عدة تصريحات صحفية أثارت تفاعلا كبيرا بين الجمهور الفني في سوريا للفنانين المشاركين في مهرجان ليالي قلعة دمشق. فقد أخطأ الفنان التونسي صابر الرباعي باسم الفنانة الأردنية صفاء سلطان ونادى بدلا منها باسم الفنانة السورية أمل عرفة، إلى جانب انتشار صورته مع الضابط الإسرائيلي، ما تسبب في حالة استياء من قِبل الجمهور أثناء حفله الغنائي في العاصمة دمشق.

بينما أعرب بعض الفنانين اللبنانيين الآخرين المشاركين في المهرجان الدمشقي عن حبهم للشعب السوري والمأكولات السورية، حيث تحدث زياد برجي عن أصوله السورية، وعبّر جوزيف عطية وكارول سماحة عن حبهما الكبير لسوريا، كما اعترف عطية بحبه لأكلة “المدلوقة” السورية، أحد أنواع الحلويات.

صابر الرباعي في مهرجان دمشق

انتهت فعاليات مهرجان “ليالي قلعة دمشق 2023” يوم الأحد الماضي بعدد من الحفلات الفنية والتي شارك فيها مجموعة من الفنانين العرب. وعبّر صابر الرباعي عن سعادته لوجوده في سوريا بعد سنوات من الغياب.

أثناء الحفل وقع الرباعي في موقف محرج، حيث أخطأ في اسم الممثلة صفاء سلطان، حيث تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للرباعي أثناء تواجده على خشبة المسرح، إذ توجَّه بكلامه لصفاء سلطان، مرحباً بها وبتواجدها من بين الحضور، غير أنه عن طريق الخطأ ناداها باسم أمل عرفة، إذ قال “أمل عرفة، أهلا فيكي”.

ثم صرخ الجمهور باسم صفاء سلطان، ليلاحظ الرباعي أنه أخطأ بهوية الشخصية التي تجلس في المقاعد الأمامية، وبدا عليها الصدمة إذ سار جيئةً وذهابا في حالة توتر، ثم قال “سوري صفاء سلطان.. العتب على النظر، التنتين حلوين”.

في مؤتمر صحفي بختام فعاليات مهرجان ليالي قلعة دمشق، ردّ الرباعي على إعادة نشر صورة له مع ضابط إسرائيلي كانت قد نُشرت في عام 2016، وقال “نحب أن نبني لليوم وغدا ولا يجب الاصطياد في المياه العكرة، وأرفض التشكيك في الوطنية، وأوضحت الالتباسات التي حصلت بخصوص هذه الصورة في فيديو نشرته سابقا، وفي المواضيع التي تمسّ عمق قضيتنا الأولى والمركزية فلسطين يتعمدوا استعمال الفنانين لأنهم مؤثرين”، وفق ما نقله موقع “بوسطة دراما” الفني.

كما وتحدث الرباعي عن المرحلة الذهبية وأردف أنه بدأ الغناء منذ 30 عاما، وقدّم عبر مسيرته عشرات الأغاني التي لاقت نجاحات كبيرة لذلك لا يمكن تحديد فترة ذهبية لأنه عمل مستمر والاستمرارية أساس النجاح، كاشفا أنه يحب التعامل الفني مع أصالة نصري وناصيف زيتون ومحمد المجذوب، ويرغب ويمكن مشاركة أحدهم بـ “ديو” غنائي.

مروان خوري وجوزيف عطية

في المقابل، قال الفنان مروان خوري الذي شارك في مهرجان ليالي قلعة دمشق، لإذاعة “نينار إف إم” المحلية، إنه في كل عيد للعشاق لازم يكون موجود في الشام، وأنه يحضّر لأعمال جديدة مع الفنانة ماجدة الرومي ومن كلماتها، وأضاف “قرار زواجي لم يأتي في لحظة وكانت نتاج الحب لسنين، وصحيح العزوبية حلو ولكن الزواج شيء آخر”.

بينما قال المغني جوزيف عطية لإذاعة “نينار إف إم” إن أول تعاون له مع الفنان المصري عزيز الشافعي، وأنه يحب الأكل وأضاف مازحا “رح كون بالمستقبل مع زوجتي بالمطبخ، وأغنية باللهجة البيضاء ستصدر بالقريب العاجل”.

كذلك، أعرب عطية في السابق عن سعادته بتقديم حفلات بسوريا، موضحا في حديث لموقع “فوشيا” الفني على هامش حفله الذي أحياه في “شيراتون” دمشق، مؤخرا. كما قال إنه لا يشجع ما يحضره البعض بمساعدة الذكاء الاصطناعي؛ لأنه يرى أن الإنسان قادر على تقديم إحساس أجمل وأفضل، كما يؤدي أغنياته بشكل مميز.

عبّر جوزيف عطية عن محبته للمأكولات والحلويات السورية، وخاصة “المدلوقة”، و”الغريبة بالقشطة” التي تناول منها كميات كبيرة، إضافة إلى طبق “حراق باصبعه”.

كما ونفى عطية ما يتردد حاليا عن وجود ديو يجمعه مع الفنانة المصرية شيرين، مبيّنا أنه أجاب على سؤال حول الفنانة التي يتمنى أن يقدم معها أغنية مشتركة، ولم ينوه إلى وجود تحضيرات أو اتفاق حول أغنية مشتركة. وعبّر عطية عن محبته للمأكولات والحلويات السورية، وخاصة “المدلوقة”، و”الغريبة بالقشطة” التي تناول منها كميات كبيرة، إضافة إلى طبق “حراق باصبعه”.

في الأثناء كشف المغني زياد برجي قبيل انطلاق مهرجان ليالي قلعة دمشق، خلال مؤتمر صحفي، عن تعاونه مع الفنانين، مؤكدا أنه سيفكر مليّا قبل أي خطوة يُقدم عليها في هذا المجال وقال، “أعطيت أغنية لجورج وسوف وصرت نجما، وأعطيت أغنية لغير ناس كنت سأدخل السجن”، وكشف أن التوجه حاليا سيكون للمواهب الجديدة من أجل تقديم شيء مناسب لهم.

أما وعن تجربته في مجال التمثيل أكد أن الدراما السورية فيها مواهب كبيرة وكشف عن أمنيته بأن يشارك الفنانة كاريس بشار بطولة إحدى الأعمال، وخلال حديثه أعلن زياد أنه من أب لبناني وأم سورية من منطقة صافيتا، وفق العديد من التقارير الصحفية.

تصدرت الفنانة اللبنانية كارول سماحة الترند في سوريا وعدد من الدول العربية، بعد إحيائها للمرة الثانية حفلا غنائيا ضمن مهرجان ليالي قلعة دمشق بعد غيابها عن سوريا لسنوات. وفي كواليس الحفل، تحدثت سماحة عن حبها للشعب السوري وسعادتها بتواجدها وسط جمهورها السوري بعد غياب فترة ليست قصيرة.

أزمة معيشية وحفلات!

بينما يعاني المواطنون في سوريا من أسوأ أزمة معيشية في البلاد، تجري سلسلة من الحفلات الغنائية ومجموعة من الفعاليات لمهرجانات، من بينها مهرجان ليالي قلعة دمشق. كما ووصلت بعض أسعار بطاقات حضور حفلات المهرجان إلى مئات آلاف الليرات السورية تبعا للدرجة ونوع البطاقة.

كان من الممكن للمطربة اللبنانية مايا دياب، أن تحيي حفلا غنائيا في العاصمة دمشق، قبل أسابيع، على أرض مدينة المعارض القديمة، ضمن فعاليات مهرجان “روزا داماس”، لكنها اعتذرت وعزت ذلك إلى تعرّضها لحالة صحية حصلت لها فجأة.

اعتذار دياب عن إحياء الحفل أثار موجة من الشكوك والتكهنات من قبل المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبروا أن سبب إلغاء الحفل قلّة الإقبال على التذاكر التي قُدّرت سعر البطاقة الواحدة بأكثر من 50 ألف ليرة سورية.

العديد من المواطنين انتقدوا هذه الحفلات الغنائية، وقالوا “بينما نعاني من شراء أبسط السلع تفتتح مهرجانات وحفلات غنائية في سوريا”. ويأتي مهرجان ليالي قلعة دمشق برعاية حصرية من شركة “سيريتل” للعام الثاني على التوالي، والتي ستطُلقها شركة “مينا” الأول من المهرجان في 2 آب/أغسطس الجاري، إلى جانب مهرجان “روزا داماس” في مدينة أرض المعارض القديمة.

بحسب الإعلان الذي شاركته شركة “مينا” قبيل المهرجان، تراوحت أسعار البطاقات بين 75 – 100 ألف ليرة سورية تبعا لصف الحضور، ووصلت إلى 300 ألف ليرة للدرجة الأولى، كما عرضت “بطاقة ذهبية” لحضور كل الحفلات، بقيمة 300 ألف للدرجة الثالثة و400 ألف ليرة للدرجة الثانية.

يعتبر سعر الـ 75 ألف ليرة أرخص سعر بطاقة لحضور حفلة واحدة من حفلات مهرجان ليالي قلعة دمشق، ومع ذلك يبقى بعيدا عن متناول شريحة واسعة لا يتعدى راتبها الشهري الـ 120 ألف ليرة سورية، أي أن سعر التذكرة يساوي أكثر من نصف الراتب.

في سياق مواز، انتقد المطرب السوري جورج طحان، الجهات المعنية بتنظيم المهرجانات والحفلات الغنائية في سوريا، وقال إن الفنانين السوريين هم أولى وأحق للغناء في مهرجانات بلادهم، في إشارة واضحة إلى إحضار “مهرجان ليالي قلعة دمشق” لفنانين غير سوريين باستثناء فنان واحد فقط هذا العام، وعدم إعطاء الأولوية والأهمية للمغنين السوريين.

طحان أردف في لقاء مع إذاعة “المدينة أف أم” المحلية، مؤخرا، في برنامج “داماسكوس نايت شو” مع وجيه الجندي، عقب سؤاله إذا تم الاتصال به بخصوص الحفلات الجماهيرية التي تُقام في مدينة المعارض القديمة بدمشق أو مهرجان ليالي قلعة دمشق، ولماذا يغيب الفنان السوري عن هذه المهرجانات، وإذا حضر فهو الفنان الوحيد من بين مجموعة من غير السوريين، أنه لم يتواصل معه أحد للمشاركة في المهرجانات السورية.

كما أشار المطرب السوري إلى أنه “كانوا يطلبوننا سابقا لإحياء الحفلات الغنائية والمهرجانات لعدم قدرة منظمي هذه الحفلات على دفع أجور للفنانين غير السوريين”، في نقد واضح للجهات المعنية بتنظيم هذه المهرجانات.

طحان لفت إلى أن “الفنان لا يطلب منهم أن يحضر وإنما على القائمين أن يتواصلوا معه، وأعتقد يجب أن يكون هناك مناصفة في حضور الفنانين السوريين مع غير السوريين. فمثلا إذا كان هناك مهرجان متعلق ببلد معين، فهل يجوز إحضار فنان من غير جنسية ذلك البلد، هذا خارج المنطق حقيقة، في الإمارات مثلا عندما يكون هناك مهرجان، يكون حسين الجسمي أول المغنين فيه وهكذا..”.

إحياء الحفلات والمهرجانات وجلب بعض الفنانين لسوريا، قوبل بموجة انتقادات واسعة، قائلين “معقول في حدا بيدفع نص مليون ليحضر وديع الشيخ أو وفيق حبيب وبهاء اليوسف”. وفي السنوات الماضية وحتى اليوم انخفضت مستوى السياحة في البلاد بشكل كبير.

ومن المفارقات في تاريخ سوريا أنّه يتم إحياء أضخم حفل موسيقي في أكبر المعارض بسوريا بعد السيدة فيروز، بعض المغنين الشعبيين الذين ليس لهم تأثير فني كبير. قديما كانت فيروز هي التي تُحيي حفل مدينة المعارض بدمشق، واليوم بعد إعادة افتتاح هذه الحفلات، يتصدر عرضها بعض المطربين الشعبيين مثل بهاء اليوسف السوري و”دي جي” كلوي اللبنانية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات