تتخبط الحكومة السورية بقراراتها، لمواجهة الانهيار الاقتصادي وتهاوي الليرة السورية أمام العملات الأجنبية، لا سيما خلال الأسابيع الماضية، حيث خسرت العملة المحلية قيمتها بشكل كبير أمام العملات الأجنبية، لا سيما مع تحول السوريين في الخارج لتحويل أموالهم عبر العملات الرقمية هربا من تسعيرة المصرف المركزي المنخفضة عن السوق السوداء.

زيادة أسعار الفائدة

وفي محاولة لضبط أسعار الصرف، أصدر مجلس النقد والتسليف قرارا، بزيادة سعر الفائدة على الودائع بالليرة السورية بسبب عدم ملائمة أسعار الفائدة التي تدفعها المصارف على الودائع بالليرة السورية للواقع الاقتصادي.

وجاء في القرار الذي نشره مصرف سوريا المركزي، أن المجلس حدد معدلات الفائدة التي تدفعها المصارف العامة على الودائع والحسابات الجارية الدائنة وحسابات شهادات الاستثمار بالليرة السورية سنويا.

قد يهمك: أكثر من 200 مليون دولار.. قيمة حوالات السوريين في رمضان

وبحسب القرار فإن مقدار الفائدة على الحسابات الجارية الدائنة وودائع تحت الطلب هي صفر بالمئة، و11 بالمئة للودائع لأجل الشهر، وذات المقدار من الفائدة على شهادة الاستثمار.

وأوضح المجلس أن هذا القرار يهدف إلى جذب المدخرات وتوجيه التسهيلات نحو الأنشطة الإنتاجية الداعمة للتنمية، حيث تبيَّن لمصرف سورية المركزي وجود تركُّز للودائع بالحسابات الجارية، مما دفع المصارف إلى التركيز على التسهيلات الائتمانية قصيرة الأجل لتغطية سحوباتها المحتملة.

ويعيش السوريون داخل البلاد أيام عصيبة منذ دخول شهر رمضان، بسبب الانخفاض التي تشهده الليرة والذي يترجم على أرض الواقع بارتفاع الأسعار، ونقص في المواد الغذائية والتموينية التي يعتمد عليها السكان في هذا الشهر خصوصا.

https://twitter.com/fadiuleiman76/status/1509316803998232577?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1509316803998232577%7Ctwgr%5E%7Ctwcon%5Es1_&ref_url=https%3A%2F%2F7al.net%2F2022%2F03%2F31%2FD8ACD8A7D8A6D8ADD8A9-D8B9D984D989-D8A7D984D984D98AD8B1D8A9-D8A7D984D8B3D988D8B1D98AD8A9-D8A7D984D8B9D985D984D8A7D8AA-D8A7D984D8B1D982%2Framez-h%2Fnews%2F

التحول إلى العملات الرقمية

بعد أن صرح مسؤولون في الحكومة السورية، عن قرب انتعاش للمصرف السوري، بسبب ارتفاع الحوالات القادمة من الخارج خلال شهر رمضان، شهدت أسواق المال السورية انعطافا في طرق التحويل التقليدية، حيث أرجعه الصرافون، أنه هروب محلي من “فخ التسعير الرسمي للدولار“.

وأكد أصحاب لمكاتب صرافة في سوريا، أن العديد من السوريين لجؤوا خلال الفترة الماضية، إلى تحويل أموالهم عبر العملات المشفرة، حيث يقوم الشخص خارج سوريا وخصوصا في أوروبا بإيداع مبلغ من المال لدى مكتب عملات مشفرة، ثم يجري هذا المكتب عملية تحويل العملة إلى الأشخاص المعتمدين له داخل سوريا.

وعقب ذلك يتم إرسال كود مخصص للتأكد من العملية، ثم يرسل إلى المكاتب داخل البلاد، التي تقوم بدورها بتسليم المبلغ بالدولار. وفي حال رغبة المستلم التحويل إلى الليرة السورية، يتم تصريفها بأعلى من السوق السوداء بحوالي 100 إلى 150 ليرة سورية.

ونشر مركز “جسور للدراسات” قبل أيام تقريرا توقع فيه زيادة قيمة الحوالات المالية إلى سوريا خلال فترة شهر رمضان، إذ من المتوقع أن تصل قيمة الحوالات هذه الفترة إلى أكثر 200 مليون دولار تتوزع بشكل رئيسي في مناطق شمالي سوريا.

وقدر التقرير عدد المستفيدين من الحوالات الدورية إلى سوريا، بأكثر من 5 ملايين نسمة، يتوزعون على مختلف مناطق البلاد، وبمبالغ شهرية تقدر بين 125 و150 مليون دولار شهرياً“.

وأوضح أن “هذه الحوالات تزداد في شهر رمضان من حيث المبالغ المرسلة وحجم الشريحة التي تغطيها، لأسباب تتعلق بثقافة أغلبية الشعب السوري التي تحض على زيادة الإنفاق في رمضان، وهي مسألة تعد شبه إلزامية خلال رمضان في الشريعة الإسلامية، ويفضل معظم السوريين من المهجرين في مختلف أنحاء العالم أن يدفعوا هذه الصدقات في سوريا“.

اقرأ أيضا: رفع سقف قروض الأرياف السورية.. ما القصة؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.