قبل الحديث عن العقوبات الأميركية على سوريين، ساهم ضباط المؤسسة العسكرية السورية في إشعال الحرب السورية وتثبيت الرئيس السوري على كرسيه، وكل ذلك أدى إلى تدمير ممنهج للنسيج الاجتماعي والاقتصادي للبلاد. سوريا في القرن الواحد والعشرين باتت تعيش أسوء أزمة لاجئين ونازحين منذ اندلاع الحرب العالمية الثانية.

ولعل ما يشف غليل الذين تأثروا بهذه الحرب، هي جملة العقوبات الدولية على الشخصيات التي استفادت من هذه الحرب. أو التي انتهكت شرعية الاحتجاجات التي انطلقت عام 2011. على الرغم من أنّ هذه العقوبات الأميركية لم تثمر حتى اللحظة بمحاكمة عادلة لتجار الحرب ومنتهكي حقوق الإنسانية.

خمسة ضباط على القائمة الجديدة

مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية (OFAC) المؤسسة الأعرق في فرض العقوبات الدولية، أصدرت أمس الثلاثاء، عقوبات على خمسة ضباط في الجيش السوري. تسبب اثنان منهم في الهجوم الكيماوي الذي استهدف المدنيين. فيما كانت العقوبات الأميركية على ثلاثة سوريين آخرين في أجهزة الحكومة الاستخباراتية.

كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يتحدث بشكل متزايد عن تغيير النظام في سوريا ومن المحتمل أن تكون هذه الخطوة من قبل مكتب مراقبة الأصول الأجنبية جزءًا من جهود الإدارة الأميركية لزيادة الضغط على الأسد.

وجاءت العقوبات الأميركية على ضباط سوريين بحسب بيان الوزارة الذي اطلع عليه (الحل نت)، من أجل تعزيز المساءلة عن انتهاكات المؤسسة العسكرية السورية ضد المدنيين.

لم تكتف الوزارة بذل، بل أدرجت ضمن عقوباتها كيانات إيرانية شاركت بانتهاكات خطيرة حسب وصف الوزارة الأميركية. جلّها تمحور في إطار حقوق الإنسان وأعمال قمعية أضرت بالمدنيين الأبرياء والمعارضين السياسيين والمتظاهرين السلميين.

اقرأ أيضا: الولايات المتّحدة ترفع العقوبات عن شركتين لأبرز داعمي الأسد “سامر الفوز”

من هم أبرز الضباط المعاقبين؟

بدأت قائمة العقوبات الأميركية بالقائد الحالي للفرقة الجوية 22، اللواء توفيق محمد خضور، والذي كان مسؤولاَ عن توجيه أوامر لقمع المدنيين. وأدرجت الوزارة المهمة الخطيرة التي كانت تحت إشرافه قبل عامين.

ففي 25 فبراير/شباط 2018، عندما كان خضور قائد للواء 30 في قاعدة الضمير الجوية، ساهمت القوات التي يرأسها بقصف المدنيين في الغوطة الشرقية بريف دمشق، بعدة براميل تحمل مواد كيماوية أدت إلى مقتل العديد من الأهالي العزل. ووفقاً لمعلومات الوزارة فإن الهجمة استخدم فيها بما لا يقل عن برميلين يحتويان على مادة الكلور.

وتلى خضور، محمد يوسف الحاصوري، وهو قائد اللواء 70 في مطار التيفور العسكري. وتقول وزارة الخزانة إن الحاصوري نفذ بنفسه عدة غارات بالأسلحة الكيماوية منها غاز السارين، في أبريل/نيسان 2017، على مدينة خان شيخون بريف إدلب. والذي أسفر حينها عن مقتل 87 شخص.

اقرأ المزيد: ماذا يعني رفع الاتحاد الأوروبي للعقوبات عن رجال الأعمال السوريين؟

الأجهزة الأمنية ضمن دائرة العقوبات الأميركية

سوريا والمعروف عنها شعبياً وعربياً أنّها دولة قائمة على الأجهزة الأمنية. والتي ذاع صيتها أكثر عندما بدأت في المشاركة بقمع الاحتجاجات التي اندلع عام 2011. حيث تسببت هذه الجهزة بقتل العديد من المحتجين وإخفاء الآلاف قسراً لم يعرف مصيرهم حتى اليوم.

وزارة الخزانة الأميركية، أدرجت أمس الثلاثاء، أديب نمر سلامة، رئيس فرع المخابرات الجوية السابق في حلب. أكثر الضباط تطرفاً والذي يعد أول من حوّل مصطلح “الشبيحة” إلى مليشيا غير نظامية تحت قيادة القوات النظامية.

كما فرضت الوزارة عقوبات على رئيس اللجنة الأمنية السابق في محافظة درعا، قحطان خليل.  وهو أحد الضباط المتهمين بالمسؤولية المباشرة عن مجزرة أودت بحياة مئات الأشخاص في مدينة داريا بريف دمشق، صيف عام 2012.

العقوبات الأميركية على ضباط سوريين، التي قالت عنها الوزارة أنّها فرضت على هؤلاء لكون جهاز المخابرات السوري جزءًا لا يتجزأ من جهاز الأمن القمعي للحكومة. ولدوره في الرد العنيف على احتجاجات المجتمع المدني. شملت أيضا قائد الفرع 227 التابع للمخابرات العسكرية، والمرتبط بغرفة عمليات حزب الله اللبناني في سوريا، كمال الحسن. 

وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد فرضت في يوليو/تموز الماضي، عقوبات على ثمانية أفراد وعشرة كيانات في سوريا، ضمن الإجراءات المتعلقة بمكافحة الإرهاب، كأولى حزمة عقوبات منذ تولي الرئيس الأمريكي، جو بايدن، منصبه.

تعتبر العقوبات الأميركية بأنها استراتيجية مهمة لممارسة الضغط على السلطات السورية. فمن وجهة نظر الإدارة الأميركية  إذا تُركت دمشق دون رادع، فإنها غالبًا ما تصبح أقوى في استمرار الصراع.

قد يهمك: معاقَب دولياً.. “حوت” الاستثمارات في سوريا يهاجم رجال الأعمال بسبب الهجرة

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.