“داعش” ضعيف: خنق التنظيم في العراق بالمتناول؟

“داعش” ضعيف: خنق التنظيم في العراق بالمتناول؟

هجمات على قلتها، لكنها باتت تتكرر مؤخرا لبقايا تنظيم “داعش” في العراق، وهي عادة ما تطال القوات الأمنية، فما سر تلك الهجمات؟ هل أن “داعش” يملك القوة مثلا؟ أم أن التهاون يتيح له الفرصة للتنفس؟

الواضح أن كل هجمة ينفذها “داعش” يقابلها الأمن العراقي برد قوي ينال من التنظيم عبر الإطاحة بعناصره البارزة التي تتخذ من الصحاري والمناطق الوعرة أمكنة لها.

هل يعني رد الأمن العراقي الذي يدفع “داعش” إلى عدم الظهور بشكل تام لمدة من الوقت، ثم ينفذ هجمة أخرى بشكل مفاجئ، أن العراق يستطيع ضبط أمنه، لو ركز بشكل أكبر وابتعد عن التهاون؟

“داعش” مجرد خلايا نائمة، ولا قوة له، ولا خطر بجعبته، أما هجماته، فهي تحدث، نتيجة الإهمال غير المتعمد أحيانا من قبل القوات الأمنية، لا أكثر، بحسب تصريح صحفي للناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، يحيى رسول.

تنسيق مشترك

يتفق الخبير الأمني مؤيد الجحيشي، مع تصريح اللواء رسول، ويؤكد في حديث مع “الحل نت”، أن “داعش” لا يملك أي قوة تجعله يهدد العراق وأمنه، والهجمات التي ينفذها بالإمكان منعها بشكل تام.

إنهاء الهجمات، يتم عبر تنسيق مشترك بين قيادة عمليات المحافظات التي تتواجد بقايا “داعش” في مناطقها النائية، وخاصة صلاح الدين وسامراء وديالى، وفق الجحيشي.

ويضيف الجحيشي، أن التنسيق الأخير بين القوات العراقية و”قوات البيشمركة” الكردية الذي حصل في كانون الأول/ ديسمبر المنصرم، أثبت نجاحه، فلم تحصل أي هجمة لتنظيم “داعش” بالمناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل، منذ حصول التنسيق.

وهاجم “داعش” في شهري تشرين الأول/ أكتوبر وتشرين الثاني/ نوفمبر 2021، المناطق المتنازع عليها بين الحكومة العراقية وإقليم كردستان، عدة مرات وخاصة في نينوى وكركوك، وأوقع عشرات القتلى.

للقراءة أو الاستماع: العراق يطالب بمحاكمة سجناء “داعش” ونقلهم من الحسكة

وكانت اامناطق المتنازع عليها تعاني من فراغ أمني، استغله “داعش”، ثم توحدت رؤى بغداد وأربيل، وقررتا التنسيق الأمني المشترك لنشر القوات الأمنية في تلك المناطق، فلم يعد ينفذ “داعش” أي هجمات بتلك المناطق.

هكذا يتم خنق “داعش”

الجحيشي يشير إلى أن الهجمات التي تحصل مؤخرا، معظمها في ديالى وصلاح الدين، ونتيجتها التقاطع وعدم التنسيق بين قيادة عمليات المحافظتين.

ويردف أن التنسيق المشترك، مع تفعيل الجهد الاستخباري بين قيادة عمليات تلك المحافظات، وتنفيذ المناورات، وعدم التهاون في أي وقت وخاصة في آخر الليل، سيفوت الفرصة كليا على بقايا “داعش”.

ويوضح، أنه يجب أيضا التنسيق مع هيئة “الحشد الشعبي” التي تنتشر فصائلها في ديالى وصلاح الدين للتعاون مع القوات الأمنية، ليكون الجهد الأمني والاستخباري مشتركا، وعدم ترك “الحشد” يتصرف لوحده في حماية تلك المناطق.

للقراءة أو الاستماع: هجمات داعش في العراق: هل يتكرر سيناريو سجن غويران في السجون العراقية؟

ويتابع الجحيشي، أن القوات الأمنية تملك أفضل الأسلحة، وتملك طائرات حديثة وأبرزها F 16، ناهيك عن الخبرة التي اكتسبتها من قوات “التحالف الدولي”، وما ينقصها هو الدعم المعنوي فقط، وبحصوله لن يعد بإمكان “داعش” التنفس مجددا.

المختصر من حديث الجحيشي، أن ضبط الأمن وخنق خلايا “داعش” النائمة أمر ليس بتلك الصعوبة، لكنه يحتاج إلى تنسيق أمني مشترك على غرار تنسيق بغداد وأربيل، وتنفيذ المناورات، وعدم التهاون مع التنظيم، وتفعيل الجهد الاستخباري، ودمج “الحشد” مع الأمن في التنسيق الاستخباري، والدعم المعنوي، وحينها لن يتنفس “داعش” مجددا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة