لم يسفر هجوم 11 سبتمبر / أيلول الجاري بطائرة من دون طيار على مطار أربيل الدولي، الذي يحتوي على قاعدة جوية أميركية، عن أية إصابات.

لكنه كان بمثابة تذكير بأن أولئك الذين يرفضون الوجود الأميركي في الشرق الأوسط، قادرين على شن هجمات حتى في جزء من الأراضي العراقية لها علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة.

جماعات مسلحة جهادية عراقية مرتبطة بإيران كانت قد أعلنت عن مسؤوليتها عن هجوم أكثر دموية على نفس الموقع في وقت سابق من هذا العام.

الخشية من الانسحاب الأميركي

تقريرٌ نشره موقع (al-monitor) الأميركي، أكد أن تلك الهجمات التي تنفذها جماعات مسلحة مرتبطة بإيران، تجعل التساؤل حول المدة التي ستبقى خلالها القوات الأميركية في العراق، أكثر إلحاحاً.

لذلك، يبدو أن المجتمع العربي السني في أجزاء من غربي العراق، ينشئ روابط أقوى مع إقليم كردستان العراق، أو على الأقل ينظر إليه على أنه ملاذ من الهجمات المتزايدة التي تشنها الجماعات الطائفية المسلحة.

فقد أمضت العديد من العائلات من محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين، سنوات في كردستان العراق بعد فرارهم من تنظيم داعش، قبل أن تتمكن من العودة إلى مناطقها الأصلية، وإعادة تشكيل روابط مع المجتمع المحلي.

وفي الأشهر الأخيرة، مصادر عديدة من العرب السنّة في العراق أكدوا أنهم اشتروا أو استأجروا على المدى الطويل عقارات للإقامة في إقليم كردستان، لشعورهم بالأمان في هذه المنطقة.

بينما في بغداد، لا تزال هناك عمليات خطف وتهديدات وأسلحة وسرقة سيارات، حيث لا توجد حكومة مركزية حقيقية، وأن هذه “الفوضى” كانت على هذا النحو منذ سنوات عديدة.

إيران تزعزع أمن كردستان

ورغم ذلك، تعرضت كردستان العراق ومن هم على أراضيها في السنوات الأخيرة لهجوم متكرر من جارتها الشرقية إيران بشتى الطرق.

يقول مركز “عبد الرحمن بوروماند” لحقوق الإنسان ومقره واشنطن، إنه «حدد أكثر من 540 إيرانياً اُغتيلوا وخُطِفوا ونُقِلوا إلى إيران». وإن كان ذلك قد حدث في الخارج، فإن غالبية هذه الحوادث وقعت في كردستان العراق.

كما اضطرت أجزاء من إقليم كردستان لسنوات عديدة للتعامل مع إمدادات المياه المتضائلة نتيجة السدود الإيرانية والتهديد بقطعها، ما قد يتسبب بالنزوح من المناطق التي تعتمد على إمدادات المياه هذه للزراعة وغيرها.

وتزداد المخاوف اليوم من أن الولايات المتحدة قد تنسحب بالكامل من القواعد القليلة التي تحتفظ بها في كل من العراق وسوريا كجزء من التحالف الدولي ضد تنظيم داعش.

وبالتالي قد يُترَك الكرد والطوائف العربية السنّية المحلية في مواجهة الجماعات المسلحة المرتبطة بإيران، وقد أصبحت هذه المخاوف مؤخراً أكثر حدة بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.