حذرت باحثة في مجال الإرهاب، من مخاطر ممارسات النسوة المتشددات (زوجات داعش)، في مخيم “الهول” بريف الحسكة، شمال شرقي سوريا، التي يستخدمهن تنظيم “داعش” الإرهابي كأحد موارده لإعادة دويلته المزعومة مجددا.

وقالت لامار أركندي، صحفية سورية وباحثة في مجال الإرهاب، في حديث لموقع “الحل نت”، إن زوجات تنظيم “داعش” السابقات تشكلن نسبة كبيرة من سكان مخيم “الهول” الذي يقطنه قرابة 60 ألف شخص، ويستخدم التنظيم هذه النسبة كأحد موارده في المخيم وسلاح هام في إطار إيديولوجيته التوسعية.

وأضافت أركندي، أن التنظيم لازال حيا ويمارس مهامه في المخيم الذي يشهد حوادث قتل متكررة ومنها قبل أيام، حيث عثر على جثة امرأة وتم فصل رأسها عن جسدها وهي نازحة من الجنسية العراقية.

والاثنين الفائت، عثرت قوى الأمن الداخلي (الأسايش)، على جثة امرأة مقطوعة الرأس، في مخيم “الهول”، والذي سجل منذ بداية العام الجاري، حوالي 18 جريمة قتل بين نازحين سوريين ولاجئين عراقيين، بينهم مسعف في نقطة طبية للهلال الأحمر الكردي، و 9 عراقيين، وغالبيتهم قتلوا بأسلحة نارية.

ويضم مخيم “الهول” الواقع على بعد 45 كيلومترا شرق مدينة الحسكة، 56.561 شخصا ويشكل اللاجئون العراقيون غالبيتهم، بينما يسكن الآلاف من زوجات وأطفال عناصر ومعتقلي”داعش” الأجانب في قسم خاص ضمن المخيم، وفق مسؤولي المخيم.

القتل أحد أساليب التنظيم

الباحثة في مجال الإرهاب، لامار أركندي، أشارت إلى أن هذه الحادثة وغيرها من الحوادث التي يشهدها مخيم “الهول” بشكل دائم يؤكد أن “داعش” لا زال حيا ويمارس تعاليمه في جلباب نسائه اللواتي تحكمن دويلة “الهول” وتقتلن كل من يرفض أيديولوجية التنظيم.

وقالت أركندي، إن “الحسبة” أو القوى الأمنية (الشرطة النسائية) التابعة لتنظيم “داعش”، لازالت تمارس مهامها في المخيم وتعقد محاكمات وتصدر عقوبات غالبيتها القتل والجلد، وهي عقوبات عنيفة بحق المخالفين لعقيدته، على حد تعبيرها.

وأضافت أن هذه النسبة من المتطرفات تشكلن خطرا على النساء المتواجدات داخل المخيم، لا سيما على الراغبات في العودة إلى بلادهن وإظهارهن التوبة والعودة عن التنظيم تكون نهايتهن غالبا القتل.

ومنذ كانون الثاني/يناير 2021، تلقت الأمم المتحدة بلاغات عن 90 حادثة قتل لسكان سوريين وعراقيين في المخيم، بمن فيهم عاملان إغاثيان على الأقل، وأصيب كثيرون آخرون بجراح خطيرة، وفقا لتقارير دولية.

زرع الأفكار بعقول الأطفال

الباحثة في مجال الإرهاب، حذرت من المخاطر على الأطفال الذين يعيشون مع تلك النسوة المتشددات اللواتي تحرصن على زرع أفكار التنظيم في عقول الأطفال وتربيتهم على أساس أنهم اللبنة الأساسية في إعادة بناء دولة الخلافة المزعومة مستقبلا.

أما الأطفال الذكور البالغين، يجبرون على ممارسة الجنس مع نساء “داعش”، بأوامر النسوة المتشددات، كونهن يعتبرن أن هؤلاء الأطفاء هم المقاتلون المستقبليون الذين سيعيدون دولة الخلافة بحسب زعمهم، وفق الباحثة.

وتعمد النسوة المتشددات في المخيم، إلى التهديد والوعيد للأطفال إما بممارسة الجنس أو القتل، وهذه الحالات تندرج تحت جريمة الاغتصاب، وهي مضاعفة في حال كانت الضحية طفلة، وفق قول الباحثة.

أطفال مجهولي النسب والهوية

الباحثة في مجال الإرهاب، قالت إن الأطفال الذين ولدوا خلال فترة حكم تنظيم “داعش”، وأعدادهم بالآلاف وهم مجهولي النسب، هم القنبلة الأكثر خطورة، حيث كانت المرأة “الداعشية”، تتزوج خلال اليوم الواحد بأكثر من رجل من خلال “جهاد النكاح”.

وأضافت أن المجتمع الدولي لا يعترف بمحاكم “داعش”، لأنها تفتقر للبيانات، والدول الأوروبية خاصة لا تتعامل إلا بالأدلة والحقائق، ومن الصعب استحالة إثبات ذلك.

أما بالنسبة للسوريين في تنظيم “داعش”، الذين دخلوا دولة الخلافة في محافظة الرقة، كانوا متزوجين ولديهم أطفال، وخلال فترة التنظيم أنجبوا أطفال، وهؤلاء تعتبرهم حكومة دمشق مجهولي الهوية رغم أن إنجابهم من أبويين سوريين ولا يمكن تسجيلهم في السجلات السورية وهو ما تعتبره حكومة دمشق غير شرعيين، وفق الباحثة.

وقالت إن القانون السوري ينص على أن أي زوجين سوريين يدخلان الأراضي السورية بطريقة غير شرعية وأنجبوا أطفالا، فالحكومة لا تمنح الجنسية للمولود الذي ولد بعد دخول والديه بطريقة غير شرعية، ويعتبر هؤلاء الأطفال مجهولي النسب والهوية.

الحاجة إلى مراكز تأهيل

وحول الحلول من تخليص ما تبقى من الأطفال في مخيم “الهول” من فكر تنظيم “داعش” وممارسات النساء المتشددات في المخيم، قالت الباحثة في مجال الإرهاب، إن الحل يقع على عاتق المجتمع الدولي، لأن هؤلاء الأطفال بحاجة إلى مراكز وبرامج خاصة يشرف عليها متخصصون لتطهير عقول الأطفال من أفكار التنظيم وإعادة تأهيلم في المجتمعات التي جاؤوا منها.

وأوضحت أن “الإدارة الذاتية” تفتقر إلى تلك المراكز، كونها تحتاج إلى جهود دولية، وهناك مركز هوري في تل معروف بريف القامشلي، والذي لا يستوعب سوى عدد قليل من الأطفال الذين لا يتجاوز عددهم 100 طفل.

فيما تبلغ أعداد الأطفال في مخيم “الهول” بالآلاف وهم يكبرون ويزداد خطرهم، والبلدان التي لها رعايا التنظيم يغضون الطرف عن هذا الملف الذي يهدد العالم أجمع، على حد وصف الباحثة.

وفي الثالث والعشرين من آذار/مارس الفائت، حذرت منظمة “سايف ذي تشيلدرن-أنقذوا الأطفال” من بقاء أطفال عناصر “داعش” عالقين في المخيمات لثلاثين عاما.

ومخيم “الهول” هو أكبر مخيم للاجئين والنازحين داخليا في سوريا، أكثر من نصفهم دون سن 18، ويقطن في المخيم نحو 56 ألف شخص منهم 36 ألفا دون سن الثامنة عشر، وفقا لمسؤول المخيمات، حيث أفاد أن المخيم يضم نحو 56,567 شخص، وأن عدد العوائل15,471 عائلة، وفق مسؤول المخيمات.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.