كما بدأ غامضا في مشهده الأول، انتهى مسلسل “الدولة العميقة”، الذي تناول في حلقاته الـ10؛ الواقع السياسي والمعيشي في العراق، ضمن إطار بوليسي.

ولعل المسلسل القصير، يدور في فلك ظاهرة بدأت منذ سنوات ما بعد 2003 ومستمرة حتى الآن، وهي التحول الضخم في الإنتاج العراقي إلى الدراما السياسية، وتحديدا التي تتناول قضايا الفساد العنف والإرهاب، وسوء إدارة الدولة.

للاطلاع على المزيد: دراما رمضان العراق: انتعاشة أم نكسة؟

ردود فعل إيجابية

وعلى الرغم من أن المسلسل في بدايته نال استحسان المشاهدين، ولاقى ردود فعل إيجابية كبيرة، لا سيما من جانب التميز بالجودة الفنية من ناحية تقنيات التصوير والمونتاج، التي رأها المتابعون تؤشر انتقالة في مستوى الانتاج الدرامي العراقي والاقتراب بالمشاهد من الواقعية، والابتعاد عن الأساليب الفنية التقليدية.

ووفقا لمراقبين، فإن العمل لم يفلح بالخروج من دائرة الأعمال الكلاسيكية في العراق، التي طالما تعاني على مستوى السيناريو والحوار الذي وصل بـ”الدولة العميقة” في أحيان كثيرة إلى حد اللغة الخطابية المباشرة.

ولم يتمكن المسلسل الذي حاول تجسيد آلية العمل السياسي في العراق، كأن يعتمد في نشاطاته على أساليب التنافس غير الشرعي، وإزهاق أرواح العراقيين لأجل الفساد، وكيف ما هوى بالدولة إلى اسوأ المستويات، بالمحافظة على وحدة الموضوع، بحسب مختصين.

كما أشاروا في الوقت ذاته، إلى أنه، نجح بملامسة اهتمامات الناس، خصوصا بتطرقه إلى قضية الاحتجاجات الشعبية.

ويرى أستاذ الفنون الجميلة أحمد ماجد أن “المسلسل على مستوى الإنتاج العراقي، ربما سيحجز المرتبة الأولى”، مبينا أن “ذلك لا يعني أنه خالي من الهفوات، لكن وبما أننا نلاحظ تطور لافت في المستوى بداية علينا أن ندعم العمل”.

وأشار في حديث لموقع “الحل نت”، أن “الأخطاء تجسدت في محاولة الممثلين إيصال فكرة المسلسل والحوار من خلال الحركات، وهذا ما قد لا يحتاجه التمثيل التلفزيوني في أحيانا كثيرة”، مبينا أنه “على سبيل المثال البطل لا يحتاج إلى ركل الباب ليقول إنه حريص على العراق”.

ومن حيث الأداء تكمن المشكلة في، أن “الممثل العراقي يظهر كما لو أنه ليس متدرب بشكل جيد، إذ أنه حتى هناك أخطاء لغوية في لفظ المفردات وهذا ما لا يمكن في التمثيل التلفزيوني”، مشيرا إلى أن “الممثل العراقي يفتقد إلى الممارسة، ما يظهره بشكل ضعيف”، وهذا من جانب بحسب ماجد.

https://twitter.com/1enkidu1/status/1512229813481881600?s=21&t=sqqpnGRw0ARoGKi2P7ABzg

للاطلاع على المزيد: يغلبها الحُب.. جردة لمسلسلات الدراما العراقية في رمضان

ضياع القصة

ومن جانب آخر، فإن سيناريو المسلسل، الذي نجح في الحديث عن مافيات السلطة التي تدار بأمرة “الحجي” من خلف الستار، ما زال يحتاج لنضج كبير، وهذه ليست مشكلة مسلسل “الدولة العميقة”، بل هي مشكلة على مستوى الدراما العراقية، والتي أيضا تتسبب بها فقر التجربة، كما يقول أستاذ الفنون الجميلة.

ويضيف أنه “إذا ما تابعنا القصة بشكل جيد، سنلاحظ أننا ننتقل بين قصة وأخرى باستمرار ودون اكتمال القصة الأولى، وعلى هذا المستوى تقاس النهاية، والتي لربما ظهرت من دون رسالة قوية بل كانت نهاية أقرب إلى الغموض”.

بالمقابل رأى علي الفاخر المتخصص في السينما والمسرح، أن “الحوار في المسلسل كان أقرب إلى حوار صحافي وذلك مثلبة لكاتب السيناريو”.

وبين أن “الحوار الصحافي فيه فقر دم للشخصية الدرامية، بينما حوار الشخصيات غير شخصيا كأنك تقرأ إعلانا باسم جمع وليس باسم مفرد”.

واستغرب الجاف أن “مسلسل الدولة العميقة، هو أول عمل لايحمل اسم مؤلف العمل، وكاتب الحوار ولا حتى كاتب السيناريو”.

وكان المسلسل من انتاج مجموعة قنوات “الشرقية”، ومن إخراج، بختيار فتاح، وإدارة إنتاج عباس فاضل، وإدارة منهل أندريوس في التصوير، وبطولة باسم قهار وخليل فاضل و آشتي حديد و آخرون.

للاطلاع على المزيد: حماية خاصة لـ سولاف جليل بسبب مسلسل “الكادود”

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة