تهريب البشر.. استراتيجية “تحرير الشام” لرفد مخازنها المالية محلياً

تهريب البشر.. استراتيجية “تحرير الشام” لرفد مخازنها المالية محلياً

تمتد الحدود التركية السورية على طول محافظة إدلب، من مدينة جسر الشغور غرب المحافظة إدلب بلدة اطمه شمالها ويقع على امتداد هذه الحدود معبرين رأسيين الأول باب الهوى والثاني خربة الجوز الذي تم إغلاقه من قبل السلطات التركية أواخر عام 2014.

ومع سيطرة هيئة تحرير الشام على المفاصل الأمنية والعسكرية في محافظة إدلب وأرياف حلب واللاذقية عام 2017 عقب اقتتال دار مع فصائل المعارضة السورية المعتدلة والإسلامية أنشأت الهيئة حواجز أمنية على طول تلك الحدود والزمة بقوة السلاح المهربين العاملين في تهرب البشر على قطع وصول بعد دفع مبالغ مالية حتى يستطيعون قطع تللك الحواجز. 

كيف بدأت الحكاية؟

ناشطون محليون قالوا للحل نت، إن تحرير الشام سيطرت على ثلاثة طرق رئيسية تعتبر هي الأهم في عملية تهرب البشر ووضعت حواجز أمنية على مداخل البلدات المطلة على تركيا في المنطقة وهي منطقة الدرية وحارم ومنطقة خربة الجوز. 

وأشار الناشطون إلى أن تحرير الشام أجبرت جميع السيارات التي تقل الأشخاص الذين يرغبون بالعبور إلى تركيا بطريقة غير شرعية على سلك الطرق تلك وإلا منعتهم من اجتياز الحدود أو عرضت الشخص الذي يشرف على عملية التهريب للاعتقال.

وبين الناشطون الذين رفضوا ذكر أسمائهم لأسباب أمنية أن الحواجز الأمنية تعمل على جمع جميع البطاقات الشخصية الخاصة بالمسافرين والتأكد إن كانوا من المطلوبين لديها أو لا ومن ثم قطع وصول تخولهم من للدخول إلى الطريق الأساسي الذي أيضاً عليه حوجز أمنية منتشرة لهيئة.

اقرأ أيضا: “هيئة تحرير الشام” تفرض الإتاوات على مزارعي إدلب بذريعة الزكاة

ماهي قيمة الوصول التي تدفع للهيئة مقابل سماحها العبور للسوريين؟

تواصل موقع الحل نت مع مهرب للبشر رفض ذكر اسمه لأسباب أمنية في منطقة الجوز وقال : إن هيئة تحرير الشام  فرضت أواخر عام 2018 على المدنيين الراغبين في الخروج من سوريا إلى تركيا بطرق غير شرعية بدفع مبلغ مالي بلغ أن ذلك 50 دولار أمريكي على كل شخص ومن ثم ألزمت المهربين العاملين في المجال نفسه على التنسيق معها وحددت لهم الطرق الواجب سلوكها أثناء تهرب الناس وألغت تحرير الشام “الوصل” الـ50 دولار أمريكي. 

وأشار المهرب إلى أن إلغاء الوصل لم يكن بهدف تخفيف العبء على الراغبين بالخروج من محافظة إدلب إلى تركيا بل عملت الهيئة وعلى إلزام المهربين نفسهم بجلب الوصول من تحرير الشام بشكل مباشر ودفع مبلغ مالي يتراوح أحياناً بين 100 دولار أمريكي و200 دولار على كل شخص. 

وقدر المصدر ذاته أعداد الداخلين إلى تركيا بشكل متوسط شهرياً بأكثر من 300 شخص، أي أن هيئة تحرير الشام تجمع ما يقارب 300.000 دولار أمريكي شهرياً.

اقرأ المزيد: معارك يومية بين تحرير الشام وربطة الخبز والتبرير الليرة التركية

ماهي قيمة المبالغ المالية الكاملة لدخول تركيا

بنت تركيا جدار اسمنتي على طول الحدود السورية التركية في محافظة إدلب بمحاولة منها لقطع طرق التهريب والحد من دخول السوريين إلى أراضيها بطرق غير شرعية مما أصبحت مهنة التهريب من أبرز المهن الغير شرعية في محافظة إدلب كونها تدر أموال طائلة على العاملين بها.

محمد خالد سوري الجنسية أردا الدخول إلى تركيا بعد سيطرة القوات الحكومية السورية على بلدته الواقعة جنوب إدلب أعطى للحل نت تفاصيل المبالغ المالية التي دفعها حتى استطاع اجتياز الجدار العازل وقال: إنه بعد تنسيق إستمر لثلاثة أيام مع مهرب من منطقة خربة الجوز غرب محافظة إدلب أبلغه المهرب القدوم إلى المنطقة ودفع مبلغ مالية قدره 1600 دولار أمريكي بتضمنه مبلغ 100 دولار أسماه “قطع وصل” ويكون عند أحد المكاتب الأمنية التابعة لتحرير الشام في خربة الجوز.

وسلك محمد طريق سير على الأقدام بطول 5 كم ضمن مناطق حرجيبة وأحراش في خربة الجوز بعد عبوره عن طريق نفق محفور تحت الجدار العازل وكان طول النفق 800 متر. 

وسبق أن أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل  485 مدنيا، من بينهم 88 طفلا دون الثامنة عشرة، و45 مواطنة فوق سن الـ18 برصاص الجندرمة التركية.

قد يهمك: “تحرير الشام” تفرض هيمنتها على سوق المحروقات في الشمال السوري

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.