لعل احتمالات تقارب العلاقات بين دمشق وأنقرة، سيكون له تداعيات سلبية على المفاوضات الأخيرة بين دمشق و “الإدارة الذاتية”، للتوصل لاتفاق سياسي على خلفية تفاهم عسكري سابق بين الجانبين لمواجهة التهديدات التركية، وفقا لتقديرات سياسي سوري لـ “الحل نت”.

فيما نفت دائرة العلاقات الخارجية في القامشلي شمال شرقي سوريا، الجمعة الفائت، ما تم تداوله حول لقاءات سياسية جرت بين “الإدارة الذاتية” و”مجلس سوريا الديمقراطية”(مسد) من جهة وحكومة دمشق من جهة أخرى.

تقارب خطر 

البرلماني السوري السابق ورئيس المبادرة الوطنية للكرد السوريين، عمر أوسي، قال لموقع “الحل نت”، إن أي تقارب بين أنقرة ودمشق يشكل خطرا على مصير “الإدارة الذاتية” وقواتها العسكرية شمال شرقي سوريا.

وأضاف أوسي، أنه من الضروري حل الخلافات السياسية بين “الإدارة الذاتية” ودمشق في ظل تهديدات تركية بعملية عسكرية جديدة منذ أواخر أيار/مايو الماضي لاستكمال إجراءات وفق ما أسمتها أنقرة بإنشاء آمنة بعمق 30 كم عن حدودها الجنوبية مع سوريا.

والأربعاء الفائت، صرح وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أن بلاده على استعداد كامل لدعم حكومة دمشق في مواجهة “قسد”.

وقال جاويش أوغلو، بحسب ما نقلته وكالة “الأناضول“ التركية، إن بلاده أجرت سابقا محادثات مع إيران بخصوص إخراج “الإرهابيين” من المنطقة، مضيفا، “سنقدم كل أنواع الدعم السياسي لدمشق في هذا الصدد”.

ومطلع تموز/يوليو الجاري، دخل وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، على الخط بين دمشق وأنقرة بشكل مفاجئ، وأعلن أن أحد أهداف زيارته دمشق هو “تحسين العلاقات بين سوريا وتركيا” وذلك بعد أيام فقط على لقائه القيادات التركية في أنقرة.

نقاط خلافية 

البرلماني السوري السابق عمر أوسي، أشار إلى أن مصادره المقربة من دمشق أكدث عن إجراء لقاءات سياسية مؤخرا استكمالا لتفاهم عسكري سابق بين دمشق و”قسد”، ولم يؤكد أوسي عقد هذه اللقاءات، فيما نوه إلى نقاط خلافية تتعلق بمصير “الإدارة الذاتية” وخصوصية “قسد” وهو ما ترفضه دمشق التي تتمسك بتوسيع قانون “الإدارة المحلية” رقم 107 من الدستور السوري 

بينما أشارت صحيفة “الشرق الأوسط”، إلى بروز 5 قضايا خلافية شائكة بين الجانبين، تمحورت حول القوات العسكرية وهياكل الحكم وتوزيع الثروات النفطية وقضية التعليم والمناهج التعليمية والعلاقات الخارجية، وذلك بعد عقد أول الاجتماعات شبه الرسمية بين الجانبين بداية الأسبوع الماضي.

وبحسب الصحيفة، ناقش الجانبان الشق السياسي ومسار تفعيل الحوارات الداخلية، وأن وفد دمشق أصر على إعادة سيطرته على كامل المناطق مع تقديم بعض التسهيلات في تدريس اللغة الكردية بالمدارس والجامعات السورية وانتخاب ممثلين أكراد في البرلمان ومشاركتهم في مجالس الإدارة المحلية بمناطقهم.

وسبق أن عُقدت خلال العامين الأخيرين عدة جولات حوار بين مسؤولين في “الإدارة الذاتية” ودمشق بإشراف من الجانب الروسي في العاصمة دمشق، إلا أن النتائج كانت صفرية، وليس لدمشق شمال شرقي سوريا، التي تشكل ربع مساحة سوريا وتعد المنطقة الأهم فيها اقتصاديا، سوى مربعين أمنيين في مدينتي الحسكة والقامشلي، وقوات حماية للحدود مع الجانب التركي وفق اتفاق مع الجانب الروسي تم توقيعه أواخر تشرين الأول/أكتوبر 2019.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة