تداولت وكالات أنباء تابعة لروسيا، الثلاثاء الفائت، صوراً تظهر تدريبات عسكرية لعناصر من الجيش الروسي وآخرين من القوات الحكومية السورية بريف إدلب الشرقي شمال غربي سوريا، يعتقد أنّها تحضيرات لمعركة قريبة.
وقال مصدر عسكري من “الجيش الوطني” المدعوم من تركيا، أنّ: «القوات الحكومية السورية بدأت منذ ١٥ يوم بتجهيز معسكرات تدريبية على الأسلحة المتوسطة والخفيفة، وعمليات إنزال جوي بأشراف ضباط روسي رفيعي المستوى».
وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن هويته لأسباب أمنية، لـ(الحل نت)، أنّ التدريبات ضمن قوات من الفرقة (٢٥)، وقوات من الحرس الجمهوري وأشخاص جندتهم روسيا كمليشيات معظمهم من محافظة حمص وريف حماه.
يأتي ذلك تزامناً مع التصريحات التي أطلقها الرئيس التركي، “رجب طيب أدروغان”، والتي تضمنت تهديدات بشن عمليات عسكرية داخل سوريا.
واستقدمت القوات الحكومية، في الأيام القليلة الماضية تعزيزات عسكرية من عناصر مشاة وآليات ثقيلة باتجاه مدينة “سراقب” شرقي إدلب، وحسب مصدر عسكري من “الجبهة الوطنية للتحرير” التابعة لـ”الجيش الوطني” لـ(الحل نت).
وجاءت قمة سوتشي بين “بوتين وأردوغان”، في ظل غموض يخيّم على مستقبل مناطق شمال غربي سوريا، وتحديداً محافظة إدلب.
معركة إدلب.. الفاصلة في دور روسيا
في الوقت الذي يجري الحديث عن اقتراب معركة في إدلب، تحضر لها روسيا وقوات الحكومة السوريّة، لقضم المزيد من مساحات المحافظة من الخاصرة الجنوبيّة للمنطقة.
أرسلت القوّات التركيّة خلال الأيام الماضية، تعزيزات عسكريّة إضافيّة إلى مناطق شمال غربي سوريا، تحسباً لهجوم وشيك على تلك المنطقة.
فيما تقول فصائل المعارضة إنها بدأت بوضع خُطَّة عسكريّة، لمواجهة هجوم محتمل للقوات الحكومية بدعمٍ روسي على إدلب.
ويرى المحلل العسكري، العقيد “مصطفى الفرحات”، أنّ روسيا قبل الكل يعني قمة أو حَراك سياسي، تصعّد من القصف وعملياتها العسكرية، للضغط على الجانب التركي وعلى الفصائل لاستثمار هذا الموضوع في التفاوض أو في القضايا السياسية.
مضيفاً، أنّ الهدف الأساسي حالياً هو فسح المجال أمام تقدم للقوات النظامية للسيطرة على منطقة الاتستراد الدَّوْليّ (M4).
اقرأ أيضاً: إدلب والركبان على رأس بيانات موسكو والقاهرة ودمشق
وبالنسبة لحجم القوات التركية المتواجدة في مناطق “جبل الزاوية”، بالإضافة لحجم الفصائل العسكرية الموالية لأنقرة في هذه المنطقة، فيعتقد “الفرحات”، أنّ «القوات التركية لم تعد قوات مراقب، فقد أصبحت قوة قتال قادرة على خوض الأعمال القتالية، حيث تمتلك من الأسلحة والتذخير والقوام القتالي ما يؤهلها يعني لدخول أي عمل عسكري».
ويوضح المحلل العسكري، خلال حديثه لـ(الحل نت)، أنّه «لا يمكن فتح هذا الطريق دون السيطرة على هذه منطقتي “جبل الزاوية” وجبل “الأربعين”، وبالتالي إذا ما تمكنت روسيا والنظام من السيطرة عليها سوف تكون إدلب المدينة حقيقة في مرمى النيران».
معركة تحتاج لحسابات معقّدة
وتابع “الفرحات”، أنّ المعركة لن تكون سهلة على الإطلاق، والقصف بين الفينة والأخرى يعني هو فقط أوراق ضغط، مبيّناً أنّه لا يمكن لروسيا لا من الناحية السياسية ولا من الناحية الإنسانية ولا من الناحية العسكرية التقدم باتجاه إدلب للمدينة أو بقية المناط المتواجدة فيها طبعًا المعارضة.
ويرجع “الفرحات” أسباب ذلك، لوجود نحو أربعة مليون شخص ضمن هذه المنطقة، و«هؤلاء يعني في منطقة جغرافية ضيقة ومحصورة وجلهم مهجرين يعني ليسوا أبناء المحافظة، وبالتالي هذا الموضوع غير مسموح حقيقة لا من قبل الاتحاد الأوروبي ولا من الولايات المتحدة الأميركية ولا تركيا، لأنه قد يشكّل تدفق مليوني باتجاه تركيا».
ويرى المحلل العسكري، العقيد “مصطفى الفرحات”، في نهاية حديثه لـ(الحل نت)، أنّ روسيا رغم نجاحها في إعادة الكثير من المناطق إلى كنف الحكومة السورية، إلّا أنّها أخفقت في جني ثمار ذلك، سواء على المستوى السياسي أو على المستوى العسكري.
للمزيد اقرأ: هل تجبر الغارات الروسية تركيا على التنازل عن مناطق جديدة بإدلب؟
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.