في الأول من نيسان، بالتزامن مع احتفالات رأس السنة البابلية الآشورية (آكيتو)، أعلنت الأحزاب السياسية للسريان الآشوريين في منطقة الجزيرة، إلى التوصل لتوقيع وثيقة سياسية بين حزب الاتحاد السرياني والمنظمة الآثورية الديمقراطية في مدينة القامشلي، وذلك في سعي منها لتوحيد مواقفها السياسية في مظلة جامعة على مبدأ الحوار الداخلي أولاً بين كل مكون في سوريا بالتزامن مع الحِوار الكردي – الكردي برعاية أميركية، شمال شرقي سوريا.

وقالت إليزابيت كورية، القيادية في الاتحاد السرياني، في تصريح صوتي لموقع الحل نت: “إن الشعب السرياني الآشوري في سوريا هو امتداد لحضارة قديمة وتاريخ لسوريا وتتمثل لغته وثقافته امتداد للحضارات الأكادية البابلية الآشورية والسومرية والآرامية في سوريا وبلاد مابين النهرين”.

وأضافت أن هذه الوثيقة جاءت نتيجة التوصل لرؤى وأهداف مشتركة لضمان حقوق الشعب السرياني، تتمثل على الصعيد القومي بالاعتراف الدستوري بالوجود والهوية القومية للسريان الآشوريين، وضمان حقوقهم القومية والسياسية والثقافية، والاعتراف باللغة السريانية كلغة وطنية باعتبارها لغة سوريا القديمة، إضافة إلى اعتمادها كلغة رسمية في سوريا الى جانب لغات أخرى، بالإضافة إلى تعزيز دور المكون السرياني الآشوري، وضمان تمثيل عادل لقواه السياسية في العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة.

كما تنص الوثيقة التي حصل موقع “الحل” على نسخة منها، على إلغاء كل القوانين المجحفة بحق مكونات أو فئات معينة في المجتمع السوري ومنها السريان الآشوريين. وإعادة الأراضي والممتلكات التي تم الاستيلاء عليها في المرحلة الماضية، وتعويض المتضررين بشكل عادل.

وعلى الصعيد الوطني، تنص الوثيقة على الإقرار الدستوري بأن سورية دولة متعددة القوميات والثقافات والأديان، والشعب السوري يتكون من عرب وكرد وسريان اشوريين وتركمان وغيرهم، ويضمن الدستور حقوقهم القومية.

“اللا مركزية”.. النظام الأمثل في إدارة البلاد

وتعتمد الوثيقة على أن اللامركزية النظام الأمثل في إدارة البلاد مع الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، لحماية التعدد القومي والثقافي, وضمان أوسع مشاركة شعبية في الإدارة والتوزيع العادل للسلطة والموارد وتحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة لكافة المناطق في سوريا.

وبدوره قال مسؤول مكتب العلاقات الخارجية في المنظمة الآثورية الديمقراطية، كبرئيل موشيه كورية، لـ(الحل نت)، إن: “الحِوار بين الأحزاب السريانية الآشورية، بدأ منذ نحو عام، وتوصلت إلى تفاهم نهائي استكمالا لسلسلة حوارات سابقة، إذّ يوجد هناك وثيقة تفاهم بين المنظمة “الآثورية الديمقراطية” و”حزب الاتحاد السرياني” وكذلك وثيقة تفاهم بين المنظمة والحزب الآشوري الديمقراطي”.

لا راعٍ دولي للحوارات السريانية الآشورية

وأكّد “كورية” أنّ الحوارات حظيت بدعم شعبي من السريان الأشوريين، وكذلك من قِوَى فاعلة في المِلَفّ السوري وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، فيما نفى أن يكون هناك رعايا لهذا الحوار، مضيفاً أن الوثيقة جاءت نتيجة التلاقي بين الأحزاب السريانية الآشورية على التوصل إلى تفاهم مشترك.

واعتبر المعارض الأشوري، أن هذه الحوارات ستعزز الدور الآشوري، لا سيما في منطقة الجزيرة وسوريا عمومًا التي تشهد جموداً في الحل السياسي، وينبغي تفعيل الحوار الداخلي بين كل المكونات في سوريا، وتشهد في المنطقة نفسها حوارات أخرى بين مكونات المنطقة كالحوار الكردي – الكردي، الذي ترعاه الولايات المتحدة الأميركية منذ نيسان/أبريل 2020، وتوصلت أيضاً إلى تفاهم سياسي مشترك في حزيران/يونيو 2020، فيما يشهد الحوار الكردي منذ عام جموداً نتيجة خلافات بين أحزاب الوحدة الوطنية الكردية والمجلس الوطني الكردي على الأمور الإدارية والعسكرية.

وأحيا حزب الاتحاد السرياني والمنظمة الأثورية الديمقراطية نيسان/ أبريل الجاري، عيد رأس السنة البابلية الآشورية أو “الأكيتو”، بمشاركة من مختلف مكونات المنطقة، للعام الثاني على التوالي، وفي نيسان العام الفائت، أحيا الطرفان بشكل مشترك وحضور من نائب المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا “ديفيد براونستين”.

ولفت “كورية” (عضو اللجنة الدستورية عن المعارضة السورية)، إلى أنّ الأطراف الثلاثة تمكّنوا من تجاوز العقبات التي واجهتهم بحكم أن المنظمة جزء من “الائتلاف السوري” المعارض و #هيئة_التفاوض، بينما ينضوي #حزب_الاتحاد_السرياني والآشوري الديمقراطي ضمن #مجلس_سوريا_الديمقراطية (مسد).

وتأسست المنظمة الآثورية الديمقراطية في العام 1957، وتعتبر أحد أقدم الأطر السياسية في الجزيرة وشاركت إلى جانب #المجلس_الوطني_الكردي و #تيار_الغد السوري برئاسة “أحمد الجربا”، و ”المجلس العربي” في الجزيرة والفرات في تأسيس جبهة الحرية والسلام أواخر تموز/ يوليو 2020.

وللمنظمة مواقف سياسية متمايزة عن “الائتلاف” حول العديد من الأحداث والقضايا، إذّ عبر قادتها عن رفضهم لأي اجتياح تركي لمناطق رأس العين-(سري كانيه) أو تكرار تجرِبة عفرين في أي مناطق سوريا أخرى.

فيما تأسس حزب الاتحاد السرياني العام 2005، وكان من الأطراف السياسية المؤسسة للإدارة الذاتية في العام 2014، لينضم إلى مجلس سوريا الديمقراطية في العام 2015، بينما تأسس #الحزب_الأشوري_الديمقراطي في العام 1978، وانضم لمجلس سوريا الديمقراطية منذ تأسيسه.

وتتفق الأطراف الثلاثة” على ضرورة الاعتراف الدستوري بالوجود والهوية القومية للسريان الآشوريين”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.