في ظل استمرار القوات الموالية لحكومة دمشق، بحصار مناطق سيطرة القوات الكردية ضمن حيي “الشيخ مقصود والأشرفية” في مدينة حلب، تواصل قوى الأمن الداخلي “الأسايش” تضييق الخناق على المقار الحكومية في مدينة القامشلي، في محاولة منها للضغط على الحكومة لرفع الحصار.

وقال مصدر محلي في القامشلي، لموقع “الحل نت”، إن “الأسايش” أبلغت صباح اليوم الخميس، موظفي عدة مؤسسات حكومية في القامشلي، بالمغادرة والعودة لمنازلهم.
وأضاف المصدر أن هذه المؤسسات هي المالية والمجمع التربوي والكهرباء والحبوب والمركز الثقافي ومراكز نقابية حكومية، والتي تقع قرب كراج السياحي وسط المدينة.

في حين قال شاهد عيان لموقع “الحل نت”، إن “الأسايش”، سمحت في البداية لموظفي الحكومة بإخراج أغراضهم الشخصية، وبعدها طالبتهم بمغادرة المؤسسات، فيما لم تدخل “الأسايش” إلى داخل المراكز، على حد قوله.

“الأسايش” تنفي سيطرتها على مقار حكومية بالقامشلي

إلى ذلك، نفت قوى الأمن الداخلي “الأسايش”، خلال بيان رسمي على موقعها، سيطرة قواتها على العديد من المراكز الخدمية في مدينة القامشلي، المحاذية للمربع الأمني الحكومي، و التي تعمل تحت مظلة “النظام السوري” و طرد الموظفين العاملين فيها.

وأوضحت “الأسايش”، أن هذه “الاشاعات” والمعلومات مغلوطة، مضيفة أنها تقوم بإجراءات أمنية مشددة على مناطق تواجد قوات الحكومة، ردا على الحصار الجائر على الأهالي من قبل قوات عسكرية و أمنية تابعة لها في حي الشيخ مقصود بحلب.

وأكدت “الأسايش”، استمرار هذه الإجراءات الأمنية على المربع الأمني في القامشلي حتى فك الحصار على الأهالي في حي الشيخ مقصود.

ونوهت أن قواتها و منذ تشكيلها تعمل جاهدة للحفاظ على المراكز الخدمية والاجتماعية ومنع تخريبها كما، أنها لم تسيطر و لن تقوم بإيقاف عمل المراكز الخدمية ومنع موظفيها من العمل.

وقال المحلل السياسي الدكتور فريد سعدون، في اتصال هاتفي لموقع “الحل نت”، إن “الأسايش” سيطرت صباح اليوم على غالبية المقرات الحكومية في القامشلي، عدا مبنى المحكمة ودائرة النفوس.

وأضاف سعدون، أنه رافق سيطرة “الأسايش” على المقرات الحكومية إزالة كافة الحواجز وفتح الطرقات المؤدية إلى الشارع العام المحاذي للمقرات الحكومية في المربع الأمني.

وأشار المحلل السياسي، وهو مطلع على مجريات الحوارات، إلى أن هناك اتصالات روسية للتوسط بين الطرفين لتهدئة الأوضاع.

ووصل أمس الأربعاء، نائب قائد قاعدة حميميم الروسية إلى مدينة القامشلي، وسط استمرار المفاوضات بين مسؤولين عسكريين في “الإدارة الذاتية” وحكومة دمشق دون التوصل إلى حل نهائي، وفق سعدون.

“لا ضغط روسي” على دمشق لحل الخلاف وفك الحصار

ومن المرتقب عقد جتماع جديد هذا المساء يجمع مسؤولي الحكومة والإدارة، وقال فريد سعدون، إن لا ضغط روسي على حليفته “حكومة دمشق” لحل الخلاف وفك الحصار.

ومطلع العام الفائت، فرضت قوات “الأسايش” طوقا أمنيا حول المربع الأمني وهي منطقة صغيرة تابعة لسيطرة حكومة دمشق في مدينة الحسكة التي تخضع معظمها لسيطرة “الإدارة الذاتية”.

وبعد شهرين من التوتر حينها، توصلت “الإدارة الذاتية” وحكومة دمشق لاتفاق حيال التوتر بين الطرفين في منطقتي حلب والحسكة، وفك الحصار الحكومي عن حلب وريفها الشمالي برعاية روسية.

ومنذ 9 نيسان/أبريل الجاري، عادت التوترات الأمنية مجددا إلى مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا، على خلفية حصار حكومي على الأحياء الكردية بمدينة حلب، شمال سوريا، منذ منتصف الشهر الفائت.

ومنذ منتصف شهر آذار/مارس الفائت، تمنع الفرقة الرابعة التابعة لقوات حكومة دمشق، وصول مواد غذائية إلى حي الشيخ المقصود بحلب، والذي تديره إدارة مدنية خارجة عن سيطرة حكومة دمشق.

الولايات المتحدة الأميركية تواصل دعمها ل “قسد”

إلى ذلك، تواصل الولايات المتحدة الأميركية دعمها لقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.

ومساء أمس الأربعاء، استقبل القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، مظلوم عبدي، مايكل كوريلا قائد العمليات الأميركية الجديد في الشرق الأوسط وذلك بحضور أعضاء من القيادة العامة للقوات.

وتم التباحث خلال اجتماع عُقد بين الطرفين حول خطورة “داعش” وعودة نشاطه الإرهابي في المنطقة، حيث تعهد الجنرال مايكل كوريلا بتقديم المزيد من الدعم لتأمين المعتقلات التي تحوي عناصر “داعش” ومخيمات عائلاته، وكذلك الالتزام بمواصلة مهمة محاربة داعش والبقاء في سوريا لهذه المهمة.

كما شدد الجنرال كوريلا على الالتزام بالحفاظ على أمن واستقرار مناطق شمال وشرق سوريا لمنع عودة ظهور داعش والقضاء على خلاياه وتجفيف البيئة المساعدة له.

واطلع مايكل كوريلا قائد العمليات الأميركية الجديد في الشرق الأوسط والوفد المرافق له عن قرب على أوضاع مخيم الهول الذي يحوي عائلات عناصر “داعش”، وكذلك أوضاع سجن الحسكة، بعد الأحداث الأخيرة التي شهدها السجن مطلع العام الجاري، وهو أكبر معتقل لمسلحي تنظيم “داعش” شمال شرقي سوريا.

الحكومة “تمنع” إدخال الدواء إلى حي محاصر بحلب

وقال مصدر إعلامي من داخل حي الشيخ مقصود بمدينة حلب، لموقع “الحل نت”، إن قوات “الفرقة الرابعة” الموالية لحكومة دمشق، ضيقت الخناق أكثر على المدنيين، ومنذ أمس الأربعاء، تمنع دخول الدواء إلى الحي.

وقال محمد شيخو، الرئيس المشترك للمجلس العام لحيي الشيخ مقصود والأشرفية بحلب، في تصريح سابق لموقع “الحل نت”، إن مجموعات “الفرقة الرابعة” التابعة لحكومة دمشق، فرضت حصارها على حيي الشيخ مقصود والأشرفية بحلب منذ ال 13 من شهر آذار/مارس الفائت.

وبدأ الحصار بمنع دخول عربة محملة بمادة السكر على أحد حواجز “الفرقة الرابعة” على أطراف حي الشيخ مقصود، بحسب “شيخو”.

وأضاف “شيخو”، أن حاجز الجزيرة وحاجز السكة في حي الشيخ مقصود التابعين لـ “الفرقة الرابعة وأمن الدولة” يمنعان دخول المواد الغذائية والطحين والمشتقات النفطية إلى حيّي الشيخ مقصود والأشرفية، منذ أكثر من 20 يوم، ما أدى إلى فقدان مادة الطحين ومواد أخرى أساسية من الأسواق.

وأشار إلى أنه منذ نحو أسبوع تم استنزاف الكميات الاحتياطية من المستودعات جراء الحصار المفروض وتوقف معظم الأفران عن العمل، بالتوازي مع الظروف المعيشية الصعبة التي تعصف بالمنطقة  وفقدان لأدني مقومات الحياة وغلاء الأسعار.

“كارثة إنسانية” تهدد حياة 200 ألف مدني

ووصل سعر ربطة الخبز السياحي إلى 4500 ليرة سورية بعد أن كانت نحو 1500 ليرة قبل بدء الحصار والتضييق من قِبل حواجز “الفرقة الرابعة”، الأمر الذي ينذر بوقوع “كارثة إنسانية” وشيكة، تهدد حياة  نحو 200 ألف مدني يقطن في تلك الأحياء، وفقا للرئيس المشترك للمجلس العام لحيي الشيخ مقصود والأشرفية بحلب.

ومنذ تشرين الأول/أكتوبر من العام 2018، تقوم الحواجز الأمنية التابعة لحكومة دمشق، بين حين وآخر، بإغلاق معبر المسلمية الذي يفصل بين ريف حلب الشمالي ومركز مدينة حلب، فيما تتعمد عناصر الفرقة الرابعة التابعة لحكومة دمشق، تقوم بين الحين والآخر بفرض حصار خانق حيي “الشيخ مقصود والأشرفية” بدءا من منع دخول المحروقات مرورا بفرض الإتاوات على المدنيين وصولا إلى منع دخول مادة الطحين إلى تلك الأحياء.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.