ارتفاع أسعار الألبان والأجبان في سوريا.. هل تنضم لقائمة المحرمات إلى جانب اللحوم؟

مع دخول فصل الصيف وغياب الكهرباء المتواصل في سوريا، ترتفع تكاليف تخزين المواد الغذائية التي تحتاج إلى درجات حرارة منخفضة كي لا تفسد، كالألبان والأجبان التي شهدت ارتفاعات متتالية في أسعارها خلال الفترة الماضية، الأمر الذي أصبح يهدد وجودها في قائمة الأغذية التي تستهلكها العائلات السورية.

المسؤولون الحكوميون صرحوا خلال الأشهر الأربعة الماضية، بأن الحكومة تعمل على إجراءات من شأنها ضبط سوق الألبان والأجبان، وذلك عبر ضبط الأسعار ومنع انتشار المواد المغشوشة، لكن ما حصل هو العكس تماما حيث ازدادت عمليات بيع مشتقات الحليب مجهولة المصدر فضلا عن ارتفاعات متتالية أصابت أسعار هذه المواد خلال نفس الفترة.

صحيفة “الوطن” المحلية، نقلت شكاوى المواطنين السوريين حول غلاء أسعار الحليب ومشتقاته بنسب متفاوتة وصلت إلى 50 بالمئة خلال الأسابيع القليلة الماضية، في ظل غياب الرقابة حول التسعيرة من قبل الجهات المعنية، سواء وزارة الزراعة أو التجارة الداخلية أو لجان الأسعار التابعة للمحافظات.

أسعار جديدة

سعر كيلو الحليب تراوح خلال الأيام الماضية، بين 2000 إلى 3500 ليرة سورية، فيما سجّل اللبن سعر 1000 ليرة للكيلو الواحد، أما اللبنة فبلغ متوسط سعر الكيلو منها 4000 ليرة سورية، فيما أشارت الصحيفة المحلية أن بعض وِرش التصنيع تبيع كيلو اللبنة بـ 10 آلاف ليرة، وذلك “لقلة الحليب المورّد إليها وعدم حصولها على الغاز بالسعر المدعوم”.

أصحاب وِرش التصنيع ومتاجر البيع اشتكوا مؤخرا من الارتفاع الكبير في تكاليف الإنتاج والتخزين، خاصة مع دخول فصل الصيف وارتفاع احتمالية أن تفسد الأطعمة البيضاء لديهم، إذا لم يتم تخزينها بشكل جيد.

“التخزين أصبحت تكلفته تقترب من تكلفة الإنتاج”، قال أنس عميرة وهو صاحب محل لبيع الألبان والأجبان في دمشق، مؤكدا أن تكاليف التخزين أصبحت من التكاليف الرئيسية التي تضاف على تكاليف الإنتاج، ويتم تحميلها بالطبع للمستهلك في النهاية الأمر الذي يفاقم أزمة ارتفاع الأسعار.

عميرة أضاف في اتصال هاتفي مع “الحل نت”، “مستحيل الاعتماد على كهرباء الدولة لتبريد المنتجات، ومشتقات الحليب لا تحتمل درجات الحرارة المرتفعة وتفسد بسرعة، أضطر أحيانا لجلب كميات قليلة جدا من الحليب، بسبب أنه لا توجد لدي برادات كافية تعمل، حيث أعمل على براد واحد بسبب ارتفاع تكاليف حوامل الطاقة”.

قد يهمك: الكاجو سبب في تضارب عمل المؤسسات الحكومية السورية.. كم سعره ومن يشتريه؟

رئيس الرابطة الفلاحية خالد محيرس، أوضح كذلك أن المربيين والمنتجين يجدون صعوبة في تأمين المواد العلفية، فضلا عن الارتفاع الكبير في أسعارها، يضاف إليها ارتفاع أسعار الأدوية البيطرية، وكذلك الأجور الكبيرة للأطباء والمراقبين البيطريين، حيث يتحمل المربي أجرة المواصلات للطبيب ذهاباً وإيابا، وأقل علاج للبقرة المريضة نحو 75 – 100 ألف ليرة، عدا الأدوية وغيرها من المستلزمات، مطالبا بوضع تسعيرة موحدة للحليب تكون مقبولة لأصحاب مراكز تجميع ونقل الحليب ومعامل الألبان بهدف الوصول إلى آلية عمل تحقق العدالة والإنصاف لمربي الثروة الحيوانية

تكاليف منهكة

“تكاليف استهلاكها اقترب من تكاليف اللحم” قال حسام صباغ، وهو سائق سيارة أجرة يعمل في مدينة حلب، مشيرا إلى أن استهلاك عائلته من الحليب ومشتقاته تراجع كثيرا من حيث الكمية خلال الأشهر الأخيرة، بعد الارتفاعات المتتالية في أسعار هذه المواد.

صباغ أضاف في اتصال هاتفي مع “الحل نت”، “الأسعار أصبحت لا تُحتمل، الجبنة نسيناها من زمان، آخر سعر لكيلو الجبنة أعرفه هو 35 ألف ليرة، وربما ارتفع أكثر الآن، سابقا كانت مشتقات الحليب لمحدودي الدخل، حاليا تقترب أكثر فأكثر لأسعار اللحم، نشتري أحيانا بعض الحليب والقريشة واللبنة من أجل وجبات الفطور”.

أسواق الألبان والأجبان تشهد منذ أشهر فوضى غير مسبوقة، فالارتفاع الكبير في أسعار هذه المواد، أفضى إلى انتشار مواد مصنوعة من الحليب ومجهولة المصدر، ورغم حديث وسائل الإعلام المحلية عن هذه المواد في عديد المناسبات، إلا أن الحكومة لم تجد آلية مناسبة لمنع انتشار هذه المواد.

قبل أسابيع تحدثت مصادر محلية، عن انتشار ظاهرة بيع الألبان والأجبان بسيارات متجولة في شوارع العاصمة دمشق، حيث تبيع هذه السيارات منتجاتها بأسعار أقل من السوق بنسبة تتجاوز 50 بالمئة، ما يطرح التساؤلات حول مصدر هذه المواد واحتمالية أن تكون مغشوشة وغير مطابقة للمواصفات الرسمية.

السيارات المتجولة تبيع كيلو الجبنة بسعر 12 ألف ليرة سورية، في وقت يصل سعرها في الأسواق إلى 30 ألف ليرة، كذلك تُباع اللبنة بسعر 10 آلاف ليرة للكيلو الواحد، في وقت تبيعها محلات الألبان والأجبان بأسعار تتراوح بين 18 إلى 20 ألف، وسط غياب الرقابة التموينية عن هذه المواد التي تُباع بشكل عشوائي للمستهلكين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات