هجمات داعش في العراق: هل يتكرر سيناريو سجن غويران في السجون العراقية؟

هجمات داعش في العراق: هل يتكرر سيناريو سجن غويران في السجون العراقية؟

تكرّرت هجمات داعش في العراق بالفترة الأخيرة على القوّات الأمنية العراقية، والمدنيين في المناطق المتنازع عليها بيّن بغداد وأربيل، وهي المناطق الفاصلة بين القوات العراقية وقوّات البيشمركة الكردية.

وشنَّ تنظيم داعش هجوماً عنيفاً على نقطة للجيش العراقي في ناحية “العظيم” بمحافظة ديالى، أسفرت عن مقتل أحد عشر جندياً. كما شنّ هجمات أُخرى متفرقة في مناطق كركوك وصلاح الدين وأطراف محافظة نينوى.

هجمات داعش في العراق أثارت مخاوف عديدة، خاصة بعد الهجوم الذي شنه التنظيم على سجن غويران في مدينة الحسكة السورية، الخاضع لقوات سوريا الديمقراطية. ما دفع كثيرين للتساؤل عن مخططات التنظيم، ونواياه بتصعيد عملياته في سوريا والعراق.

فرار المعتقلين وتصعيد هجمات داعش في العراق

وبعد أحداث الحسكة طالب عديد من المختصين في المجال الأمني القوات الأمنية العراقية بزيادة الانتشار قرب السجون العراقية. ومنها سجن “التاجي” شمالي العاصمة بغداد. وسجن “الحوت” في محافظة ذي قار. وسجن “الفيصلية” في محافظة نينوى، وهي سجون تأوي كبار قادة التنظيم. وربما ستكون هدف هجمات داعش في العراق.

ويضم سجن غويران السوري، بحسب النائب في البرلمان العراقي “محما خليل”، «حوالي ثلاثة آلاف معتقل عراقي. وفي حال هروبهم سيتوجهون للمدن العراقية المختلفة. وبالتالي يجب على القوات الأمنية أخذ الحيطة والحذر».

ويطالب “خليل” القوات العراقية بـ«تنفيذ ضربات استباقية. ونشر قوات استطلاعية على الشريط الحدودي مع سوريا. لمنع تكرار سيناريو عام 2013. عندما تصاعدت هجمات داعش في العراق».

ويضيف، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «نينوى ستكون أولى المناطق المهددة لقربها من الأراضي السورية. وهجمات داعش في العراق تتركز عادة على تلك المحافظة. وبالتالي يجب الاستعانة بالتحالف الدولي لتوجيه ضربات جوية في المناطق الصحراوية، التي ينتشر بها عناصر التنظيم».

وكان تنظيم داعش قد قام عام 2013 بأكبر عملية تهريب لسجنائه، الذين كانت القوات العراقية تعتقلهم في سجن “أبي غريب” غربي العاصمة بغداد. وخلال أقل من عام شن داعش هجومه الأعنف على عدة محافظات عراقية. واستطاع فرض سيطرته على مساحة تقدّر بثلث العراق. قبل أن تتمكن القوات العراقية، بمساعدة التحالف الدولي ضد الإرهاب، من تحرير المدن من سيطرة التنظيم المتطرف. إثر معارك ضارية استمرت لأشهر. وأدت لسقوط آلاف الضحايا، وتدمير مدن بشكلٍ شبه كامل. ورغم هذا لم تتوقف هجمات داعش في العراق. إذ استمر التنظيم بشن هجمات متفرقة في عدة محافظات عراقية. خاصة نينوى وكركوك وديالى.

هل ستكون السجون الهدف المقبل لهجمات داعش في العراق؟

«يضمّ العراق مجموعة من السجون الرئيسية، من أهمها سجن “الفيصلية”، الذي يقع على الجانب الأيسر من مدينة الموصل. وسط الأحياء السكنية. ما يشكّل خطراً كبيراً على المدنيين. فضلاً عن أنه يشكّل فرصة مهمة لتنظيم داعش، للقيام بهجمات لتهريب السجناء الموجودين فيه». بحسب “حسين نرمو”، النائب السابق في البرلمان العراقي.

متابعاً، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «داعش يخطط لعمليات تهريب السجناء. وربما ستكون أكبرها في سجن “الفيصلية”. وفي حال تمكّن من تهريب عناصره فسينتشرون بين المدنيين، ويصعب السيطرة عليهم. ما سيؤدي لتصاعد هجمات داعش في العراق. على عكس السجون الأخرى، التي تنتشر في مناطق مفتوحة، ما يسهّل على القوات الأمنية القبض على الفارين. أو حتى استهدافهم عن طريق الطيران».

مختتماً حديثه بالقول: «طالبنا مراراً وتكراراً بنقل السجناء من هذا السجن إلى مكان آخر. أو إنشاء مبنى جديد له خارج حدود المدينة الإدارية. لمنع وقوع عمليات تهريب. خاصةً وأنّ هناك أكثر من أربعة آلاف معتقل من عناصر داعش في السجن».

وكانت قيادة القوات المسلّحة العراقية قد أعلنت في صيف عام 2017 عن استعادة محافظة نينوى بالكامل من سيطرة تنظيم داعش. وبدأت بعدها القوات الأمنية والأجهزة الاستخبارية بشن حملة اعتقالات ضد عناصر التنظيم المتطرف، وإيداعهم في السجون. لمنع عودة هجمات داعش في العراق.

داعش يستغلّ “المناطق المتنازع عليها”

“جبار الياور”، الأمين العام لوزارة البيشمركة في إقليم كردستان العراق، أكد أن «المناطق المتنازع عليها بين الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان تمتد من قضاء “خانقين” في محافظة ديالى، إلى منطقة “سحيلة” في محافظة دهوك على الحدود السورية. وهي من أحد أهم أهداف هجمات داعش في العراق».

مشيراً، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «هناك فراغات أمنية بين الجيش العراقي والبيشمركة، مسافتها بحدود أربعين كيلومتراً عمقاً، وعشرين كيلو متراً طولاً. وهذه المناطق لا توجد بها أية قوة عسكرية».

وأوضح أن «داعش يستغلّ الفراغات الأمنية، وينتشر بتلك المناطق، ويهيء عناصره، ويخزّن أسلحته، ويتدرب في مواضع جبلية. وينطلق من قرى المنطقة لتنفيذ العمليات في محافظات ديالى ونينوى وكركوك وصلاح الدين».

“ياور” يشدد على «الحاجة لوجود التحالف الدولي والقوات الأميركية لمواجهة هجمات داعش في العراق. كون انسحابها سيترك فراغاً في المجال الجوي والاستخباري. سيستغلّه التنظيم المتشدد لشن المزيد من الهجمات. خاصة ونحن نعرف أن التنظيم استعاد جزءاً من قوته».

وبحسب المادة 140 من الدستور العراقي فإن المناطق الممتدة من خانقين إلى سنجار، تسمّى “مناطق متنازع عليها بين بغداد وأربيل”. وتُحلّ مشكلتها عن طريق استفتاء شعبي، يحدد مصير إدارتها.

هجمات داعش والخلاف على الحكومة العراقية

«داعش بدأ يعود للواجهة. مستغلّاً الخلاف السياسي الحاصل، نتيجة عدم الاتفاق على تشكيل الحكومة العراقية الجديدة. ما قد يؤدي لتصاعد هجمات داعش في العرق». بحسب ما يؤكد الخبير العسكري “أعياد الطوفان”.  

لافتاً، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «الحل لمواجهة خطر داعش هو نشر قوات إضافية على الشريط الحدودي مع سوريا. وقرب السجون التي يتواجد بها عناصر التنظيم المتشدد. وتعزيز التعاون المشترك بين الجيش العراقي وقوات البيشمركة الكردية».

مقالات قد تهمك: العراق يتأهب بعد أحداث “سجن غويران” في سوريا

يذكر أن الأحزاب العراقية الرئيسية ما زالت تخوض مفاوضات ومناورات سياسية صعبة لتشكيل الحكومة الجديدة في البلاد. عقب الانتخابات المبكرة، التي أجريت في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، والتي احتجت على نتائجها الأحزاب والميلشيات الموالية لإيران. وهو ما يثير تخوّف كثيرين من أن تؤدي الصراعات السياسية إلى تصاعد هجمات داعش في العراق.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.