حقائق مروعة وراء ارتفاع أسعار اللحوم في سوريا

يواجه السوريون ظروفاً قاسية في بلدهم. إحدى النتائج هي قلة المعروض من اللحوم في الأسواق السورية. حيث انخفض عدد الماشية في سوريا بشكل كبير بسبب الحرب المستمرة، في حين تم حظر الواردات بسبب العقوبات. ارتفعت أسعار اللحوم في الأسابيع الأخيرة وسط نقص، في حين تباع بعض منتجات اللحوم بأسعار أعلى من المخزون.

قد يتعين على محبي اللحوم السوريين مواجهة حقيقة أنهم لن يأكلوا الكثير من اللحوم كما يرغبون في ليلة رأس السنة الجديدة. إذ تنبأت مؤسسات دمشق بارتفاع أسعار اللحوم بشكل مطرد منذ بضعة أسابيع حتى الآن. في الأسابيع الأخيرة، سيرى أولئك الذين يتطلعون إلى شراء الديك الرومي أو شرائح لحم الضأن أن سعر الكيلوغرام الواحد قد يرتفع الآن بنسبة 50 في المئة. يمكن ملاحظة هذا الاتجاه في جميع المدن السورية الرئيسية بما في ذلك دمشق وحلب وحماة.

أزمة الغذاء في سوريا – أسعار اللحوم آخذة في الارتفاع

توقعت جمعية اللحامين في دمشق، أن يطرأ ارتفاع بسيط على أسعار اللحوم الحمراء خلال أعياد الميلاد ورأس السنة بسبب زيادة الطلب عليها بنسبة لا تتجاوز 25 بالمئة.

🔴 #جمعية_اللحامين تتوقع ارتفاع أسعار #اللحوم لزيادة الطلب عليها
— وكالة الآن الإعلامية (@alaanmedia_sy) December 14, 2021

وذلك بعد أسبوعين فقط من آخر زيادة رسمية على أسعار اللحوم من 9700 إلى 10500 ليرة سورية للكيلوغرام، رغم أنها تباع في الأسواق بأكثر من ضعف التسعيرة الرسمية.

وقال عبد الله الحاج علي، لـ”الحل نت”، وهو أحد تجّار الدواجن واللحوم في دمشق، أنّ أسعار الدجاج ارتفعت بنسبة 17 بالمئة خلال اليومين السابقين، متوقعاً أن ترتفع بنسبة 25 بالمئة حتى نهاية الشهر.

ما أشار الحاج علي، إلى أنّ أسعار اللحوم الحمراء ارتفعت بنسبة 25 بالمئة اليوم الثلاثاء، فيما شهد الدهون ارتفاعاً وصل إلى 54 بالمئة.

وأوضح الحاج علي، أنّ سعر جوانح دجاج في دمشق بلغت 6000 ل.س للكيلو، و8500 للدبوس، و13500 لكيلو واحد من شرحات الدجاج، فيما بلغ سعر كليو الدجاج 6600 ليرة سورية.

فيما بلغ سعر كيلو شرحات لحم العجل 20 ألف ليرة سورية. ووصل سعر شرحات لحم البقر إلى 19 ألف ليرة، ووصل كليو لحم الضأن على 20 ألف. فيما شهدت الدهون ارتفاعاً غير مسبوق بنسبة 45 بالمئة أي 17 ألف ليرة سورية للكيلو الواحد.

ما سبب هذا الارتفاع؟

تعد الأزمة السورية أحد الأسباب الرئيسية لارتفاع أسعار اللحوم في سوريا، مع شح الأسواق. قد تعزى هذه الندرة إلى النقص في أراضي المراعي إلى انخفاض توافر التبن والسيلاج، وهما مصدران مهمان لتغذية الحيوانات.

وأجبر هذا الجفاف المزارعين على بيع حيواناتهم بسعر أقل، مما أدى بدوره إلى انخفاض الإنتاج. كما ساهم الجفاف في الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية، مما جعل اللحوم غير ميسورة التكلفة بالنسبة لكثير من السكان.

وعلى عكس ما قاله رئيس جمعية اللحامين في دمشق وريفها، أدمون قطيش، لصحيفة “الوطن”، في أنّ نسبة التهريب من سوريا إلى دول الجوار انخفضت. حيث كانت منذ حوالي خمسة أشهر بحدود 50 بالمئة من الإنتاج، أما اليوم فالنسبة لا تجاوز 10 بالمئة.

قال الحاج علي، إن أزمة الغذاء في سوريا هي نتيجة مباشرة للحرب المستمرة منذ 10 سنوات حتى الآن، وهي كارثة إنسانية مستمرة. مرجعاً سبب ارتفاع الأسعار اللحوم في سوريا وصعوبة الحصول عليها، إلى ارتفاع ضرائب الاستيراد التي فرضتها الحكومة.

ويعود صعود أسعار اللحوم بحسب الحاج علي إلى عدة عوامل. أحد هذه العوامل هو زيادة استهلاك اللحوم بسبب شعبية المطبخ السوري، كما أنه ناتج عن زيادة الطلب على المنتجات الحيوانية، والذي تغذيه جزئيًا عمليات التهريب من سوريا إلى لبنان.

هناك عامل آخر ساهم في زيادة استهلاك اللحوم وهو إنتاج اللحوم المصنعة، الذي سمح بشراء اللحوم من التجار بشكل كبير. هذا يعني بالذات لا يعود على المواطنين بالنفع إذ أنّ هذه اللحوم المعلبة تذهب للتصدير.

أثر ارتفاع أسعار اللحوم في سوريا على صحة السكان

الخبير الغذائي، عمر زيود، قال لـ”الحل نت”، إنّ هناك علاقة بين ارتفاع أسعار اللحوم وصحة السكان. مضيفاً أنّ ارتفاع أسعار اللحوم في سوريا ستؤدي إلى زيادة استهلاك الأطعمة غير الصحية مما يؤدي إلى زيادة السمنة.

خريطة استهلاك اللحوم في الدول العربية
صدق أو لا تصدق..#سوريا التي كانت أكبر مُصدِّر للأغنام إلى الدول العربية أصبحت خارج الخريطة!!!
👇👇👇 pic.twitter.com/MuzEfWFeux
— سيف الحموي Saif Elhamwi (@saifalnasr0) November 15, 2021

وأشار الزيود، إلى أنّ التأثير السلبي الآخر على صحة السكان، هو زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وأوضح الزيود، أنّه في عام 2017، استوردت سوريا أكثر من مليون طن من اللحوم من الهند. من أجل توفير الغذاء بأسعار معقولة لشعبها، لكن ذلك لم يكف.

وأكد الخبير الغذائي، أنّ سوريا تحتاج إلى زيادة الإنتاج الحيواني ونظام إدارة أفضل لسلسلة التوريد.

وينصح الزيود، بضرورة تخزين اللحوم لا سيما أنّه من المتوقع أن ترتفع أسعار اللحوم في سوريا في الفترة التي تسبق ليلة رأس السنة الجديدة. ويحدث هذا الارتفاع المؤثر في الأسعار في وقت يعجز فيه الكثير من السوريين عن تحمل تكاليف استهلاكهم المعتاد من المنتجات الأساسية.