سرعان ما اشتد الصراع في سوريا، ووصل الآن إلى عامه العاشر دون نهاية تلوح في الأفق. اتُهمت الحكومة السورية باستخدام أسلحة كيماوية ضد المدنيين، وهو ما أدانته الولايات المتحدة ودول أخرى. تسببت بخسارة ملايين المدنيين لأملاكهم وأموالهم.

تاريخ الذهب في سوريا، يبدأ بتقديمه إلى المنطقة من قبل تجار من النوبة عام 600 قبل الميلاد. تجلت أهمية الذهب في الاقتصاد السوري خلال هذه الفترة في شكل سك العملة.

بعد الحرب العالمية الثانية، احتلت فرنسا وبريطانيا سوريا ووقّعتا اتفاقية تحظر على السوريين امتلاك سبائك ذهبية أو عملات معدنية. أدى ذلك إلى زيادة الطلب على القطع الذهبية غير المكررة التي تم تهريبها عبر الحدود إلى لبنان والأردن.

أكثر فترة يُقبل فيها السوريون على شراء الذهب منذ 9 سنوات

لكن اليوم ومع الأزمة الاقتصادية في البلاد، صدر تصريح رسمي من رئيس جمعية الصاغة وصنع المجوهرات بدمشق، غسان جزماتي، أن الموسم الحالي هو الأكثر مبيعاً منذ عام 2012، مشيراً إلى أن خط مبيعات الذهب خلال العام الحالي كان تصاعدياً نتيجة كثرة أعداد المغتربين العائدين لزيارة وطنهم وأهلهم، وكثرة المناسبات الاجتماعية كالأعراس.

وفي حديثه لصحيفة تشرين المحلية، قال جزماتي، إنّ الذهب الخام المستورد خلال العام الحالي والسابق يكاد ينعدم بسبب الإغلاقات التي نتجت عن تفشي وباء كورونا. ولكن الذهب الموجود في السوق السورية هو ذهب محلي أو كسر قادم من القامشلي.

وحول المبيعات، أشار جزماتي، إلى أنّ أضعف المبيعات سجلت للأونصة والليرات الذهبية بنسبة 10 بالمئة. وخلال الأعوام السابقة 2013-2015 كانت نسبة المصوغات 70 بالمئة فقط نتيجة الإقبال على شراء ذهب الادخار من ليرات وأونصات ذهبية.

اقرأ ايضا: جائحة اقتصادية قادمة على سوريا.. تعرفوا إلى الأسباب

مع انتشار السرقات الذهب ليس ملاذا آمنا

سوريا مثال لبلد عانى معاناة شديدة خلال السنوات القليلة الماضية. كشفت دراسة للبنك الدولي، أن بعض السوريين يتجهون إلى الذهب كاستثمار، رغم أنه لا يعتبر ملاذا آمنا.

يُنظر إلى الذهب على نطاق واسع على أنه أصل آمن لأنه حافظ على قيمته خلال الأزمات الاقتصادية أو الجيوسياسية، لكن هذا التصور يتغير الآن.

فبسبب الفشل الأمني في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية أصبح اقتناء الذهب أمراً صعباً بسبب أنّ عمليات السطو المسلح أمرًا شائعًا. فخلال العام الجاري وحده، وقعت 12 عملية سطو مسلح أدت إلى مقتل 13 شخصًا، بينهم امرأة.

وطبقا لـحديث مالك محلات الزريقات للذهب، محمد زريقات، فإنه مع استمرار فقدان الليرة السورية لقيمتها بسبب التضخم والانخفاض، يتجه بعض المستثمرين إلى الذهب كمخزن بديل للقيمة على عكس المدنيين الذين يعيشون تحت خط مستوى الفقر.

ويشير زريقات في حديثه لـ”الحل نت”، إلى أنّه سابقا وقبل عامين بالتحديد بعض السوريين خزنوا الذهب تحسباً لمزيد من انخفاض قيمة الليرة السورية، التي فقدت بالفعل نحو 60 في المئة من قيمتها مقابل الدولار الأميركي منذ عام 2011.

ويضل الذهب هو الخيار الشائع للاستثمار في أوقات الأزمات المالية. حيث تعتبر سبائك الذهب أكثر الأصول سيولة في العالم، لذلك من السهل استرداد أموالك إذا لزم الأمر. يفضل الأثرياء عادة الاحتفاظ بثرواتهم بالذهب لأنها لا تنخفض قيمتها، على عكس الأصول الأخرى مثل الأسهم أو العقارات، وهذا لا ينطبق على السوريين في معادلتهم الحالية.

قد يهمك: عمليات السطو المُسلح في درعا.. 12 قتيلا بينهم سيدة خلال عام

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.