تسببت سياسة “الخطوة بخطوة” الذي أعلن عنها المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسن، في إطار الحل السياسي في سوريا، إلى استنكار المعارضة لتصرفات بيدرسن، إذ تعتبره الأخير منحاز إلى جانب دمشق ما جعلها تفكر في الانسحاب من العملية السياسية بالكامل.

بيدرسن أكد السبت أنه حصل على موافقة واشنطن وموسكو للانخراط في مقاربة “خطوة مقابل خطوة”، في إطار الوصول إلى الحل السياسي في سوريا.

وأشار بيدرسن في تصريحات لصحيفة “الشرق الأوسط” إلى “عدم وجود خلافات استراتيجية بين أميركا وروسيا في سوريا” حسب قوله.

مؤكدا أنه “حصل على دعم صلب من مجلس الأمن الدولي للمضي قدما في مقاربته الجديدة (خطوة مقابل خطوة) بين الأطراف المعنية، لتحديد خطوات تدريجية، ومتبادلة وواقعية، ومحددة بدقة، وقابلة للتحقق منها، تُطبق بالتوازي بين الأطراف المعنية بالأزمة السورية، وصولا إلى تطبيق القرار الدولي 2254”.

قد يهمك: دمشق: عضو في مجلس الشعب يفضح الفساد ويطالب رئيس الحكومة بالاستقالة

محاولة لإجهاض العملية السياسية

ويصف المعارض السياسي السوري الدكتور إبراهيم الجباوي مشروع بيدرسن الذي يحمل اسم “خطوة مقابل خطوة” بـ”المشروع الاستسلامي بالنسبة للمعارضة السوري”.

ويقول الجباوي في حديثه لـ”الحل نت”: “هو مشروع استسلام ومحاولة إجهاض القرارات الدولية التي صدرت عن الأمم المتحدة، ماذا يمكن أن تقدم المعارضة للنظام بمشروع خطوة بخطوة؟، هو صرح أنه سيبدأ بملف المعتقلين، مثلا إذا أخرج مجموعة من المعتقلات النساء ماذا يمكن أن تقدم المعارضة مقابلها! هل نقدم له مجموعة أخرى لكي يعتقلها!”.

واتهم المعارض السوري بيدرسن بالتماهي مع رؤية دمشق للحل في سوريا، لا سيما مع الفشل في تحقيق أي تقدم في اللجنة الدستورية، وأضاف: “هذه المنهجية هي محاولة لإجهاض الثورة السورية برمتها، لا سيما وأن الولايات المتحدة تراجعت عن مسألة إسقاط النظام إلى تغيير سلوكه، وموسكو معروف موقفها هي التي ما زال النظام موجود في مكانته بفضلها إلى جانب إيران”.

قد يهمك: هل تطلب روسيا إنهاء الدعم السعودي عن المعارضة السورية؟

الحل لا يمكن أن يكون سوري!

ويرى الجباوي أن الحل في سوريا لا يمكن أن يكون عبر الحوار بين الأطراف السورية، وحول ذلك يضيف: “لا يمكن أن يكون الحل إلا بمؤتمر دولي يُفرض على السوريين فرضا من كلا الطرفين تحت الفصل السابق، وإلا لن يكون حل وهو ما رأيناه في اللجنة الدستورية، إذ لم يتمكن المشاركون بالتوافق على مادة دستورية واحدة”.

وتدفع الخيارات السياسية المحدودة أمام المعارضة السورية بفعل الأخطاء المرتكبة خلال السنوات الماضية وعدم مواكبة أداء المعارضة لتطورات الأوضاع، إلى تفكير بعض أقطابها للانسحاب بشكل نهائي من العملية السياسية والمفاوضات برعاية الأمم المتحدة، التي لم تحقق حتى الآن أيا من أهدافها المتعلقة بالحل السياسي في سوريا.

فشل جميع مسارات التفاوض

وجاء الحديث عن انسحاب المعارضة من العملية السياسية، في ظل فشل كافة جولات التفاوض التي قادتها “الأمم المتحدة” في جنيف خلال السنوات الماضية، آخرها كان عبر مسار “اللجنة الدستورية” في تحقيق أي تقدم بخصوص الحل السياسي في سوريا، ما يضيق الخيارات على المعارضة.

وتشير المعطيات إلى أن المشكلة في الوقت الراهن ليست بانسحاب المعارضة من المفاوضات والعملية السياسية، وإنما فيما قد يعقب الانسحاب من الاستحقاقات الدولية، لأن ذلك قد يمنح الحكومة السورية وداعميها فرصة للادعاء بأن المعارضة ليست جادة في التفاوض حسبما يؤكد محللون في الشأن السوري.

ما هي سياسة الـ “خطوة بخطوة”؟

وحول سياسة “الخطوة بخطوة” يوضح المحلل السياسي السوري فراس علاوي، أن السياسة تعني تقديم تنازلات أو خطوات متبادلة بين دمشق والمجتمع الدولي، فيما يشبه الأخذ والرد، بحسب تعبيره.

ويقول علاوي في حديث سابق لـ“الحل نت“: السياسة تعني أن المجتمع الدولي يقدم خطوة لدمشق، مقابل تقديم الأخير خطوة أخرى. “مثلا المجتمع الدولي يرفع بعض العقوبات على النظام، مقابل تقديم خطوة باتجاه المعابر أو توزيع المساعدات الإنسانية، في منطقة ما”.

ويعتقد علاوي أن فرص نجاح هذه السياسة في تقدم العملية السياسية ضئيلة. وذلك إلا في حال “حديث المجتمع الدولي عن إخراج المعتقلين بشكل واضح وحقيقي وليس وهمي كما حصل سابقا”.

للقراءة أو الاستماع: التسوية مع دمشق: هل ستعرقل السعودية الجهود العربية للتطبيع مع الأسد؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.