناجحاً وهذا ما سنستمر به».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.