استهداف شركاء الصدر: آخر أوراق “الإطار” الخاسرة؟

استهداف شركاء الصدر: آخر أوراق “الإطار” الخاسرة؟

استهدافان ومحاولة اغتيال شهدتها العاصمة العراقية بغداد، اليوم وأمس، ضد الأحزاب الكردية والسنية، فهل يتعلق ذلك بالصراع السياسي ومن خلفه؟

استُهدف مقر “الحزب الديمقراطي الكردستاني” في الكرادة، أمس بقنبلة يدوية لم تسفر عن خسائر بشرية، وذات الأمر حدث فجر اليوم باستهداف مقر حزب “تقدم” في الأعظمية.

ثم تطور الأمر إلى تعرض الناطق باسم “الحزب الديمقراطي” مهدي عبد الكريم الفيلي، نهار اليوم، إلى محاولة اغتيال “فاشلة” شرقي بغداد.

ما علاقة الصراع السياسي؟

ويعتقد الخبير الأمني هاوكار الجاف، أن الاستهدافات الأخيرة تتعلق بالصراع السياسي الحالي الحاصل بعد الانتخابات المبكرة الأخيرة، وما أسفرته من نتائج.

للقراءة أو الاستماع: نجاة الناطق باسم حزب بارزاني من محاولة اغتيال في بغداد

ويضيف في حديث مع “الحل نت”، أن المنطق والمعطيات تشير إلى أن الميليشيات التابعة لقوى “الإطار التنسيقي” المقربة من إيران، هي وراء تلك الاستهدافات.

ويوضح أن، الاستهدافات تأتي نتيجة تقارب “الديمقراطي” و”تقدم” مع مقتدى الصدر، الأمر الذي يقصي “الإطار” من كل شيء في الحكومة المقبلة.

ويشير إلى أن الهدف من الاستهدافات، تحذير الكرد والسنة من المضي مع الصدر، بما مفاده أنهم يستطيعون تهديد آمنهم وأمن مناطقهم بسهولة، ودفعهم نحو التراجع عن التقارب مع زعيم “التيار الصدري”.

ويستبعد الجاف، أن تقدم الحكومة على اعتقال الجهات المنفذة للاستهدافات وكشفها للرأي العام، خاصة وأن رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي يسعى لولاية ثانية، وإقدامه على مثل تلك الخطوة قد يهدد طموحه بنيل رئاسة الحكومة مجددا.

تقارب يغضب “الإطار”

ويتزعم “الحزب الديمقراطي” رئيس إقليم كردستان سابقا مسعود بارزاني، فيما يتزعم حزب “تقدم” رئيس البرلمان العراقي المنتخب محمد الحلبوسي.

وجاءت الاستهدافات بعد يومين، من حديث لزعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر، عن وجود تهديدات لشركائه السنة والكرد، في إشارة منه إلى قوى “الإطار التنسيقي” الموالية إلى إيران.

مؤكدا: «لن نسمح لأحد كائنا من كان، بأن يهدّد شركاءنا أو يهدّد السلم الأهلي، وإن الحكومة القادمة حكومة قانون، ولا مجال فيها للمخالفة أيا كانت وممن كان».

وفي وقت سابق، هدّد بعض أعضاء “الإطار التنسيقي”، الأحزاب السنية والكردية بنتائج لا تحمد عقباها في حال تحالفهم مع زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر.

وكان الصدر بين في تغريدة سابقة، عن تفاهمه مع حزبي “تقدم” و”عزم” ومع “الحزب الديمقراطي الكردستاني” لتشكيل حكومة “أغلبية وطنية”، بحسبه.

كيف ستكون النهاية؟

وذلك التفاهم يعني إقصاء قوى “الإطار” التي تمتلك ميليشيات مسلحة من المشاركة في تشكيل الحكومة العراقية المقبلة، وهو ما ترفضه الأخيرة.

وفي هذا السياق، يستبعد المحلل السياسي علي البيدر، أن تدفع الاستهدافات الأخيرة بالحزبين الكردي والسني نحو التراجع عن تقاربهما مع زعيم “التيار الصدري”.

ويشير بحديث مع “الحل نت” إلى آن، الاستهدافات هي آخر آوراق “الإطار”، وهي محاولة بائسة منه؛ لأنه أدرك تماما خسارته لكل شيء، سواء في الانتخابات أو بالتحالفات أو بتشكيل الحكومة المقبلة.

للقراءة أو الاستماع: العراق: الحلبوسي والخنجر يهددان بمقاضاة “الإطار التنسيقي”

كذلك فإن مقتدى الصدر يعرف مدى الضغوطات التي سيتعرض لها الكرد والسنة، ولذا فهو لن يتركهم بوجه المدفع، خاصة وأنه يمتلك الشارع والسلاح، عكس “الإطار” الذي يمتلك السلاح فقط، وفق البيدر.

ويختتم بأنه، في النهاية سيجزع “الإطار” ويقر بهزيمته، وحينها سيذهب إما نحو المعارضة السياسية، أو نحو رسم استراتيجية جديدة من الآن ليستعد بها نحو انتخابات 2025.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.