في ظل ارتفاع أسعار الأعلاف التي أصبح تأمينها يرهق مربي المواشي في سوريا، فضلا عن صعوبة تربية المواشي وتأمين مستلزماتها، بدأ بعض مربو المواشي باللجوء إلى بيع قسم من مواشيهم بسبب عدم قدرتهم على تأمين الأعلاف.

اتجاه مربو المواشي إلى بيع قطعانهم

رئيس فرع نقابة الأطباء البيطريين في محافظة السويداء وائل البكري، أشار إلى أن ارتفاع أسعار الأعلاف أوقع مربي الثروة الحيوانية في قبضة التجار والسماسرة.

وأكد البكري في تصريحات نقلتها صحيفة “الوطن” المحلية، لجوء العديد من مربي المواشي إلى بيع قسم منها في سوق المواشي، وذلك بعد عجزهم عن تأمين الأعلاف بالكميات المطلوبة لقطعان مواشيهم.

قد يهمك: قفزة أسعار مرتقبة للشاورما والفروج في سوريا

وأضاف: “هذه العملية، جعلت أصحاب المواشي، تحت رحمة التجار الذين فرضوا أسعاراً وصفها بالميتة، مستغلين حاجة المربين للسيولة المالية لتأمين متطلبات باقي القطيع فضلاً عن حاجتهم الماسة لتأمين المتطلبات المعيشية لأفراد أسرهم جراء الغلاء الفاحش الذي طرأ على جميع المواد الغذائية“.

ولفت البكري إلى عمليات الابتزاز الذي يتعرض له أصحاب المواشي، نتيجة اضطرارهم بيع قسم من المواشي، وحول ذلك أضاف: “ يتم دفع أكثر من 125 ألف ليرة للرأس الواحد من الأغنام، ومع ذلك لم يؤد انخفاض أسعار الرأس الحي من المواشي إلى انخفاض سعر اللحوم“.

وتشهد الأسواق السورية ارتفاعا متكررا في أسعار الأعلاف، وبحسب مصادر خاصة فإن هذا الارتفاع عالمي ولا علاقة له بالتجار واستغلال الأزمة الأوكرانية، إضافة إلى أن الحكومة السورية وكبار تجارها هم من يستوردون الأعلاف من دول أوروبا الشرقية، وأهمها روسيا وأوكرانيا.

وأضافت المصادر نفسها لـ “الحل نت“، أن الحكومة تتحكم في توزيع المواد العلفية على التجار، وأحيانا كبار التجار المرتبطين بالدرجة الأولى بالحكومة السورية، لذا فإن ارتفاع الأسعار وتخزين المواد من جانبهم، وهم من يقومون بالتلاعب في الأسعار.

أعلاف مغشوشة

قبل أسابيع أفاد موقع “الثورة أون لاين” في تقرير بأن “التحقيقات في فرع مؤسسة الأعلاف بطرطوس بينت أنه أثناء التدقيق للكشف عن سرقة حمولة (ذرة صفراء) أثناء تفريغها وتحويلها ظهرت عملية فساد أكبر في معمل أعلاف طرطوس“.

وبحسب تقرير الموقع فإن التحقيقات في المؤسسة، “كشفت عن خلط العلف بمادة (النحاتة)، وذلك بنسبة بلغت 25 بالمئة، وهي مادة تؤدي لمرض الثروة الحيوانية وتعطي زيادة بالوزن ولا يمكن هضمها“.

وتزامنا مع ارتفاع أسعار الأعلاف في سوريا، اتجه مربو المواشي إلى الاعتماد على مادة “التبن” لتغذية مواشيهم، التي ارتفعت أسعارها هي الأخرى خلال الفترة الماضية.

ووصل سعر كيلو التبن في سوريا إلى 800 ليرة سورية، بعد أن كان لا يتجاوز 85 ليرة الموسم الماضي، ما دفع الكثير من مربي المواشي إلى بيع أغنامهم وأبقارهم والبحث عن مهنة أخرى.

نضوب الثروة الحيوانية في سوريا

ولم يعد أصحاب ومربي الماشية السوريين قادرين على رعاية مواشيهم، في ظل ارتفاع أسعار المشتقات النفطية والأعلاف وغيرها من الوسائل الضرورية لتربية المواشي، فضلا عن الأعداد الكبيرة من الحيوانات التي نفقت بسبب الأعمال الحربية.

وبحسب منظمة الأغذية والزراعة العالمية “فاو“، فإن أن أعداد الثروة الحيوانية قد انخفضت بشكل حاد منذ بداية الحرب. ومع ذلك، من المرجح أن يؤدي ارتفاع أسعار العلف الحالية. وعدم الوصول إلى المراعي إلى نفاد المخزون المحلي على نطاق واسع.

اقرأ أيضا: أونصة الذهب تصل إلى 8 ملايين ليرة سوريّة.. الصاغة بانتظار “عيد الأم”

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.