النفط مقابل الخدمات.. هل تسعى بغداد لإنقاذ الوجود الإيراني في لبنان؟

النفط مقابل الخدمات.. هل تسعى بغداد لإنقاذ الوجود الإيراني في لبنان؟

في محاولة لحل الأزمات المتراكمة بين البلدين، التقى وفدا عراقيا رفيع المستوى، رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، وذلك ضمن زيارته إلى لبنان لاستكمال مباحثات اتفاق النفط مقابل الخدمات، فيما قدم ميقاتي مقترحا لإعادة العمل للتبادل عبر “مرفأ طرابلس” و”مصفاة النفط العراقية”.

ويأتي ذلك، بعد أن اتفق العراق ولبنان في وقت سابق من تموز/يوليو 2021، على تبادل الطاقة، إذ يمنح العراق بموجب الاتفاق إلى لبنان الذي يمر بأسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه، مادة زيت الوقود الثقيل، مقابل “خدمات وسلع”، كما جاء في بيان لرئاسة الوزراء العراقية بموجب عقد موقع بين الطرفين السبت.

للقراءة أو الاستماع: اقتصاديُّون يردُّون على حديث “دياب”: العراق لا يستطيع مساعدة لُبنان

تكهنات

وفي هذا السياق، تحدث البعض عنما يمكن أن تقدمه دولة تمر بأزمة “كارثية” مثل لبنان، لبلد لا يقل وضعه مأساوية عنها مثل العراق، مرجحين أن يكون في ذلك الاتفاق أجندة معينة.

وفي هذا الشأن، تحدث موقع “الحل نت” إلى الكاتب والمحلل السياسي علي البيدر، وقال إنه “بعيدا عن نظرية المؤامرة، لكن بات من الواضح جدا التأثير الإيراني على القرار العراقي في كافة المجالات”، عادا “الأمر الخطير جدا”.

وأضاف أن “يصل النفوذ الإيراني إلى مراكز القرار العراقي، بهذا المستوى من أن تجبر الدولة العراقية على القيام باتفاقيات ومعاهدات مع دولة حليفة لطهران، وليس لها فقط، ودليل واضح بأن إيران هي من تتحكم بالمشهد العراقي”.

وكان من الأجدر بالعراق، أن “يقدم مساعدات مباشرة إلى لبنان، ترفع مكانته على المستوى الإنساني إقليميا ودوليا، ويكون مشارك في إنقاذ بعض البلدان في أزماتها، لا أن تجبر الدولة على الوصول إلى هكذا مستوى وتتحالف مع حلفاء طهران”، كما يرى البيدر.

أتاوات إيرانية

ولفت إلى أن “لبنان بلد شقيق، وله مواقف رائعة مع العراق، ويفترض الوقوف معه، لكن أن يكون بهذه الطريقة فهو أشبه بأتاوى تفرضها طهران على العراق”.

وكان الوفد العراقي قد وصل الى العاصمة اللبنانية بيروت، يوم أمس الاثنين، للتباحث بين الدولتين بشأن كيفية استفادة العراق من الخدمات والسلع التي يحتاجها من لبنان، مقابل تقديمه النفط.

وضم الوفد، مستشار رئيس الوزراء، علاء الساعدي، ورئيس الدائرة العربية في وزارة الخارجية، أسامة الرافعي، إضافة إلى خبراء ومستشارين اقتصاديين، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء العراقية “واع” عن مراسلها في بيروت، وتابعها موقع “الحل نت”.

والتقى الوفد برئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، في السراي الحكومي، بحضور وزير الصناعة جورج بوشكيان ووزير الأشغال العامة علي حمية ووزير المال يوسف خليل ووزير الزراعة عباس الحاج، حيث تمت مناقشة جميع النقاط بشأن كيفية استفادة العراق من الخدمات التي تقدمها لبنان، وفقا لـ”واع”.

للقراءة أو الاستماع: بعد نزاع مع سوريا ولبنان.. العراق يستعيد مئات القطع الأثرية

خدمات أولية

وأوضحت “واع” نقلا عن وزير الصناعة اللبناني، جورج بوشكيان، بأن “لبنان يقدم الخدمات مثل التدريب والتأهيل، وتصدير السلع الزراعية والصناعية، وتدريب الملاكات العراقية في شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية”.

في حين، قال وزير الزراعة اللبناني، عباس الحاج، في حديث لـ”واع”، إن “هذه الزيارة تأتي في إطار التنسيق بين لبنان والعراق لاستكمال التوليفة التي وضعت في السابق لتقديم النفط مقابل الخدمات”.

وبين أن “الأمر لا يقتصر على تقديم الخدمات مقابل النفط، بل من الممكن أن نذهب أكثر من ذلك لتقديم الخدمات مقابل الخدمات والسلع، ما يؤسس لشراكة حقيقية بين البلدين، وصولا إلى سوق عراقية-لبنانية، تأتي بعد طرح السوق العربية المشتركة”.

ويسعى لبنان، من خلال انطلاق مشروعه التعاوني مع العراق، إلى عقد اتفاقيات ثلاثية ورباعية مع دول عربية أخرى، وفقا للحاج.

نظرة مستقبلية

وزير الصناعة بوشكيان، أشار هو الآخر من جهته، إلى أن “الاجتماع جاء بمثابة نظرة مستقبلية لكل ما يتعلق بالتبادل الاقتصادي بين لبنان والعراق، وبشكل خاص ما يتعلق بالزراعة والصناعة والتعليم والصحة، في إطار سياسة تكاملية لإيجاد منطقة اقتصادية مشتركة بين البلدين”.

ويعد ذلك الطرح من فكرة رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي، وهي فكرة ستراتيجية مهمة جدا، كما يؤكد بوشكيان، ويشير إلى أنه “لذلك تسير الأمور بوتيرة سريعة تنفيذا لخطة طويلة الأمد”.

وأوضح: “وجود اجتماعات متتالية على مستوى الوزارات والمؤسسات المختصة بهذا الشأن، واننا نعمل على تفعيل الاتفاقيات لكي لا تكون حبرا على ورق”.

من جانبه، قدم رئيس الحكومة اللبناني، مقترحا بإعادة العمل للتبادل عبر “مرفأ طرابلس” و”مصفاة النفط العراقية”، بحسب بوشكيان.

للقراءة أو الاستماع: السوريون غارقون في العسل.. ما دور لبنان والعراق؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة