يبدو أن التصريحات الجديدة عن مخزون روسيا من الغاز الطبيعي، تحولت إلى موجة هلع داخل أروقة الاقتصاد السوري. إذ تشير الدلائل إلى أن الأزمة التي تمر بها موسكو اليوم والتي تؤثر على سلاسل توريد الغاز وإمدادها للدول التي تعاقدت معها قد تصل نتائجها إلى دمشق.

نفاد الغاز من حقول روسيا

نائب رئيس وزراء روسيا، ألكسندر نوفاك، صرح أمس السبت، أن بلاده تملك ما يكفي من الموارد لزيادة إمدادات الغاز إلى أوروبا، لكن استثمارها يتطلب الوقت وتوظيف الأموال. مشددا على ضرورة إيجاد سياسة مبيعات شفافة في السوق الأوروبية وتوقيع عقود طويلة الأجل، لحل الأزمة.

https://twitter.com/WSFarabia/status/1482359164085186564?s=20

ووفقا لنوفاك، فإن سبب أزمة الطاقة كان بسبب رفض الدول الأوروبية اعتماد العقود طويلة الأجل من أجل تقليل الاعتماد على روسيا، وأصرت على الانتقال إلى عقود الصفقات الفورية. ما أدى إلى ارتفاع قياسي في أسعار الغاز، وبطء الإمدادات القادمة من روسيا.

وتشير التقارير الدولية، إلى أن روسيا تواجه مجموعة من التحديات الاقتصادية طويلة الأجل التي ستعيق إمكانات نموها. ومن المحتمل أن تكون شديدة بما يكفي لفرض تغيير سياسي بعيد المدى.

للقراءة أو الاستماع: أسطوانات الغاز في سوريا تالفة ولا بوادر لسد العجز

كيف ترى النخب الروسية المشكلة؟

يقول المحلل السياسي الروسي، أليكاس موخين، في حديثه لـ”الحل نت”، إنه مع كل المشاكل التي تواجه الاقتصاد الروسي، يتساءل الكثيرون كيف ستستجيب الحكومة. بينما تستيقظ موسكو أخيرا على حقيقة تغير المناخ، يبدو أن الموقف السائد بين أعضاء الطبقة الحاكمة هو أن هناك ما يكفي من النفط والغاز لإبقاء خزائن الدولة ممتلئة.

وأوضح موخين، أن معظم التحديات الرئيسية التي تواجه النظام السياسي الروسي ترتبط بنقص النمو الاقتصادي. وأحد العوامل التي تمنع هذا النمو هو التدخل المفرط للدولة في الاقتصاد وفي جميع جوانب الحياة الأخرى، مما يؤدي إلى حالة إدارية مفرطة المركزية وغير فعالة.

وتابع موخين، أن هذه اللامركزية المفرطة، إلى جانب القيود المفروضة على وسائل الإعلام وغيرها من المنافذ الخاصة بحرية التعبير، تعني أن السلطات الروسية تحصل على القليل من ردود الفعل. وبالتالي لديها في أفضل الأحوال صورة ضبابية لما تبدو عليه الحياة بالنسبة للروس العاديين وما سيؤدي إليه الانهيار الاقتصادي في حال عدم وجود موارد بديلة إذا نفد الغاز.

للقراءة أو الاستماع: أزمة جديدة في سوريا: أسطوانات الغاز الفارغة إلى ارتفاع

الطوفان القادم إلى دمشق بسبب روسيا

تعتبر حكومة دمشق بأن موسكو طوق النجاة الذي ساعدها منذ عام 2011 وحتى الآن من الانهيار التام. فيما استطاعت روسيا الاستحواذ على عقود اقتصادية أجبرت دمشق على حصر استيراد بعض السلع منها كالقمح مثلا.

ويبدو أن على دمشق التحرك سريعا لمواجهة الانهيار الروسي. إذ تحتكر موسكو ضمن إطار الاتفاقيات الموقعة بين روسيا وسوريا توريد الحبوب والمحروقات والأسمدة إلى الحكومة السورية.

ووفقا لتصريحات وزير النقل، فإن قيمة ما تستورده الحكومة من حوامل الطاقة في العام يصل إلى ملياري دولار. وأن قيمة ما تستورده الحكومة من القمح يبلغ 500 مليون دولار سنويا.

للقراءة أو الاستماع: سوريا: البابور بديل أسطوانة الغاز المنزلي بسبب الغلاء

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.