أسعار الموبايلات في سوريا لا تزال تزداد ارتفاعا، في ظل ضعف القوة الشرائية للسوريين وارتفاع مستويات المعيشة، وذلك بالتوازي مع قرارات حكومة دمشق غير المدروسة.

لقد ازدادت أسعار الهواتف الحديثة المصنعة من قبل شركات عالمية مثل “آيفون” و”سامسونغ” بشكل مرتفع جدا في السوق السورية مقارنة بالدول الأخرى، ذلك لأن الرسوم الجمركية المفروضة على الموبايلات مرتفعة، حيث تتذرع الجهات المعنية في حكومة دمشق بـ “منظومة” تحدد القيمة الجمركية، بناء على ثمن كل جهاز، إلا أن ذلك لا يمت للواقع بصلة، إذ بلغت بعض التعريفات ما يزيد عن ثمن الجهاز نفسه، وهي أرقام غير منطقية وحتما تخالف أي قانون جمركي حول العالم، حيث بلغ سعر موبايل “آيفون 13 برو ماكس” في وقت سابق نحو 12 مليون ليرة سورية أي نحو 3 آلاف دولار أميركي، في حين يبلغ متوسط سعر الجهاز عالميا نحو 1650 دولار.

لا تزال الأسعار ملتهبة

موقع “أثر برس” المحلي، أفاد في تقرير له اليوم الإثنين، أن أسعار الموبايلات ذات “الموديلات” القديمة نسبيا في سوريا انخفضت ولكن بشكل طفيف، وذلك بعد صدور “موديلات” حديثة حلت محلها.

ووفق التقرير المحلي، فإنه وخلال شهر حزيران/يونيو الماضي، بلغ أعلى سعر لجهاز سامسونغ “Samsung Galaxy Z Fold3 5G” حوالي 10 ملايين و300 ألف ليرة سورية، فيما بلغ أقل سعر لجهاز سامسونغ  “Samsung Galaxy A02″ حوالي مليون و75500 ألف ليرة.

أما اليوم وفي رصد لأحدث الأسعار للموبايلات في سوريا، ووفق الأسعار المعلن عنها من قبل شركات متخصصة ببيع أجهزة الموبايل في سوريا، فيبلغ أعلى سعر لجهاز سامسونغ هو “Samsung Galaxy S22 Ultra 5G” حوالي 9 ملايين و639 ألف، فيما بلغ أقل سعر لجهاز سامسونغ “Samsung Galaxy A03 Core” حوالي مليون و42 ألف ليرة.

أما الأجهزة التي تم ذكرها بالتقرير السابق، والتي انخفض سعرها فأصبحت كالتالي: “Samsung Galaxy Z Fold3 5G” حوالي 8 ملايين و95 ألف، أي انخفض سعره مليوني ليرة، وجهاز سامسونغ “Samsung Galaxy A02” حوالي مليون و285 ألف ليرة، أي انخفض سعره حوالي نصف مليون ليرة.

كما بلغ اليوم سعر هاتف “iPhone 13 Pro Max” وهو آخر إصدار، حوالي 10 مليون و500ألف (كان سعره قبل شهرين 12 مليون و250 ألف ليرة،) وجهاز “iPhone 13 Pro” سعره اليوم 10 مليون و327 ألف (كان سعره حوالي 10 مليون و897 ألف)، وفق التقرير المحلي.

أما أجهزة الشاومي فيبلغ اليوم سعر جهاز Xiaomi 11T Pro”” حوالي 3 ملايين و460 ألف، وسعر جهاز Xiaomi Redmi Note 10 Lite اليوم يبلغ حوالي 885 ألف (كان قبل شهرين مليون و574 ألف).

الأسباب

في المقابل، عزا صاحب أحد محلات الموبايل في العاصمة دمشق، سبب انخفاض الأسعار لأنواع “محددة” هو وجود إصدارات أحدث منها، فمثلا مع الحديث عن قرب إصدار iPhone 14″”، بالطبع سينخفض سعر iPhone 13″”، والحال نفسه بالنسبة لأجهزة السامسونغ.

والسبب الآخر لانخفاض أسعار هذه الإصدارات وفق ما ذكره صاحب المحل، هو ضعف القدرة الشرائية لدى المواطنين السوريين وقلة الطلب عليها، ووجود أجهزة بالسوق نفس الجودة والمواصفات لكن بسعر أرخص.

وأوضح صاحب المحل للموقع المحلي، أن الأجهزة التي عليها طلب كبير هي أجهزة “شاومي وهواوي وريد مي ونوت 10″، لكونها تباع بسعر رخيص نسبيا وتتمتع بمواصفات عالية، على حد وصفه.

ورغم انخفاض أسعار الإصدارات القديمة نوعا ما، إلا أن أسعار الإصدارات الحديثة مرتفعة جدا وبالتالي تكون نسبة الشراء للموديلات الأقدم أكبر بكثير، وفق توضيحه.

قد يهمك: 12 مليون ليرة لجهاز واحد.. تزايد أسعار “الموبايلات” في سوريا

أسعار المستعملة تقارب الجديدة

مطلع شهر تموز/يوليو الفائت، كانت أسعار الموبايلات المستعملة مرتفعة حتى قاربت أسعارها مع الأجهزة الجديدة في الأسواق السورية، فضلا عن ارتفاع تكاليف صيانة الموبايلات في ظل غياب الرقابة الحكومية.

صحيفة “الوطن” المحلية أشارت في تقرير لها حينذاك، إلى رواج سوق الموبايلات المستعملة في سوريا، حيث تصل أسعار بعض الأجهزة للملايين، وتجني المحال التجارية المتخصصة في هذا المجال “أرباح خيالية” بسبب الإقبال عليها.

وأفاد أصحاب محال بيع الموبايلات، آنذاك، أن أسعار المستعمل منها يقارب الجديد، وأحيانا يكون الفرق لا يتجاوز مئة ألف ليرة، فتبدأ الأسعار من 600 ألف فما فوق وقد تصل لأكثر من مليوني ليرة، أما أسعار الموديلات القديمة منها فأرخص جهاز منها يباع اليوم بسعر 300 ألف ليرة، وأحيانا يصل لحدود 500 ألف ليرة.

كما ارتفعت تكاليف صيانة الموبايلات في سوريا، ليؤكد بعض أصحاب محال الموبايلات، أن أجور الصيانة تختلف بين محل وآخر، ولا تخضع لسعر محدد وترتفع بشكل يومي، وكل محل يحصل على السعر الذي يريده، والإكسسوارات يتم شراؤها كل يوم بسعر جديد وليس هناك سعر ثابت لها.

وفيما يخص تكاليف الصيانة أشار تقرير “الوطن” إلى أن سعر بعض أنواع بطاريات الجوال يتراوح اليوم بين 15 و50 ألف ليرة وأسعار بعض أنواع الشواحن تتراوح بين 7 و15 ألفا.

العزوف عن جمركة الموبايل

في سوريا لا يمكن التنبؤ بسعر الهواتف بين شهر وآخر بسبب التغيرات الضخمة في الأسعار تبعا للحالة الاقتصادية المتدهورة في البلاد، وتزايد في الآونة الأخيرة الاعتماد على الموبايلات غير المجمركة، لتفادي شراء جهاز مجمرك يبلغ سعره عدة ملايين، دون أن ينسى صاحب الجهاز غير المجمرك، اقتناء جهاز بسيط سعره قليل يعمل على الشبكة يكون رديفا للجهاز الأول.

ونتيجة لذلك تطورت خلال الآونة الأخيرة تجارة “الهواتف غير المجمركة”، بسبب زيادة الطلب من قبل الأفراد الذين يأملون في الحصول على جهاز جديد. لكن تكلفة ذلك تتم بعملية الاحتيال لتشغيلها على الشبكة السورية بما يقارب 100 ألف ليرة سورية.

وحول الآلية التي يتم العمل بها، نقل موقع محلي في وقت سابق عن أحد بائعي الأجهزة المحمولة، أن سعر الهواتف غير المجمركة، أقل من نصف سعر الهاتف المستورد العادي، لذا فإن ما تحصل عليه مقابل 900 ألف ليرة سورية يتجاوز عتبة المليونين في السوق.

وبمعنى آخر، يكسب المستوردون ضعف ما يحصل عليه المصنع، إذ إن قيمة التصريح عن مثل هذا الهاتف تصل لـ400 ألف فإن المجموع 1.3 مليون، في حين أن سعر النظامي منه قد يصل لـ2.1 مليون ليرة.

وأوضح البائع أن المشتري يبحث عن هاتف غير مجمرك ليستخدمه للولوج إلى الإنترنت، لكنه يريد أيضا هاتفا قديم الطراز لاستخدامه في الاتصالات المحلية، وبهذا يتمكن المشتري من التحايل على السعر الضخم للهاتف وتجنب التكلفة الفلكية له التي وضعتها الحكومة، وبذلك، تكون أسعار الموبايلات في سوريا هي الأعلى عالميا.

قد يهمك: أسعار “الموبايلات” المستعملة تقارب الجديدة في سوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.