زيارة قريبة سيقوم بها وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، إلى العاصمة الروسية موسكو، خلال الأيام القليلة المقبلة، تترافق مع التطورات المتلاحقة التي ترتبط بالوضع في سوريا، والتي تشير بالضرورة إلى ملامح تغيرات عدة قد تطرأ على الملف السوري، لاسيما تلك المتعلقة بالدور التركي وطبيعة العلاقة بين دمشق وأنقرة.

ما دور العلاقات التركية السورية؟

مصادر خاصة لـ”الحل نت”، أشارت إلى أن هناك رمزية لزيارة المقداد إلى موسكو، تختلف عما تم الإعلان عنه من جدول للمباحثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، فبالإضافة لما أُعلن عنه على جدول المباحثات، يبرز موضوع الضغط على كل من تركيا وسوريا لإيجاد سبيل للتوصل إلى حل يعيد العلاقات بين دمشق وأنقرة.

وترى روسيا في الوقت الحالي، أن عودة العلاقات التركية السورية مهمة بالنسبة لها، ولتركيا أيضا التي تحاول إيصال فكرة لها بأن حكومة دمشق ليست عدوة لها.

وبحسب المصادر، فإن تركيا أيضا من مصلحتها عودة العلاقات في هذه المرحلة، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية التركية، حيث ستتمكن حكومة “العدالة والتنمية” من تنفيذ خططها ضد المعارضة التركية، من خلال إعادة اللاجئين السوريين إلى الشمال السوري، وإلى المدن الثلاث (حلب ودمشق وحمص) بحسب الخطة التي يجري تداولها في الأيام القليلة الماضية وفق تقارير صحفية تركية. كذلك فإن أنقرة ستتمكن من سحب البساط من تحت المعارضة التركية التي تسعى لزيارات إلى دمشق وإنشاء علاقات مع حكومتها.

وبينت المصادر لـ”الحل نت”، أنه من الواضح أن “استدعاء” وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد إلى موسكو الأسبوع القادم، يأتي بهدف زيادة الضغوط على دمشق من أجل عودة العلاقات التركية السورية، حيث تجري الخارجية الروسية اتصالات مكثفة مع خارجيتي تركيا وسوريا حول هذا الأمر، إضافة للاتصالات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من قبل نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

إقرأ:قمة جديدة بين تركيا وروسيا في سوتشي.. ماذا ستبحث؟

مباحثات فوق الطاولة

مصادر صحفية اطلع عليها “الحل نت”، أعلنت أن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، يعقد جلسة مباحثات مع نظيره السوري فيصل المقداد، في موسكو يوم 23 آب/ أغسطس الجاري، لبحث التسوية في سوريا.

وحول هذه المباحثات، أعلن نائب مدير قسم المعلومات والصحافة في الخارجية الروسية، إيفان نيتشاييف، يوم أمس الخميس، أن وزير الخارجية سيرغي لافروف، سيعقد جلسة مباحثات مع نظيره السوري فيصل المقداد، في موسكو، يوم 23 آب/أغسطس الجاري، حيث سيبحثان التسوية في سوريا، وعمل اللجنة الدستورية.

وحسب نيتشاييف، فإن الوزيرين سيوليان، خلال المباحثات، اهتماما خاصا بالتسوية السورية، وعمل اللجنة الدستورية السورية، والوضع في سوريا، إضافة إلى حالة وآفاق تطوير العلاقات الروسية – السورية، متعددة الأوجه.

قد يهمك:“قمة سوتشي” بين أردوغان وبوتين.. عزل إيران في سوريا؟

الجدير بالذكر أن هناك تسارعا ملحوظا في العمل على إعادة العلاقات بين أنقرة ودمشق، وبالتوازي مع التصريحات الصادرة عن مسؤولين أتراك؛ باتت تعطي مؤشرات واضحة نحو هذا التوجه، ليس أولها تصريحات وزير الخارجية التركية قبل أيام، وقد لن تكون آخرها تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم حول إيجاد خطوات متقدمة من تركيا تجاه سوريا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.