على الرغم من مشكلات الكهرباء التي يعاني العراق منها حاليا، إلا أنه مستقبلا يجب الانتقال من تصدير النفط إلى الكهرباء، حيث دعا وزير المالية العراقي علي علاوي، اليوم السبت، إلى الانتقال من تصدير النفط إلى الطاقة الكهربائية، وفيما أكد أن هناك فرصة كبيرة لأن يصبح العراق أكبر المنتجين للطاقة الكهربائية. 

وفي كلمة له خلال منتدى الطاقة، قال علاوي، إنه “يجب على العراق ألا يكتفي بتصدير النفط وعليه الاهتمام بتصدير الطاقة والتركيز على قطاع الكهرباء”، لافتا إلى أن “العراق الآن ليس في الوضع السابق حيث يواجه مشاكل ويجب أن يصل إلى الاستراتيجيات الصحيحة”. 

كما أنه “خلال السنوات الـ25 المقبلة سيتغير الطلب على الطاقة، وعلينا أن نجهز لهذه الثقافة والاهتمام بالبنى التحتية الاقتصادية”، مشددا على ضرورة أن “تصمم السياسات الاقتصادية وفق الظروف التي تحيط بالعالم، وهذه ليست مهمة سهلة”. 

اقرأ/ي أيضا: “تكرار التجربة المصرية”.. “سيمنس” تكشف خطتها الصيفية لكهرباء العراق

انتقال رؤوس الأموال

ولفت إلى “التحول لما يسمى بالقيمة الإضافية في تصدير النفط، والتعويل على أن العراق أقل الدول تكلفة في إنتاج النفط، ولكن هناك منافسة في بيع النفط”، مردفا بالقول: “علينا أن نفكر في انتقال رؤوس أموال للاستثمار والمحافظة عليها”. 

وأكد أن “هناك فرصة كبيرة للاستثمار في قطاع الكهرباء وأن نصبح أكبر المنتجين للطاقة الكهربائية، على الرغم من وجود مشاكل حاليا في الإنتاج بالعراق، ويجب حل هذه الاشكالات وتطبيق التكنولوجيا والانتقال من تصدير النفط إلى تصدير الطاقة الكهربائية”. 

وتابع: “نحتاج أيضا إلى تنمية الغطاء الأخضر إذ هناك مشاكل في قطاع البيئة والتصحر وضعف في الإنتاج الزراعي وعلينا أن نفكر في الاستثمار بالسياسة الخضراء في العراق وستكون أكثر فاعلية على واقع البلاد”. 

واستدرك: “علينا أن نعمل من خلال شبكة طاقة واستغلالها كمورد جديد وإعادة الزراعة وتنميتها وفق قرارات صحيحة، حتى يكون لدينا مستقبل مشرق في السوق العالمية خلال 10 سنوات، وأن لا نكرر أخطاء السابق، ويجب علينا إعادة التموقع في سوق الطاقة”. 

وأردف قائلا: “نتطلع خلال هذا المؤتمر التحدث عن مشاكل الطاقة، ولدينا فرصة لإعادة تموقع أنفسنا مع الشركاء، وبإمكان العراق العودة الى منظمة التجارة العالمية خلال العقود القادمة”. 

اقرأ/ي أيضا: وزارة الكهرباء العراقية تُحدد موعد بلوغها مرحلة “الاكتفاء الذاتي”

معاناة الكهرباء

“قضية الكهرباء في العراق سياسية، هناك إرادة تحاول ابقاء العراق في دائرة الحاجة للكهرباء، جزءا من سياسة تجويع الشعوب وتطويعها”، يقول المهتم بالشأن الاقتصادي أمير البكري. 

ويضيف في حديث خاص لـ”الحل نت”، أن “الاقتصاد العالمي يتقدم بشكل كبير، واستمرار العراق بالاعتماد على النفط كمورد أساسي هذا يعني محاولة قتل بطيئة، خصوصا إذا ما نظرنا إلى قضية حقوق الأجيال وانتاج تنمية مستدامة، فلا يمكن الاعتماد على النفط”. 

وأشار إلى أن “العالم يتقدم ويتطور بشكل سريع، وهناك قناعة عالمية للتوجه نحو الطاقة النظيفة، وتنويع المصادر، فبالتالي بقاء العراق على وضعه الحالي المتأخر في الأساس يعني قد لا تقوم له قائمة في المستقبل”.

الاقتصادي لفت إلى أن “عملية إنتاج الكهرباء في العراق عملية ليست بالصعبة، خصوصا مع توفر كميات الغاز الكبيرة، ولا يحتاج سوى إنشاء شبكة واسعة من محطات إنتاج الطاقة الكهربائية، لكن المضي بهكذا مشروع يعني ابتعاد العراق عن التأثير الإيراني بالتالي هناك من لا يسمح بذلك”. 

كما أنه “منذ سنوات ويعتمد العراق في إنتاج الطاقة الكهربائية على الغاز الإيراني، وعلى مدار عقدين نجد أن هناك محطات لإنتاج الكهرباء تقع بجوار أبار للغاز، لكنه لا المضحك أنه لا يتم استثمار تلك الأبار ويتم اهمالها عمدا واللجوء لاستيراد الغاز عبر الأنابيب من إيران وإلى العراق، وهذا ما يؤشر وجود قناعة ببقاء العراق مرتبطا بإيران”، بحسب البكري.

فقدان الكهرباء

ويعاني العراق من انقطاع الكهرباء منذ أكثر من ثلاثة عقود، على الرغم من المبالغ الضخمة التي تم صرفها على قطاع توليد الطاقة منذ عام 2003 ولغاية اليوم، تقدر وفق خبراء، بأكثر من 80 مليار دولار.

وتشير تقارير إلى أن، شبكة العراق تولد أقل من 20 ألف ميغاواط، وفقا لبيانات وزارة الكهرباء العراقية، فيما لفت تقرير صادر عن وكالة الطاقة الدولية في أبريل 2019 إلى أن، قدرة العراق الإنتاجية من الطاقة الكهربائية تبلغ حوالي 32 ألف ميغاواط، ولكنه غير قادر على توليد سوى نصفها بسبب شبكة النقل غير الفعالة التي يمتلكها.

التقرير يضيف أن من بين الـ 16 ألف ميغاواط التي ينتجها العراق، يتم فقدان نحو 40 بالمئة أثناء التوزيع.

وذكر لموقع “الحرة عراق” نقلا عن خبير اقتصاد، بأنه وفقا للمعايير العالية، فإن صرف مليار دولار يمنحك القدرة على توليد ألف ميغاواط، لكن العراق صرف نحو 80 مليار دولار على ملف الكهرباء منذ عام 2003 ولم يتجاوز حجم الإنتاج 19 ألف ميغاواط“.

وبحسب التقرير أن، العراق لا يزال بحاجة لنحو 28 ألف ميغا واط من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي في توفير الطاقة لمنازل المواطنين.

وفي حال أرادت البلاد استخدام الطاقة الكهربائية لتشغيل القطاعين الصناعي والزراعي والسياحي وغيرها فيحتاج لمثل هذه الأرقام، وفقا للتقرير.

اقرأ/ي أيضا: وعود مؤجلة.. وزير الكهرباء العراقي يطمئن بشأن الصيف

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة