اليوم، تعد تركيا موطنا لأكثر من 3.6 مليون من اللاجئين السوريين، يشكلون الغالبية العظمى من أكثر من 4 ملايين لاجئ وطالب لجوء يعيشون حاليا في البلاد، إلا أن هذه الورقة استغلت سواء من قبل المعارضة أو من الحزب الحاكم على مدى الأعوام السابقة بشكل أضر الصورة النمطية عن اللاجئين، حتى وصل الأمر لاستغلالهم بقضايا انقلاب داخلية.

انقلاب أم خطة لطرد اللاجئين؟

ادعت صحيفة تركية، أمس السبت، عن كشفها لمؤامرة “انقلاب” في تركيا تعتمد على الاستفادة من تصاعد الكراهية والاستفزاز ضد اللاجئين السوريين لإحداث اضطراب في البلاد وإجبار الحكومة على الاستقالة.

وبحسب صحيفة “تركيا” فإن جهات مدعومة من الخارج ستحاول تنفيذ الخطة من خلال التحريض في الغالب على اللاجئين السوريين وإثارة تمرد شعبي.

وقالت مصادر أمنية للصحيفة، إن المؤامرة جارية منذ عامين، وأن المحاولة المزمع تنفيذها العام الماضي أرجئت حتى الصيف الجاري، بميزانية قدرها 60 مليون دولار لتنفيذها.

ووفقا للصحيفة، تم إنشاء فرق محددة في جميع أنحاء البلاد لإحداث الفوضى، حيث تم اختيار غازي عنتاب وكيليس وهاتاي وأورفا ومرسين وأضنة كولايات تجريبية للتحريض والاستفزاز.

أما الركن الثاني من الأعمال الاستفزازية، بحسب الصحيفة، سيكون في سوريا، حيث تنطلق حملات ضد تركيا في العديد من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية، منها جرابلس وإعزاز وعفرين، بهدف حشد الناس ضد تركيا.

المؤامرة، بحسب الصحيفة، تنطوي على عصيان مدني، ومقاطعة المؤسسات الرسمية، وعدم دفع الفواتير، وإحراق السلع الزراعية، وإغلاق الطرق السريعة، وإغلاق قطاع الخدمات في جنوب شرق تركيا.

للقراءة أو الاستماع: تركيا تخطط لإعادة مليون ونصف لاجئ إلى سوريا خلال 15 شهر

خطط لإعادة اللاجئين السوريين

يثير مستقبل اللاجئين في تركيا جدلا محتدما في السياسة التركية، إذ أعيد التداول عبر السياسيين ووسائل الإعلام التركية حول مستقبل ما يقرب من 5 ملايين لاجئ، معظمهم من السوريين، في تركيا ولا سيما في الأشهر الأخيرة.

وفي طرح جديد، صرح رئيس “حزب الشعب الجمهوري” المعارض في تركيا، كمال كليجدار أوغلو، رؤيته حول آلية إعادة السوريين إلى بلادهم في حال نجاحهم في انتخابات الرئاسة (2023) ووصولهم إلى السلطة في تركيا.

وقال كيليجدار أوغلو في لقاء أجراه يوم الجمعة الفائت، إنه في حال وصول حزبه إلى السلطة فسوف يرسلون السوريين إلى بلادهم، وذلك بعد عقد اتفاق سلام مع الأسد، والحصول على أموال من أوروبا، وفق صحيفة “En Son Haber” التركية.

تضمنت الخطة التي أعدتها المعارضة التركية، وهي موازية لما يرسم له حزب “العدالة والتنمية” الحاكم، إذ يتفق الطرفان على ابتزاز الاتحاد الأوروبي بالأموال، من أجل إعادة السوريين إلى بلادهم.

وتضمنت خطة أوغلو، التطبيع مع الحكومة السورية، وفتح السفارة التركية في دمشق، وتحديد ماهية وتوصيف السوريين في تركيا، وموقعهم، ودراسة الظروف المناسبة التي يمكن أن يعودوا فيها إلى بلدهم مرة أخرى.

الجدير ذكره، أن سوريا لا تزال غير آمنة لعودة اللاجئين، بحسب محققي جرائم الحرب التابعين للأمم المتحدة. فالوضع العام في البلاد قاتم، لا سيما مع الأعمال العدائية في عدة مناطق من البلاد، بالتزامن مع الاقتصاد المنهار، وجفاف مجاري الأنهار، وفقا لتقرير صادر في شهر أيلول/سبتمبر الفائت، الصادر عن لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة بشأن سوريا.

للقراءة أو الاستماع: مسؤولون أتراك ينشرون مغالطات بحق اللاجئين السوريين بتركيا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.