بعد أن استحوذت شركة “وفا تيلكوم” على امتيازات خاصة ودعم كبير من مؤسسات الدولة، تقترب الشركة بعد سيطرتها على سوق الاتصالات السورية من احتكار وتحكم في سوق الأوراق المالية لدمشق، ما يعني أن تيار أسماء الأسد بات على مقربة من تحقيق الهدف الأكبر له.

سحب “وفا تيليكوم” نحو سوق البورصة

بحسب مسؤول إعلامي في سوق دمشق للأوراق المالية، ستكون هناك مطالب بإدراج شركة الاتصالات الجديدة المشغل الثالث “وفا تيليكوم”، في بورصة دمشق، إذا كان شكلها القانوني يسمح لها بذلك كـ “مساهمة عامة”.

وقال مسؤول الإعلام في سوق دمشق للأوراق المالية، أسامة حسن، لـ إذاعة “ميلودي” المحلية يوم أمس السبت، إنه في سوق الأوراق المالية، هناك معاملات نموذجية وكبيرة. حيث شهدت قطاعا الاتصالات والبنوك الكثير من الصفقات الكبرى العام الماضي، موضحا أن هذا لا يعني أن القطاعات الأخرى راكدة، وفق تعبيره.

وحول بقية الشركات في البورصة السورية، بيّن حسن، أنه بقيت نسبة صغيرة فقط من الشركات المدرجة في البورصة دون تغيير بمرور الوقت لكنها أقل تداولا؛ فالقطاع المصرفي، الذي يمثل 60 بالمئة من جميع الشركات المدرجة في السوق، مسؤول باستمرار عن إدخال منتجات وخدمات جديدة إلى السوق.

للقراءة أو الاستماع: نفوذ أسماء الأسد من قطاع الاتصالات إلى أين؟

تراجع الشركات في بورصة دمشق

ورغم أن حجم التداول كان منخفضا خلال الأعوام الفائتة، إلا أن أداء سهم “البادية للأسمنت” كان جيدا، والسبب هو أن سوريا تشهد تداولات ملحوظة في إعادة البناء حيث أصبح قطاع الأسمنت والتشييد الأكثر شيوعا حاليا.

في الوقت الحالي، ووفقا لحديث حسن، فإنه يوجد في سوريا 50 شركة مساهمة عامة فقط، مشيرا إلى أن الخطة الحالية تتمحور في إعادة تأهيل الشركات في المستقبل ومطالبتها بالحصول على وضع المساهمة العامة، وإدراجها في سوق الأوراق المالية.

 وفي معرض رده على انتقادات البعض بخصوص قيم التداولات في البورصة العام الماضي بأنها لا تعكس الحقيقة نتيجة انخفاض قيمة الليرة، أكد أن حسن قيم تداول بورصة دمشق للأوراق المالية عن العام الماضي، ورغم انخفاض الليرة، ستبقى تاريخية، حتى لو تم حسابها بالدولار. لأن العام الماضي كان هناك استقرار في قيمة سعر الصرف. والاستثناء في العام الماضي أنه تم تداول جزء كبير من هذه الصفقات التجارية بالدولار.

للقراءة أو الاستماع: بمئات ملايين الدولارات.. ذراع أسماء الأسد يطلق قريبا مشغل الاتصالات الجديد

كيف عزز الصراع السوري من نفوذ أسماء الأسد؟

يقول الاقتصادي، نيكولاس بيلهام، إن الحرب والخسائر البشرية ربما عززت نفوذ زوجة الرئيس السوري، أسماء الأسد، إذ أنها وبعد زواجها من بشار الأسد، باتت تعتبر نفسها نوعا ما مساوية، للأميرة ديانا، وإنها ترى نفسها كنوع من قوة التحديث التي ستغير البلد المنعزل عن الدول الغربية.

ويعتقد بيلهام، في حديث له في آذار/مارس الفائت، أن الشعب السوري والمجتمع الدولي انخدعوا بأسماء، بعد أن رأوها الشخص القادر على إنقاذ بشار الأسد من نفسه. إلا أنها وبناء على خبرتها المصرفية في مصرف “جي بي مورغان” أثناء إقامتها في بريطانيا شكلت لنفسها شركة علاقات عامة.

وبيّن الخبير الاقتصادي، أن أسماء الأسد بدأت سلسلة من رحلات للدخول إلى عالم الاقتصاد في سوريا بعد عام 2011. وما ساعدها هو المساحة التي كانت تهيمن عليها عائلة الأسد ودائرتهم من كبار رجال الأعمال. فبدأت بالهيمنة على قطاع المساعدات الإنسانية. كما استخدمت التأثير الذي تتمتع به وموقعها للولوج إلى الحياة الاقتصادية في سوريا. والسيطرة على الاقتصاد في سوريا بعد إزاحة رامي مخلوف (ابن خال بشار الأسد).

للقراءة أو الاستماع: الأسد يسيطر على قطاع الاتصالات السوري بالكامل؟

هل لسوريا سوق للأوراق المالية؟

يؤكد الخبير الاقتصادي، ماجد الحمصي، في تصريح مقتصب لـ”الحل نت”، أن سوريا لديها سوق للأوراق المالية، ولكن قلة من الناس يعرفون عنها. إذ تُعرف بورصة سوريا باسم سوق دمشق للأوراق المالية الموجود في دمشق، سوريا. تأسست في 10 آذار/مارس 2009، وهي البورصة الوحيدة في سوريا.

وأوضح الحمصي، أنه يقع مقرها الحالي في منطقة برزة، ضمن الأسواق المالية السورية وهيئة الأوراق المالية. ويتم تحديث بيانات بورصة دمشق شهريا، بمتوسط ​​24 ألف وحدة من كانون الثاني/يناير 2010 إلى آخر تحديث في نيسان/ أبريل 2020. مع ملاحظة أنه وصلت البيانات إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 27.000 وحدة في نيسان/أبريل 2020. وأدنى مستوى قياسي عند 12.000 وحدة في آذار/ مارس 2010.

والجدير ذكره، ووفقا لتقارير أممية، فأنه بحلول هذا الوقت، فقد ما يقرب من 6 ملايين سوري وظائفهم بسبب الحرب، مما تسبب في فقدان مصدر الدخل الأساسي لأكثر من 12 مليون شخص. وارتفعت مستويات البطالة من 14.9 بالمئة في عام 2011 إلى 60 بالمئة في نهاية عام 2021.

ونتيجة لذلك، يوجد 90 بالمئة من السكان يعيشون في “فقر مدقع”. كما أنه في كثير من الأحيان بات المواطنين غير قادرين على تلبية الاحتياجات الغذائية الأساسية.

للقراءة أو الاستماع: قطاع الاتصالات في سوريا بين خروج الإيرانيين وهيمنة الروس

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.