في ظل الغلاء المتتالي بأسعار الأطعمة والمأكولات الشعبية، غالبا ما يسعى السوريون إلى البحث عن أكلات شعبية تناسب مداخيلهم التي تفقد قوتها الشرائية شيئا فشيئاً، تزامنا مع الانهيار المتواصل في قيمة الليرة السورية، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاعات يصفونها بـ”غير المنطقية” فيما يخص أسعار السلع والمواد الغذائية.

الكبة المقلية أو كما تعرف “الكبة الصقاقية” في حلب، هي من أشهر المأكولات الشعبية في المدينة، وتلقى إقبالا واسعا من الأهالي بسبب أسعارها المنخفضة وانتشارها في شوارع المحافظة، حتى كادت تتفوق على الفلافل وهي الأخرى من أشهر الأكلات الشعبية في عموم المحافظات السورية.

تقرير لمنصة “غلوبال نيوز” المحلية، أكد أن أكلة “الكبة الصقاقية”، تحولت مؤخرا إلى أبرز الأطعمة التي يتناولها الأهالي بوصفها “أكلة الدراويش” الأولى، خاصة بعد ارتفاع أسعار جميع المأكولات الشعبية، حيث وصل سعر سندويشة الفلافل إلى نحو 5 آلاف ليرة سورية.

“الكبة الصقاقية”

بحسب تقرير المنصة، فإن الإقبال على هذه الأكلة المشهورة في شوارع حلب ارتفع مؤخرا، “حيث يقصدها العمال البسطاء لسد جوعهم بعد يوم عمل شاق، أو عند المرور مرور الكرام من المنطقة المصنفة تجارية، فتدعوهم الأكلة الشعبية إلى تناولها”.

” هي أفضل الموجود بين الأطعمة الجاهزة”، قال عمر أبو العز، وهو سائق سيارة أجرة يعمل في مدينة حلب، مؤكدا أن سلسلة الارتفاعات الأخيرة التي ضربت مختلف الأطعمة الجاهزة والوجبات السريعة، جعلت الاعتماد عليها كاستهلاك يومي أمرا بالغا في الصعوبة.

أبو العز أضاف في اتصال هاتفي مع “الحل نت”، “طبيعة عملي غالبا ما تتطلب تناول وجبة على الأقل خارج المنزل، أسعار الأطعمة الجاهزة باتت غير منطقية، فسعر سندويشة واحدة في السوق يمكن أن يصل إلى 25 ألف ليرة، بينما تُباع صندويشة الكبة الصقاقية بثلاثة آلاف فتكون خيار جيد خلال ساعات العمل في النهار”.

الكبة الصقاقية، هي نوع من أنواع الكبة الحلبية، وتصنع من البرغل ويضاف إليها بالبهارات المطيبة، ثم تتم عملية طهيها بالزيت وتبقى مطلوبة من الناس بسبب سعرها المنخفض، مقارنة بأكلات شعبية أخرى

أما في مدينة دمشق فبقيت أكلة الفلافل متربعة على عرش الأكلات الشعبية، فهي الخيار الأول للباحثين عن وجبة خفيفة رخيصة، حيث تشتهر المدينة بانتشار واسع لمحلات بيع الفلافل كأقراص ووجبات، أو كسندويشات سريعة، و يتناولها البعض مع “اللبن العيران”.

ارتفاع أسعار البدائل

الإقبال على هذه الأكلات جاء نتيجة الارتفاع الكبير في أسعار الوجبات السريعة المصنوعة من لحم الدجاج واللحوم الحمراء، كالشاورما، حيث يبدأ سعر السندويشة التقليدية في العاصمة من 10 آلاف ليرة، وفي دمشق من 12 ألف ليرة لكنه وصل إلى 22 ألف ليرة في محال  مشهورة في الشعلان، بينما وضعت مطاعم أخرى عدة أسعار للسندويشات تبدأ من 12 ألف ليرة ثم 15 ألف ليرة ثم 18 ألف ليرة، ويمكنك طلب سندويشة بـ 20 ألف ليرة حسب الرغبة.

كذلك تراوح سعر كيلو الشاورما بين 100 – 125 ألف ليرة تبعا للمطعم وموقعه، بينما يبقى سعر الفروج البروستد أرخص من كيلو الشاورما بسعر 75 ألف ليرة، كأقصى حد يمكن أن يصل إليه في دمشق، ما جعله خيارا أفضل للأُسر التي ترغب بتناول الطعام الجاهز.

الارتفاع بالطبع لم يوفّر الأكلات الشعبية التي يلجأ إليها عادة السوريون من أجل الحصول على الغذاء بأقل تكاليف ممكنة، حيث ارتفع سعر قرص الفلافل ثلاثة أضعاف، وبحسب تقرير الصحيفة فإن تحضير وجبة من الفطور بأكلات شعبية خفيفة بات يكلّف نحو 50 ألف ليرة لشراء نصف كيلو فول ومثله مسبحة ونحو 30 قرص فلافل وكمية قليلة من المخلل وتضاف إليها تكلفة الخبز والشاي والسكر.

قرص الفلافل بلغ سعره في الأسواق السورية اليوم 200 ليرة سورية، في وقت أكدت فيه صحيفة “الوطن” المحلية، أن هذا السعر مرشّح للارتفاع بحسب عدد من أصحاب المحال المختصة ببيع المأكولات الشعبية، وذلك كنتيجة طبيعية لارتفاع تكاليف إعداد المأكولات بأنواعها.

لم تعد خيارات السوريين في الغذاء مفتوحة، فالنزيف المستمر للرواتب والأجور أمام تكاليف الغذاء، أفضى إلى عدم قدرة النسبة العظمى من السوريين على تأمين الحدود الدنيا من الغذاء لعائلاتهم وأبنائهم.

بحسب تقارير متخصصة فإن رواتب العاملين والموظفين في سوريا الثابتة منذ بداية العام الجاري، فقدت نحو 35 بالمئة من قيمتها منذ مطلع العام، حيث واصلت أسعار السلع والخدمات في البلاد ارتفاعها، أمّا ردود أفعال الحكومة فاقتصرت على اقتراح خطط تتعلق بزيادة الرواتب دون إقرارها حتى الآن.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات