مع دخول أيام ذروة ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، يلجأ السوريون عادة إلى ارتياد المسابح الصيفية، لكن ارتفاع الأسعار وزيادة معدلات التضخم، حرم الشريحة الأوسع من السوريين ارتياد أماكن النشاطات الصيفية، الأمر الذي يطرح التساؤلات حول كيفية مواجهة العائلات السورية حر الصيف هذا العام.

ارتفاع الأسعار في هذه الأماكن جاء تزامنا مع زيادة ساعات التقنين الكهربائي في البلاد، الأمر الذي يدفع بالسوريين لقضاء أوقاتهم المسائية بعيدا عن المنازل، هربا من الحر وغياب وسائل التبريد، حيث وصلت ساعات التقنين مؤخرا في بعض المناطق إلى 22 ساعة يوميا، أي بتغذية ساعتين فقط.

تقرير لمنصة “غلوبال نيوز” المحلية، أشار إلى ارتفاع جديد ضرب أسعار ارتياد المسابح في سوريا، فضلا عن عدم التزام المنشآت بالشروط الواجب تطبيقها، وذلك فيما يخص تعقيم المياه واستبدالها الدائم بمياه نظيفة، الأمر الذي قد يساهم في انتشار الأوبئة خاصة مع ازدحام المسابح في هذه الأوقات من السّنة.

خدمات متدنية

أصحاب المسابح برروا بحسب ما نقلوه مرتادو المسابح عدم التزامهم بالمعايير المطلوبة، بارتفاع التكاليف التشغيلية لمنشآتهم، الأمر الذي أكده كذلك مدير “شؤون البيئة” في محافظة السويداء، الذي كشف عن عدم التزام العديد من المسابح بتعقيم المياه بمادة الكلور بالشكل الأمثل، ما قد يؤدي إلى نقل الأمراض المُعدية لرواد هذه المسابح خاصة الجلدية والتنفسية، مع الغياب شبه التام لتشغيل نظام الفلترة بذريعة ساعات التقنين الطويلة للتيار الكهربائي.

بالرغم من مستوى الخدمات المتدني الذي تقدمه هذه المنشآت، إلا أن أسعارها أصبحت تشكل مؤخرا عبئا ثقيلا على العائلات السورية، حيث يتطلب الذهاب إلى المسبح رصد ميزانية كبيرة، حيث وصل متوسط تكلفة دخول الأسرة في سوريا إلى المسبح إلى أكثر من 500 ألف ليرة سورية، حيث أصبح دخولها محصورا بـ”الأسر الميسورة”.

هذا الغلاء في أماكن الأنشطة الصيفية، كان السبب في أن تسجّل الحدائق والمنتزهات العامة، إقبالا متزايدا خلال الأيام الأخيرة، لا سيما مع انتهاء الموسم الدراسي هذا العام، حيث يقضي السوريون أوقاتهم في الحدائق كبديل عن الأماكن المأجورة.

قد يهمك: أكواخ خشبية للإيجار.. حلول للتغلب على ارتفاع تكاليف السياحة في سوريا

في العاصمة دمشق سجلت الحدائق العامة، ارتفاعا في نسبة ارتيادها وصلت إلى 90 بالمئة خلال الأسابيع القليلة الماضية، وتَركّز الدخول على المنتزهات المجانية مع بدء موسم العطلة وفصل الصيف، حيث تُعتبر هذه الأماكن وجهة أساسية للعوائل لمجّانيتها من جهة ونظافتها من جهة أخرى إضافة لوجود الألعاب التي يتمتع بها الأطفال.

إقبال على الحدائق

مدير الحدائق في دمشق سومر فرفور، أكد أن الحدائق في أيام عطلة نهاية الأسبوع تكون ممتلئة بالكامل ضمن مدينة دمشق، مع وجود كافتيريات في حديقة تشرين أما باقي الحدائق التي لا يوجد فيها بوفية أو كافتيريا فهي مخدّمة من خلال كشك موجود خارج حرم الحديقة يخدم الزائرين ويجدون فيه ما يحتاجونه من أطعمة ومقبلات.

من جانبه أكد رئيس الجمعية الحرفية للمطاعم والمقاهي والمنتزهات بدمشق كمال النابلسي، أن بعض المنتزهات تتقاضى رسوم دخول لكنها رمزية، وأضاف في تصريحات صحفية “الكرسي بـ 1000 ليرة أما فتح الطاولة مع علبة محارم صغيرة وعبوة ماء بـ 3000 ليرة، وهذه الأسعار غير قابلة للزيادة تحت طائلة عقوبة السجن”.

في دمشق يوجد 100 نقطة تنزّه، موزّعة بين 177 حديقة، و 756 حرشا، و177 ساحة عامة، حيث  يُسمح للأهالي بإدخال الأراكيل والطعام إلى الحدائق، ولكن لا يُسمح بظاهرة بيع الأراكيل غير معروفة المصدر، “إلى جانب أن عدد الحراس غير كاف” بحسب حديث المعنيين.

العائلات السورية، تلجأ للحداق العامة والساحات، بالدرجة الأولى بسبب غياب التيار الكهربائي لساعات طويلة عن المنازل، وارتفاع درجات الحرارة.

منذ أن فقدت العائلات السورية الأمل في تحقيق الحكومة لوعودها المتعلقة بتحسين الشبكة الكهربائية، لجأت هذه العوائل للبدائل بحسب القدرة المالية لكل منها، فمنهم من اتجه إلى شراء مولدة صغيرة، أو الاشتراك في المولدات الكبيرة داخل الأحياء السكنية، ومنهم من بقي ينتظر حلّ الأزمة لعدم قدرته على دفع ثمن البدائل.

تفاقم أزمة الكهرباء وضع السوريين أمام تحديات عديدة في تأمين البدائل، حتى وصلت الأزمة إلى الضغط على جيوب السوريين وراحتهم في الليل.

هذا الوضع كان السبب في إنفاق الكثير من العائلات لجزء كبير من دخلهم الشهري لسد احتياجات منازلهم وأماكن عملهم من الكهرباء، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة أن تنعم هذه العوائل بالكهرباء طوال اليوم، فأوقات تشغيل هذه المولدات تبقى محدودة وتكلفتها عالية، خاصة في ظل عدم التدخل الحكومي بآلية عملها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات