داء الزهايمر، هو السبب الأكثر شيوعا للخَرَف، وهو اضطراب عصبي متدهور يؤدي إلى انكماش الدماغ (ضموره) وموت الخلايا على إثره، وبالتالي إضعاف المهارات العقلية والذهنية والاجتماعية وتدهور الذاكرة المستمر الذي يضعف الأداء اليومي في الحياة العامة.

في إطار أحدث الأبحاث والدراسات الطبية حول فهم واكتشاف هذا المرض بشكل أكبر، إليك خمس علامات تحذيرية قد تكون مصابا به، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة الأميركية.

العلامات الخمس

مرض الزهايمر، ليس مرحلة طبيعية من مراحل الشيخوخة لكن احتمال الإصابة به يتزايد مع تقدم العمر، فنحو 5 بالمئة من الناس في عمر 65 – 74 عاما يعانون من مرض الزهايمر، بينما نسبة المصابين بالزهايمر بين الأشخاص الذين في سن 85 عاما وما فوق تصل إلى نحو 50 بالمئة، وفق تقارير صحفية.

وكشف الأطباء، أن فقدان الذاكرة والارتباك الذي يصبح منهكا لدرجة تعطل الحياة اليومية يمكن أن يكون من أعراض هذا المرض، وحول ذلك قال طبيب الأعصاب جيمس ليفرينز، لموقع “إيت ذيس نوت ذات”، إنه “في مرض الزهايمر، لا يقتصر العرض الأكثر شيوعا على فقدان الذاكرة فقط”، وأشار إلى أن “الأمر يبدو كما لو أن الحدث أو المناقشة لم تحدث. ننسى جميعا الأشياء عدة مرات أو قد نحتاج إلى بعض التلميحات لعرض حدث، أو نوع من معلومات الذاكرة المحددة”.

وتابع في حديثه: “لكننا نشعر بالقلق أكثر بشأن ذلك عندما يكون لديك محادثة مع أحد الوالدين على سبيل المثال، ولا يتذكرون تلك المحادثة لاحقا وحتى مع وجود تلميحات” وفق تقرير الموقع.

أما بالنسبة للعلامة الثانية، فهي المشكلات المالية، فقد أشارت لورين هيرش نيكولاس، من كلية “جونز هوبكنز بلومبرغ” للصحة العامة، إلى أن هناك الكثير من الحكايات عن مرضى لم يعرفوا حتى أنهم أصيبوا بالخَرَف عندما كانت تحدث بعض هذه الأحداث المتعلقة بالأمور المالية، أو دفع الفواتير على سبيل المثال وليس الحصر.

وأردفت في حديثها “ومن ثم، قد تكتشف العائلة بأكملها متى فقدوا منزلا أو نشاطا تجاريا، أو فجأة تمت إضافة محتال جديد إلى حسابات أخرى وكان يأخذ مدخراتهم”.

والعلامة الثالثة، فهي اتخاذ القرارات الضعيفة أو السيئة، وضمن هذا الإطار أوضحت جمعية الزهايمر الكندية إنه “من وقت لآخر، قد يتخذ الناس قرارات مشكوك فيها مثل تأجيل زيارة الطبيب عندما لا يكونون على ما يرام”.

وأضافت، “مع ذلك، قد يعاني الشخص المصاب بالخَرَف من تغييرات في الحكم أو اتخاذ القرار، مثل عدم التعرف على مشكلة طبية تحتاج إلى عناية أو ارتداء ملابس ثقيلة في يوم حار”.

أما بالنسبة للعلامة الرابعة، فهي “التغيرات في المزاج والشخصية”، في مقارنة ذلك بالتوازي، تعتبر التغيرات غير المبررة في المزاج والشخصية من الأعراض المبكرة الشائعة لداء الزهايمر.

وحول هذه العلامة، أفاد الدكتور، جيمس جالفين، إنه غالبا ما تحدث تغيرات الشخصية قبل عدة سنوات من المشكلات المعرفية المتعلقة بالزهايمر، وأشار إلى أن معرفة تلك العلامات مهم جدا لتطوير أدوية جديدة يمكن أن تعدل المرض. كما أنه يمنح المريض وأفراد الأسرة مزيدا من الوقت للتخطيط للتدهور التدريجي.

والعلامة الخامسة، فهي وضع الأشياء في غير مكانها، فبحسب جمعية الزهايمر في المملكة المتحدة، إن فقد الأشخاص الأشياء نتيجة لفقدانهم للذاكرة، هو أحد علامات التي تدل على الإصابة بهذا المرض، إذ قد يضعون العناصر الشائعة في غير مكانها، مثل النظارات أو المفاتيح، أو يضعون عنصرا في مكان ما لحفظه ثم ينسون مكانه.

قد يهمك: 6 حركات في لغة الجسد تجعلكم أكثر جاذبية

متى يمكن زيارة الطبيب؟

يمكن أن يؤدي الأمر بعدد من الحالات، بما في ذلك الحالات التي يمكن علاجها، إلى فقدان الذاكرة أو أعراض الخَرَف الأخرى. فإذا كان هناك قلق ما بشأن الذاكرة، أو مهارات التفكير الأخرى، فيجب الذهاب إلى الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة.

إن الأسباب الدقيقة وراء الإصابة بمرض الزهايمر ليست مفهومة تماما. ولكن بشكل أساسي، ثمة بروتينات في الدماغ لا تؤدي وظيفتها على نحو طبيعي، وتؤثر في عمل خلايا الدماغ (الخلايا العصبية) وتطلق سلسلة من المواد السامة. فتتعرض الخلايا العصبية للتلف وتفقد الاتصال بين بعضها البعض، وتموت في النهاية.

ويعتقد العلماء أن داء الزهايمر، يحدث في معظم الأشخاص بسبب مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية المتعلقة بنمط الحياة وتؤثر في الدماغ بمرور الوقت.

ويحدث الزهايمر، في أقل من 1بالمئة بسبب تغييرات وراثية محددة تتسبب في أن يُصاب الشخص بالمرض. حيث ينتج عن هذه الحوادث النادرة عادة ظهور المرض في منتصف العمر، وفق تقرير لموقع “مايو كلينك” للتعليم والبحث الطبي.

قد يهمك: رحلة بشرية بين كواكب المجموعة الشمسية.. هل حلمتم يوماً بها؟

طرق الوقاية

في سياق متّصل، فإن الوقاية من الزهايمر غير ممكن. لكن، يمكن تعديل نمط الحياة لتجنب عدد من عوامل الخطر التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بداء الزهايمر. وتشير الأدلة إلى أن التغييرات في النظام الغذائي وممارسة التمارين، واتباع العادات الصحية، كالخطوات التي تحد من خطر الإصابة بالمرض القلبي الوعائي، قد تقلل أيضا من خطر الإصابة بداء الزهايمر، وغيره من الاضطرابات التي تسبب الخَرَف.

كما وقد أظهرت الدراسات، أن الحفاظ على مهارات التفكير عند تقدم العمر وانخفاض خطر الإصابة بداء الزهايمر، يرتبطان بالمشاركة في الفعاليات الاجتماعية والقراءة والرقص ولعب ألعاب الطاولة، والإبداع والعزف على آلة موسيقية، وغيرها من الأنشطة التي تتطلب المشاركة العقلية والاجتماعية، وفق تقرير موقع “مايو كلينك” الطبي.

قد يهمك: توقعات جديدة تصدم متابعي مسلسل “ذا سيمبسونز”

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.