من الواضح أن إيران شددت مؤخرا على تثبيت نفوذها الاقتصادي عبر الإسراع في إعلان مشاريع عدة في قطاعات حساسة في الاقتصاد السوري، كقطاعات الطاقة والتجارة والاتصالات، في مشوارها للاستحواذ على اقتصاد البلاد.

بنك مشترك بين طهران ودمشق

وأعلنت إيران مؤخرا الاتفاق مع الحكومة السورية، لإطلاق بنك مشترك بهدف تسهيل التعاملات التجارية بين الجانبين.

وقال وزير الطرق والتنمية الحضرية الإيراني رستم قاسمي، في ختام زيارته إلى دمشق السبت: “تم التوصل إلى توافقات جيدة وتقرر افتتاح مصرف مشترك وعلى ضوئه سيتم إنشاء متبادل لفروع مصارف محلية بين الجانبين”.

وأضاف قاسمي في تصريحات نقلتها وكالة “فارس” الإيرانية: “تم اتخاذ قرارات بمختلف المواضيع، لا سيما بمجال إنشاء مناطق تجارية حرة مشتركة”.

للقراءة أو الاستماع: الأسد يسيطر على قطاع الاتصالات السوري بالكامل؟

من المستفيد؟

ويرى الباحث الاقتصادي يحيى السيد عمر أن إنشاء هذا البنك يصب بمصلحة إيران في مشوارها للاستحواذ على قطاعات في الاقتصادي السوري، وذلك للعديد من الأسباب.

ويقول السيد عمر في حديثه لـ”الحل نت”: “في الحقيقة وفي الحالة الطبيعية يعد إنشاء مصارف مشتركة بين الدول قضية إيجابية لا سيما لناحية تسهيل عمليات الدفع والمقاصة وتسهيل عمليات التبادل التجاري، هذا في الحالة العامة، أم في الحالة السورية الإيرانية فالأمر مختلف، لعدة أسباب منها أن الميزان التجاري بين الدولتين يميل بشكل واضح لإيران فالتدفق النقدي من جهة واحدة فقط وهو ما يعني عدم الحاجة لغرفة مقاصة”.

ويضيف: «من ناحية أخرى فإن التبادل التجاري يتم من خلال خط ائتماني وهو ما يقلل الحاجة لمصرف مشترك، كما أن حجم تمويل إيران لمشاريع في سوريا ليس بالكبير، فكل هذه العوامل تقلل الحاجة لبنك مشترك».

ومنذ تدخل إيران العسكري في سوريا وبسط نفوذها على الأراضي السورية، تحاول بسط السيطرة وتحقيق المكتسبات على الصعيد الاقتصادي عبر افتتاح مشاريع اقتصادية متعلقة بالتجارة والصناعة ومجال الطاقة.

اتفاقيات سابقة للهيمنة على الاقتصاد

في 2017 وقعت خمس اتفاقيات بين سوريا وإيران، في مجالات الزراعة والثروة الحيوانية والصناعة والنفط والاتصالات والموانئ في طهران.

واعتبر رئيس مجلس الوزراء السوري عماد خميس هذه الاتفاقيات “نواة لكتلة كبيرة من التعاون المشترك بين البلدين في مجال الاقتصاد والاستثمار وإنشاء المصانع وإعادة الإعمار”، وفق ما نقلته وكالة سانا في وقت سابق من 2021.

وفي نفس العام، وقعت مذكرة تفاهم بين البلدين من أجل التعاون في مجال القطاع الكهربائي، وتضمن المذكرة إنشاء محطات توليد ومجموعات غازية في الساحل السوري، إضافة إلى إعادة تأهيل محطات طاقة في دمشق وحلب وحمص ودير الزور وبانياس.

اقرأ أيضاً: محادثات فيينا حول الملف النووي الإيراني: هل ستتنازل واشنطن وطهران عن شروطهما الأساسية للتوصل لاتفاق؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة