لايزال التوتر يسود بلدة الطريف الواقعة في الريف الغربي لمحافظة دير الزور شرق سوريا، إثر مقتل شخصين في البلدة، بإطلاق نار مصدره عناصر ميليشيا “لواء القدس” المدعوم روسيا، فرحا بتسريح أقرباء لهم في البلدة.

مصادر أهلية، أفادت لـ “الحل نت“، أن “قوات حفظ النظام والشرطة العسكرية، انتشرت في البلدة عقب الحادثة بساعات قليلة، بعد هجوم ذوي القتلى وأقربائهم على مقر “لواء القدس“، بحثا عن العناصر مطلقي النار“.

وأضافت المصادر أن “عناصر المقر لاذوا بالفرار باتجاه “الفوج 137 ” الذي يقع على طريق ديرالزور-دمشق بالقرب من مشفى الأسد، والذي تديره القوات الروسية“، مشيرة إلى أن “وفد من قادة اللواء برفقة وجهاء من بلدة الشميطية وعياش، التقوا بذوي القتلى، أمس الخميس، وعرضوا عليهم فدية مالية، إلا أنهم رفضوا ذلك، وطالبوا بتسليمهم  العناصر مطلقي النار، ولاتزال المفاوضات جارية لحل القصة، لتجنب حدوث أي ردات فعل محتملة“.

ليست المرة الأولى

الصحفي ياسر حسن، من الريف الغربي، تحدث لـ “الحل نت” قائلا، إنها “ليست بالمرة الأولى التي تقدم فيها ميليشيات “لواء القدس” على قتل مدنيين أو إصابتهم بإطلاق رصاص عشوائي في المناطق التي يتواجدون فيها، حيث أصيبت شابة وابن شقيقها بجروح بليغة بإطلاق رصاص عشوائي، مصدره عناصر اللواء ذاته في بلدة العنبة مطلع فبراير الفائت، وسبقها بفترة قصيرة، مقتل راعي أغنام في بادية الخريطة برصاصهم أيضا، بحجة اقترابه من مقر لهم“، مضيفا أن “تجاوزاتهم  تتعدى عمليات إطلاق النار ونشر الفوضى بدون أي محاسبة من الجهات المسؤولة عنهم، لتصل إلى خلق نزاعات عشائرية مسلحة في المنطقة، لكثرة الفتن والانتهاكات التي يتسببون بها بشكل مستمر“.

انتهاكات إيرانية مماثلة

وتعتبر هذه الانتهاكات مماثلة تماما، لما تقوم به الميليشيات الإيرانية ضمن مناطق سيطرتها في المنطقة أيضا، حيث أقدمت دورية تابعة لميليشيا “هاشميون” في يناير الفائت، على قتل شاب في بلدة السكرية بمدخل مدينة البوكمال، بإطلاق النار عليه  بشكل مباشر، بحجة عدم توقفه بدراجته النارية للتفتيش.

وسبق أن وقعت العديد من الحوادث المشابهة، جرى آخرها في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الفائت، حين قُتلت سيدة بإطلاق رَصاص طائش من قبل عناصر “الدفاع الوطني” في أثناء تشييع أحد عناصرهم في مدينة الميادين.

وخلال الأعوام الماضية، انتشرت ظاهرة إطلاق الرَّصاص بشكل كبير أثناء تشييع قتلى “الجيش السوري” والمليشيات الموالية له أو خلال المناسبات، ما أدى إلى وقوع العديد من القتلى والجرحى المدنيين وأحيانا من العناصر، دون محاسبة جدية لمطلقي النار، أو منع هذه الظاهرة من قبل الجهات الرسمية.

ويحمّل ناشطون من المحافظة مسؤولية تكرار هذه الحوادث، للحكومة السورية، على اعتبار أنها المسؤولة عن غياب سلطة القانون وانتشار حالات الفلتان الأمني وفوضى السلاح دون أي حسيب أو رقيب.

اقرأ أيضا: امرأة سوريّة تقتل زوجها وترميه في حفرة.. التفاصيل الكاملة

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.