رغم قلة الإمكانيات وضعف خدمات الإنترنت في سوريا، لاقت التجارة الإلكترونية مؤخرا رواجا واسعا في البلاد، حيث يلجأ السوريون للشراء الإلكتروني هربا من غلاء أسعار المنتجات في الأسواق، في حين يرى البعض أن الشراء عبر الإنترنت والانخفاض في الأسعار، يكون على حساب الجودة.

التفاوت بالأسعار

التفاوت في الأسعار بين المعروض في الأسواق والمعروض إلكترونيا، كان العامل الجاذب الأكبر، في ظل الظروف الاقتصادية الخانقة التي تعيشها البلاد، إذ يعود الانخفاض إلى عوامل عديدة منها الجودة، إضافة إلى أن البضائع التي تباع إلكترونيا في سوريا معظمها مهربة.

ويعمل العديد من التجار المحليين على تسويق منتجاتهم، بواسطة متاجر إلكترونية صغيرة، أو باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، في حين يواجهون صعوبة في شحن البضائع التي تأتي من بلدان خارجية كالصين.

الجودة منخفضة؟

يؤكد العديد من الشبان أن تجاربهم كانت جيدة مع الشراء الإلكتروني، وقد حصلوا على منتجات بجودة جيدة وبأسعار أرخص من المتوفر في الأسواق السورية، لكنهم أكدوا أيضا أن طلباتهم كانت تكلّف وقتا كثير كي تصل إلى سوريا، بسبب صعوبة الشحن.

قد يهمك: دمشق تلاحق صفحات فيسبوكية.. المتابعة والإعجاب ممنوعان!

يقول أحمد صباغ، وهو طالب جامعي في حلب، إنه يشتري بعض الأشياء عبر الإنترنت، لكن في الغالب لا تكون الجودة جيدة، مثل التي يحصل عليها في متاجر الأسواق.

ويقول سعد في اتصال هاتفي مع “الحل نت“: “الأسعار جيدة جدا، لكن الجودة تكون أحيانا منخفضة.. لا توجد متاجر رسمية ولها سمعة جيدة عبر الإنترنت، جميع الأعمال تكون فردية، وبالتالي أنت تغامر عندما تشتري من الإنترنت“.

وتنتشر التجارة الإلكترونية في سوريا بشكل غير منظم وقانوني، وغالبا ما تقوم على مجموعات في منصات التواصل الاجتماعي، غير معروفة المصدر، حيث يتم الاتفاق على المنتج والسعر، من ثم تحويل سعر المنتج إلكترونيا، وإرسال السلعة عبر شركات الشحن.

من جانبه أكد رئيس منطقة العرقوب الصناعية في حلب تيسير دركلت، أن “المنتج السوري يفقد ميزة المنافسة بالسعر“.

وأضاف دركلت في تصريحات نقلتها صحيفة “البعث” المحلية أن: “المنتج الصناعي المحلي مهدد لارتفاع أسعاره، الأمر الذي يجعله عاجزا عن المنافسة مع البضائع المستوردة“.

تخوّف التجار

من جانبهم أبدى التجار تخوفهم من انتشار التجارة الإلكترونية، ونقلت صحيفة “الوطن” قبل أسابيع عن تاجر قوله، إن: “التسوق الإلكتروني ميزة تنافسية على حساب التاجر المحلي، خاصة أن هذه التجارة لها مزايا متعددة مثل إعفاء السلع المستوردة إلكترونيا من الرسوم الجمركية وضريبة المبيعات“.

رئيس غرفة صناعة دمشق وريفها لؤي نحلاوي، أوضح أن “هذه التجارة منتشرة حاليا في كل دول العالم وقد تم تفعيلها في سوريا لأن الدفع يتم بعد استلام المنتج”.

وأضاف نحلاوي في تصريحات سابقة لـ“الوطن” أن: “التجارة الإلكترونية اليوم في سورية تحتاج إلى حزمة قوانين جديدة خاصة بها، أو تعليمات تتناسب مع الوضع الراهن لتكون هناك ضوابط أكثر“.

قد يهمك: في سوريا.. القانون لا يحمي المواطنين

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.