معاناة لبنان مع المخدرات باتت كبيرة جدا؛ لما سبّبته لها من أزمة مع الخليج، وكذلك خشية من أن تتسبّب بأزمات جديدة مع المحيط الدولي، لا سيما بعد ضبط مليون حبة “كبتاغون” في مرفأ بيروت، فما القصة؟

القصة، أن وزير الداخلية اللبناني، بسام مولوي، أعلن أمس السبت، ضبط أكثر من مليون حبة من مخدر “الكبتاغون” في مرفأ بيروت، وجهتها السودان ثم الكويت.

مولوي غرّد عبر “تويتر” بقوله: “الأجهزة الأمنية اللبنانية ضبطت كمية كبيرة من حبوب الكبتاغون تفوق المليون حبة، في مرفأ بيروت”.

وأضاف الوزير اللبناني، أن “حبوب الكبتاغون كانت مخبأة داخل شحنة من العنب، ووجهتها الأولى جمهورية السودان، ومن ثم دولة الكويت”، مؤكدا استمرار التحقيق في الواقعة من دون تفاصيل.

توتر خليجي مع ببروت

تهريب المخدرات ولا سيما “الكبتاغون” من لبنان إلى بعض دول الخليج، يعد أحد أسباب توتر العلاقات لعدة أشهر بين بيروت وعواصم خليجية، خصوصا الرياض.

في نيسان/ أبريل 2021، حظرت السلطات السعودية استيراد الفواكه والخضروات من بيروت، بعد اعتراض أكثر من 5 ملايين حبة كبتاغون وضعها المهربون في الرمان. وبذلك حرم لبنان من عائدات تقدر بنحو 100 مليون يورو، فيما تواجه البلاد أزمة اقتصادية كبيرة.

وفي مسح ميداني كبير مخصص لهذا الموضوع تم تنفيذه على 4 حلقات، أفاد “راديو فرنسا الدولي” بوقت سابق، أنه تم ضبط أكثر من 37 مليون حبة كبتاغون في العام 2021 للميناء التجاري في الكويت وحده.

في 22 كانون الثاني/ يناير الماضي، زار وزير الخارجية الكويتي أحمد ناصر المحمد الصباح بيروت، وقدم “مبادرة” لإعادة بناء الثقة بين لبنان ودول الخليج.

من بين ما تضمنته “المبادرة الكويتية”، التشدد في منع تهريب المخدرات من لبنان إلى دول الخليج من خلال الصادرات، وتفعيل التعاون الأمني بين الأجهزة اللبنانية والخليجية.

إجراء مصري

“الكبتاغون” بنتج بشكل أساسي في سوريا ولبنان، وقد بات أحد أكثر أنواع المخدرات شعبية في دول الخليج في السنوات الأخيرة. وخاصة في السعودية والكويت، بحسب تقارير غربية عديدة.

قبل شهر من الآن، شدّدت مصر إجراءاتها على الحاويات والسلع القادمة من لبنان وسوريا في المنافذ البرية والبحرية والجوية المصرية، حسب وثيقة صادرة من هيئة الجمارك المصرية.

الإجراء المصري المتخذ، يندرج في إطار تشديد الرقابة الجمركية، لتكثيف جهود مكافحة تهريب المخدرات إلى موانئ مصر، عبر حركة تداول الحاويات والمطالع الخاصة القادمة من دولتي سوريا ولبنان.

الوثيقة أوضحت، أنه يجب إخضاع جميع الحاويات القادمة من سوريا ولبنان لأجهزة الفحص بالأشعة السينية، مع كشف وفحص ومعاينة جميع البضائع دون استثناء، والتنسيق مع أجهزة الشرطة المختصة في مكافحة المخدرات، وتشديد الإجراءات الرقابية في مختلف المنافذ الجمركية، للتحقق من الأصناف التي يتم ضبطها ويشتبه في كونها مواد مخدرة، والتي قد ترد على شكل رسائل -بودر- قصاصات.

تم تطوير “الكبتاغون” في أوائل الستينيات لمكافحة فرط النشاط ونوبات النوم التي لا تقاوم، حيث يتم تسويقه على شكل أقراص، وهو دواء اصطناعي مكونه رئيسي هو الفينتيلين.

لبنان بلد العبور

“الكبتاغون”، هو جزيء ينتمي إلى عائلة الأمفيتامين. وبمجرد ابتلاعه، يغزو المستهلك الشعور بالقدرة المطلقة، ويقل إدراكه للخطر بشكل كبير.

وقد أصبحت سوريا إلى حد بعيد أكبر منتج للكبتاغون في العالم، بعد أن خلفت دمشق بالفعل دول البلقان، وعلى وجه الخصوص بلغاريا والتي أمنت جزءا كبيرا من الإنتاج حتى العقد الأول من القرن الحالي. وبذلك سيمكن الاتجار بـ ”الكبتاغون” من احتواء آثار العقوبات الاقتصادية الدولية على ثروات عائلة الأسد، وفق تقرير سابق لمجلة “جون أفريك”.

أما بالنسبة للمدى الدقيق لاستهلاك هذه المادة، فمن الصعب الحصول على أرقام دقيقة، نظرا لنقص البيانات عن الاستخدامات، بحسب المجلة.

البيانات الوحيدة التي تسمح بالحصول على فكرة، هي تلك المتعلقة بالمضبوطات المتجهة غالبا إلى دول الخليج، خصوصا السعودية التي تحتوي على 50 بالمئة من الاستهلاك العالمي، حيث تباع حبة “الكبتاغون” أغلى من تكلفة التصنيع بكثير، بنحو 15 يورو.

أخيرا وبخصوص لبنان، فإنه كان ولا يزال بانتظام، بلد العبور الرئيسي لتهريب “الكبتاغون”. حسب تقرير مجلة “جون أفريك” المنشور في حزيران/ يونيو الماضي، وترجمه “الحل نت” وقتئذ.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.