في حين أن إطالة أمد الرد الأميركي على الرد الإيراني على المسودة الأوروبية بشأن العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني يسبب حالة من القلق، والارتياب، والغموض في المشهد، تتحدث تقارير غربية عن محاولة الولايات المتحدة، طمأنة إسرائيل بأنها لم توافق على تنازلات جديدة مع إيران، وأن إبرام اتفاق نووي ليس وشيكا، لكن المسؤولين الإسرائيليين ردوا بأنهم غير مطمئنين.

تطمينات ليست كافية

موقع “أكسيوس” الأميركي، أفاد في تقرير، أن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، حاولت في الأيام الأخيرة طمأنة إسرائيل، أنها لم توافق على التنازلات مع إيران، وأن الاتفاق النووي ليس قريبا جدا.

لكن المسؤولين الإسرائيليين، أعربوا من جانبهم “نعم حصلنا على التطمينات ولكنها ليست كافية”. وأشار الموقع إلى أن إيران، منحت الرد النهائي في الأسبوع الماضي على المقترح النهائي الذي قدمه الاتحاد الأوروبي، والذي يقوم بالتوسط بين أمريكا، وإيران. وهو ما قاد للتكهنات، أن الاتفاقية النووية باتت قريبة، وأشارت إلى نوع من الاحتكاك بين الولايات المتحدة، وإسرائيل التي تعارض إحياء “خطة العمل المشتركة الشاملة” لعام 2015.

كما وأفاد مسؤولون إسرائيليون، على مستوى رفيع، في مؤتمر صحفي، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، أبلغ البيت الأبيض، أن مسودة الاتحاد الأوروبي تتجاوز اتفاق 2015، وتتجاوز الخطوط الحمراء التي وضعتها إدارة بايدن.

ووفق الموقع، فإن المسؤولين الإسرائيليين، قالوا إن المناقشات مع الولايات المتحدة، بشأن إيران ازدادت صعوبة مؤخرا، إلا أن لابيد، لا ينوي خوض مواجهة علنية مع بايدن بخصوص الاتفاق النووي مع إيران.

حيث قال مسؤول إسرائيلي كبير: “سياستنا ألا نصل إلى مواجهة علنية مع الولايات المتحدة، مثل تلك التي حدثت عام 2015، لن ندمر العلاقة مع إدارة بايدن، مثلما فعل نتنياهو مع أوباما”.

قد يهمك: عقبات جديدة أمام الاتفاق النووي الإيراني

الاتفاق ليس قريبا

في المقابل، قال مسؤول أميركي، لموقع “أكسيوس”، في حديثه عن الرسالة المنقولة للإسرائيليين: “ربما يكون الاتفاق أقرب مما كان عليه قبل أسبوعين، لكن النتيجة لا تزال غير مؤكدة، في ظل وجود بعض الخلافات. وعلى أيّة حال لا يبدو أنه وشيك”.

في غضون ذلك، أكد المسؤولون الإسرائيليون، أنهم منخرطون في حوار مكثف مع الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة، وأنه رغم أن معظم المناقشات ظلت خلف الأبواب المغلقة، وازدادت صعوبة، كان الهدف من المؤتمر الصحفي، أن يفهم البيت الأبيض مدى جدية المخاوف الإسرائيلية.

كذلك، ذكر موقع “والانيوز”، نقلا عن مسؤولين أميركيين كبار، أن البيت الأبيض، بعث برسائل طمأنة إلى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، خلال الأيام العشرة الماضية، مفادها أنه لا تزال هناك فجوات في المفاوضات مع إيران، ومن غير المتوقع إحياء الاتفاق النووي في المستقبل القريب.

كما قال مسؤولون أميركيون، كبار لموقع “والانيوز”، إن البيت الأبيض، أكد في محادثة مع كبار المسؤولين في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن إدارة بايدن، على عكس التقارير الإعلامية، لم توافق على أي تنازلات جديدة في المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي.

إلى ذلك أفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، بأن التقارير التي تفيد بأن واشنطن، وافقت على تقديم تنازلات جديدة لإيران لإحياء الاتفاق النووي، بأنها “خاطئة تماما”.

وفي غضون ذلك، أعرب مسؤول إسرائيلي، في حديث مع موقع “واي نت”، عن أمله في أن لا تؤتي مفاوضات إحياء الاتفاق النووي ثمارها في نهاية المطاف، رغم التطورات الأخيرة.

وأشار، إلى أنه “إذا توصل الطرفان إلى اتفاق في محادثات فيينا، فسنحاول تعظيم مكاسب إسرائيل في هذا الاتفاق”.
وفاجأت التقارير الصحافية الأخيرة البيت الأبيض، الذي حاول يومي الخميس والجمعة الماضيين تطمين الإسرائيليين مرة أخرى، أن توقيع الاتفاق ليس محتوما، وأن إدارة بايدن، لا تقدم تنازلات بل إيران هي التي تقدم تنازلات، فهي التي تخلت عن مطالبها لشطب “الحرس الثوري” عن قائمة الإرهاب.

هذا، ومن المقرر أن يلتقي مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، إيال هولاتا، بنظيره في البيت الأبيض، جيك سوليفان في واشنطن، الثلاثاء المقبل، ويتوقع المسؤولون الإسرائيليون مزيدا من المناقشات الصعبة. وقال أحدهم لموقع “أكسيوس”: “نحن لسنا مطمئنين، نحن نشعر بقلق بالغ”.

من جانب آخر، لم يعرب الجانب الإيراني، عن تفاؤله بإحياء الاتفاق النووي على المدى القصير، وإمكانية تحقيق إنجازات محتملة للاتفاق.

وقال البرلماني والرئيس السابق لهيئة الطاقة الذرية الإيرانية، فريدون عباسي: “يجب أن لا يأمل الناس أن يكون للاتفاق آثار واضحة في حياتهم”، وفق تقارير صحفية.

عقبات جديدة أمام الاتفاق

في ظل التطورات والمستجدات الأخيرة بشأن الاتفاق النووي الإيراني، يتضاءل التفاؤل في الأفق حول العودة للاتفاق، في ظل ظهور عقبات جديدة أمام الاتفاق النووي.

وتتمثل هذه العوائق في الهجوم الأخير الذي حصل على الكاتب البريطاني سلمان رشدي، وتوجيه الاتهام إلى الإيراني هادي مطر، إضافة إلى فضح المؤامرة الإيرانية لاغتيال مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، بحسب وكالة “أسوشيتد برس” الأميركية.

الوكالة الأميركية، أوضحت، أن الإعلان عن نتائج المفاوضات قد يكون قريبا جدا، ونوّهت إلى أن “إدارة بايدن تواجه عقبات سياسية محلية جديدة قد تكون مستعصية أمام التوصل إلى اتفاق دائم”، في الوقت الذي تنتظر فيه أميركا، وأوروبا، رد إيران الأخير على اقتراح الاتحاد الأوروبي النهائي.

من جانبه، صعّد أعضاء في الكونغرس الأميركي، والذين تعهدوا منذ فترة طويلة بتفجير أي اتفاق بين واشنطن، وطهران. بحسب تقرير الوكالة، معارضتهم للمفاوضات مع إيران، التي رفضت قيادتها التراجع عن تهديدات القتل ضد رشدي أو بولتون.

ولفتت الوكالة، إلى أن إيران، تتعهد بالانتقام لقتل إدارة دونالد ترامب السابقة جنرال إيراني (كبير علماء الذرة الإيرانيين محسن فخري زادة) عام 2020 من خلال قتل وزير الخارجية السابق مايك بومبيو، ومبعوث إيران برايان هوك، وكلاهما لا يزال تحت حماية أمنية.

ووفق تقرير الوكالة، فإنه ورغم أن هذه التهديدات لا تغطيها الصفقة، التي تتعلق فقط ببرنامج إيران النووي، إلا أنها تؤكد حجج معارضي الصفقة، بأن إيران لا يمكن الوثوق بها بمليارات الدولارات في تخفيف العقوبات التي ستحصل عليها في حال إعادة إحياء الاتفاق النووي.

وتعليقا على هذا الأمر، قال الخبير في الشؤون الإيرانية في مؤسسة “كارنيجي” للسلام، كريم سدجادبور: “إتمام هذه الصفقة النووية سيكون أكثر صعوبة من اتفاق العام 2015، حيث لا توجد أوهام هذه المرة بشأن اعتدال السلوك الإيراني، أو حصول تعاون أكبر بين الولايات المتحدة، وإيران”.

وأشار سدجادبور، إلى أن الحكومة الإيرانية ستحصد “عشرات المليارات جراء تخفيف العقوبات عليها”، وشدد على أن “النظام الإيراني سيستمر في معارضة الولايات المتحدة، وسيستخدم العنف ضد منتقديه في الداخل والخارج على حد سواء”.

قد يهمك:  تفاؤل حذر بشأن إحياء الاتفاق النووي الإيراني.. ما فرص نجاحه؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.