ما تأثير قصف الحوثيين لأبوظبي على علاقة الإمارات بالأسد؟

ما تأثير قصف الحوثيين لأبوظبي على علاقة الإمارات بالأسد؟

اعتداء جديد تمارسه ميليشيا “الحوثي” اليمنية المدعومة من إيران على أراضي دول خليجية بحجة استمرار عمليات التحالف العربي ضد اليمن.

هو هجوم مفاجئ تعرضت له أراضي الإمارات أمس الاثنين، حيث أعلنت شرطة أبوظبي وفاة 3 أشخاص وإصابة 6 آخرين في حادث انفجار صهاريج بترول في منطقة المصفح، إثر هجوم يعتقد أنه وقع باستخدام طائرات مسيرة.

اعتداء حوثيّ ورد عربي

شرطة أبوظبي، قالت في بيان نقلته “وام” وكالة الأنباء الرسمية في الإمارات، “اندلاع حريق مما أدى إلى انفجار في 3 صهاريج نقل محروقات بترولية بالقرب من خزانات أدنوك. كما وقع حادث حريق بسيط في منطقة الإنشاءات الجديدة في مطار أبوظبي الدولي”.

وأعلنت جماعة “أنصار الله” (الحوثيين) في اليمن، مساء أمس الاثنين، استهداف مطاري دبي وأبو ظبي ومواقع هامة حساسة في الإمارات بصواريخ باليستية وطائرات مسيرات، وفق ادعائها.

وقال المتحدث العسكري لجماعة “أنصار الله”، يحيى سريع، في بيان متلفز، إنه “تم استخدام طائرات مسيرة وصواريخ باليستية خلال الهجوم الذي نفذته الجماعة ضد الإمارات”، مضيفا أنه تم استهداف مطاري أبوظبي ودبي ومصفاة النفط في المصفح، بجانب مواقع أخرى.

في حين أفادت تقارير من صنعاء عن مقتل مدنيين في قصف للتحالف ردا على هجوم الحوثيين، وقال سكان في العاصمة اليمنية لـ “رويترز” إن 14 مدنيا قتلوا، من بينهم قائد عسكري سابق، وأفراد من عائلته، فيما أعلن “الحوثيون” الذين يسيطرون على المدينة عن مقتل 20، وسقوط عدد من الجرحى.

يأتي ذلك بعدما أعلن التحالف الذي تقوده السعودية الثلاثاء أنه يستهدف معاقل ومعسكرات الحوثيين في العاصمة، وأنه اعترض ثماني طائرات مسيرة أطلقت باتجاه السعودية.

وكان المتمردون “الحوثيون” هددوا بالمزيد من الغارات الجوية على الإمارات إذا استمرت دول الخليج في ما وصفوه “بالعدوان على اليمن”.

تأثير قصف الحوثيون على علاقة الأسد بأبوظبي

لم تتجه الكثير من التقارير الصحفية لقراءة أبعاد قصف الحوثيين في اليمن على الأراضي الإماراتية، إلا أن مصدر ديبلوماسي عربي، أفاد لـ”الحل نت”، باحتمالية أن يؤثر هذا التصعيد واستمراره من قبل أراضي اليمن تجاه الإمارات على علاقات أبوظبي مع دمشق، وقد يكون احتمال تراجعها بشكل كبير حاضرا خلال الفترة المقبلة.

المصدر الديبلوماسي اعتبر أن تراجع العلاقات مع دمشق سينطلق من مبدأ أن أي دعم اقتصادي ضمن طموحات أبو ظبي للمشاركة في مرحلة إعادة الإعمار بسوريا سيصب في مصلحة إيران على أصعدة مختلفة، مُذكّرا بموقف السعودية السابق حول إيقاف دعم لبنان منذ عامين وفق رؤية كانت تعتبر بأن الدعم السعودي إلى لبنان في ظل هيمنة “حزب الله” اللبناني، سيكون نهايته في قناة تمويل الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية التي تُنقل للحوثيين وتضرب الأراضي الخليجية.

في حين لم يستبعد المصدر أن يكون هذا الاحتمال في خانة متراجعة لاحقا إذا ما اعتمدت أبوظبي رؤية مختلفة لاحقا تتشارك بها مع دول خليجية أخرى، تتعلق بدعم الأسد لإضفاء تواجد إماراتي/خليجي أكبر في سوريا مقابل تحجيم النفوذ الإيراني هناك.

السعودية كانت قد قررت عام 2016 إيقاف المساعدات التي كانت مقررة لتمويل الجيش اللبناني، على خلفية “المواقف اللبنانية المناهضة” للمملكة في أزمتها مع إيران، وفق ما أعلنت وكالة الأنباء السعودية آنذاك.

فيما أكدت وكالة “بلومبرغ” أن دول الخليج، نأت بنفسها في شهر تشرين الأول/أكتوبر لعام 2019 عن الاضطرابات السياسية في لبنان، ولم تستجب لمطالب رئيس وزرائه سعد الحريري لمنح بيروت تمويلا إضافيا قبيل اندلاع الأزمة.

ونقلت الوكالة عن مصادرها أن مساعي الحريري للحصول على تمويل إضافي من الخليج قبيل بدء الاحتجاجات في لبنان باءت بالفشل، بسبب مخاوف الدول الإقليمية من أن تقع هذه الأموال في أيدي “حزب الله” في نهاية المطاف.

استهداف ميليشيا الحوثي لأبوظبي يعكس الترجمة الفعلية لقرار الحكومة الإيرانية برفع ميزانية الحرس الثوري الإيراني من 403 تريليونات ريال إيراني، إلى 930 تريليون ريال إيراني (ما يعادل 22 مليار دولار) للعام 2022، وهي زيادة بأكثر من الضعف. ما يعني أن المشروع الإيراني في الدول العربية سيتضاعف حجمه، نشاطه، اعتداءاته، وقدراته التخريبية ونفوذه وانتشاره، بحسب رأي الباحث السياسي رشيد حوراني.

الكاتب والمحلل السياسي، درويش خليفة، اعتبر خلال حديث لـ”الحل نت” بأن أبوظبي تحرص على الظفر بعقود إعادة الإعمار في سوريا، كون السياسات الاقتصادية تلعب دورا كبيرا في سياساتها الخارجية.

ولفت إلى أنه من المرجح بقاء علاقات أبوظبي مع دمشق بحدودها الطبيعية، رغم الضربة الأخيرة التي تلقتها قرب عاصمتها من حليف الأسد (جماعة الحوثي)، لأنها غير مقتنعة بتدخل حكومة دمشق في اليمن، وفق تقديره.

وتابع بأن “خسارة شبوة أثرت على مجريات المعارك الحاصلة في اليمن خلال الأسابيع الأخيرة، بسبب موقعها الجيوستراتيجي، ومواردها النفطية الغنية، وتوسطها المحافظات اليمنية المهمة”.

ورأى أن دول التحالف العربي “ستغمض أعينها عن أي مطلب دولي بوقف العملية العسكرية في اليمن، بعد تطاول ميليشيا الحوثي على جواره السعودي والإماراتي، والتصريحات المتواترة عن متزعمي حزب الله اللبناني التي تتهم المملكة بتصدير الإرهاب من خلال الفكر الوهابي، و تهريب النظام السوري المخدرات إلى دول الخليج العربي، وتقديمه تدريبات واستشارات عسكرية للحوثيين”.

إدانة دولية

ويشهد اليمن منذ نحو 7 سنوات حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، وميليشيات الحوثيين المدعومين من إيران، المسيطرين على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ أيلول/سبتمبر 2014.​​​​​​​

وكالة أنباء الإمارات، كانت أشارت إلى إدانة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الهجمات التي شنها الحوثيون على الإمارات، وذلك في مكالمة هاتفية مع نظيره الإماراتي عبد الله بن زايد.

في حين قال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، يوم أمس الاثنين، إن واشنطن تندد بشدة “بالهجوم الإرهابي اليوم في أبوظبي بالإمارات العربية المتحدة”، وسوف تعمل من أجل محاسبة جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران بعدما أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم.

بدوره دان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، هجوم “الحوثيين”، ودعا “كافة الأطراف إلى التحلي بأقصى قدر من ضبط النفس”.

كما أدان الاتحاد الأوروبي بشدة الهجوم. عبر بيان أصدره المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، وورد فيه: “الهجمات ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية غير مقبولة. الهجوم الأحدث يزيد خطر مزيد من التصعيد للنزاع في اليمن ويقوض الجهود الجارية لإنهاء الحرب”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة