بعد أن حصد مسلسل “مربى العز” منذ بداية عرض الحلقة الأولى شهرة ومشاهدات واسعة، حيث حجز العمل مرتبة متميزة ضمن السباق الرمضاني الحالي، وصار حديث الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي وهو عمل ينتمي لسلسلة “الأعمال الشامية”، والذي يجري عرضه يوميا على قناة “إم بي سي” ومنصة “شاهد”، حيث انبهر الجمهور بالأدوار التي يقدمها أطفال هذا المسلسل.

العديد من المتابعين أشادوا بأداء الفنانين المتقن خلال العمل، وخاصة الفنان خالد القيش بشخصية “جمول” التي أدّاها بشكل محترف ولافت وبعيد عن التصنع، بجانب التغير الكبير في ملامحه ونبرة صوته المخيفة وروحه الشريرة المتجسدة شكلا ومضمونا، وبسبب قسوته على الأطفال الذين يستغلهم ليجلبوا له المال بعد إرساله لهم للتسول طوال اليوم.

الطفلان المشاركان بالعمل لفتا أنظار المتابعين لاتقانهم أدوارهم بشكل مميز وهم بسنّ صغيرة، وكانت مخرجة العمل رشا شربتجي قد نشرت مؤخرا عبر صفحتها على منصة “فيسبوك” منشورا عن أداء الأطفال المميز.

مبدعون صغار!

بعض الآراء اتفقت على أن هؤلاء الأطفال في المسلسل استطاعوا أن يقدموا روح مختلفة في مفاصل العمل، فزادوا من متعة وتميّز المسلسل، حيث بعد عرض 6 حلقات حتى الآن كان لحضورهم نكهة خاصة التي طُبعت ببصمتهم ليكونوا محورا أساسيا يؤسس لما هو قادم، والمفاجأة كانت تقديم أداء مُتمكن تمازجت فيه العفوية مع القدرة على الإمساك بمفردات الدور وإظهاره بما فيه من إحساس عالٍ، وفق تقرير لصحيفة “الثورة” المحلية.

هؤلاء الأطفال كانوا كبارا في معظم المشاهد، تارة تبرز البراءة من أعينهم عبر نظرات تكاد تنطق وتارة أخرى تغلب قسوة الحياة على مُحيّاهم فتخط ملامحها التي تعاملوا معها بمنطق عنفوان الكبار، والدور الأبرز كان للأخ الأكبر، الطفل سيزار عبد القادر، بشخصية “مناع” وتبعه الأخ الأصغر، الطفل جود شمسو” بشخصية “فارس”، وأخوهم الطفل الأصغر “زين”.

على الرغم من معاناتهما إلا أن الحرص كان واضحا على نبش مكامن الطفولة داخل كل منهما وإعطائها مساحتها لتظهر على السطح، ففي الحلقة الرابعة انتزعوا من الزمن الغادر لحظات هاربة ليلعبا ويعودا إلى عوالم طفولتهما بعيدا عن الخوف والترقب.

قد يهمك: الدراما السورية تكتسح الشاشات.. السياسة تتسيّد الأعمال الرمضانية؟ – الحل نت 

المفارقة أن المشاهد رافقت شخصيات الطفلين طوال الحلقات الأولى من المسلسل من دون أن يكون لهما اسم، ففي الحلقة الخامسة تمّ تسميتهما إلى جانب الطفل الرضيع.

تصدروا “الترند”

أطفال المسلسل خطفوا قلوب المشاهدين منذ الحلقة الأولى بقوة أدائهم التمثيلي وقدرتهم على تحمّل دورهم الصعب في المسلسل، فعلّق رواد السوشيال ميديا على أدائهم واشادوا ببراعتهم بتجسيد تلك الأدوار. وقال أحدهم “هالطفلين سارقين قلبي ما شاء الله عنهن.. اتمنى الطفل الأكبر يكمل بهالمجال لأنو كثير مقنع وأشطر من كثير ممثلين كبار”.

أيضا في سياق الإشادة بأدوار الأطفال، أحد المتابعين للمسلسل على منصة “تويتر” كتب “الأطفال اللي جسدوا شخصيات مناع وفارس في طفولتهم كانوا مميزين في مشاهد الخوف والهلع مع جمول ومشاهد الراحة والأمان مع الشيخ مالك.. اعطوا للعمل روح وأجواء جميلة لا تعوض”.

أضاف آخرون “هالاثنين اجتمعت فيهم براءة الأرض وتحس قلبك يحّن أول ما تشوفهم مع بعض ورشا قدمت لنا نموذج لطيف عن حب الإخوة وحرصهم على بعض وأعطتهم مساحة رائعة بالعمل ولهم حضور أفضل من الأبطال إلى الآن.. مناع وفارس حكاية لطف لن تُنسى”.

هذا وعبرت مخرجة العمل عن فرحها بما قدموه والأداء الجميل للأطفال، قائلة “يمكن من أصعب المهام الإخراجية أنو تقدر تطالع من طفل أداء مميز ويقدر يترجم مشاعرو قدام الكاميرا ويكسر حاجز الخجل والرهبة، الصغار كانوا تحدي بالنسبة ألي، وكانت فرحتي كتير كبيرة لما شفت أديش قدروا يوصلوا إحساسهن صح شكرا كتير لهالصغار الحلوين الرائعين المهذبين وشكرا للأهل يللي آمنوا بموهبتهم والتزموا ووثقوا فينا وأمنونا على صغارهن وتحملوا معنا البرد والتعب وأوقات التصوير الطويلة، سيزار عبد القادر بدور مناع، جاد شمسو بدور فارس، وحبيب قلبي الطفل الصغير محمد الشيخ رجب اللي صارت عيونو تحكي معنا بالمشاهد.. الله يوفقكن بخطواتكم الجايي”.

يبدو أن ‏ الفترة الأولى من المسلسل التي كان أبطالها مجموعة من الأطفال انتهت، وشرارة المسلسل الحقيقية قد بدأت من الحلقة السابعة، حيث سيؤدي شخصية “مناع” الفنان السوري محمود نصر، وشخصية “فارس” سيؤديها الفنان حسن خليل، ليكون المسلسل أمام مرحلة جديدة من التشويق.

قصة المسلسل

خلال موسم دراما رمضان 2023، تميزت الدراما السورية بالتنوع الشديد وكثرة الأعمال الدرامية، إذ يتوفر في هذا الموسم الدراما الشامية والاجتماعية، والرومانسية، والكوميديا اللايت والبدوية.

مجموعة من الأعمال الدرامية السورية استطاعت أن تجمع قطاع كبير من الجمهور العربي، حيث تحقق يوما بعد آخر تفوقا كبيرا من حيث التكنيك والحُبكة الدرامية، والمحتوى الهادف الذي يساهم في الارتقاء بوعي المشاهدين، وفق بعض الآراء.

نحو ذلك، يدور أحداث المسلسل في ثلاث حارات دمشقية في الفترة من 1900 إلى 1919، وهي حارة الورد، وحارة المشرقية، وحارة العسلية لكل حارة زعيم ولكل زعيم أبناء تربوا على العز، لكن الفرحة لا تدوم، إذ تتسلل المكائد لسلب هؤلاء الشباب الحق في زعامة الحارة بعد آبائهم، فهناك من لا تعجبه تلك الأنساب والعائلات وسيفعل المستحيل لتعكير صفو الحياة، وإثارة الأزمات.

العمل يندرج  في إطار مسلسلات “البيئة الشامية” وأحداث العمل تدور حول الصراعات والخلافات التي كانت تُحاك في سبيل الحصول على زعامة الحارات، وما يترتب على ذلك من أحداث درامية ثقيلة تُرصد خلالها المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي شهدتها الحارة الدمشقية حينذاك.

المسلسل يضم نخبة من الفنانين كأمثال عباس النوري، سوزان نجم الدين، أمل عرفة، محمود نصر، خالد القيش، نادين خوري، أسامة الروماني، وفاء موصللي، نادين تحسين بيك، غزوان الصفدي، حسن خليل، روزينا لاذقاني، سوزانا الوز، محمد قنوع، روعة ياسين، أمية ملص، فادي صبيح. والمسلسل من تأليف علي معين صالح.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة