فيلم الدمية الشهيرة “باربي” اكتسب شهرة عالمية كبيرة خلال الفترة الحالية، لدرجة أن إيراداته تجاوزت المليار دولار في وقت قصير للغاية. أيضا، بمجرد وضع اسم فيلم “باربي” على محرك البحث “غوغل”، تستقبلك الأضواء الوردية وتكتسي الصفحة باللون نفسه ابتهاجا بالدمية المدللة الشهيرة.

إلا أن فيلم “باربي” أثار جدلا واسعا بسبب التصاقه بصور التفجيرات النووية وعرض مشاهد ذات إيحاءات جنسية في كثير من أنحاء العالم، الأمر الذي دفع بعض الدول إلى اتخاذ إجراء لمنع عرضه في دور السينما، مثل الكويت ولبنان.

فيلم “باربي” يتخطى المليار

نحو ذلك، تخطت عائدات فيلم “باربي” مليار دولار منذ بدء عرضه في 21 تموز/يوليو الماضي، حسبما أعلنت شركة “وارنر براذرز” المنتجة للفيلم، وهي وحدة تابعة لشركة “وارنر براذرز ديسكفري”.

طبقا لبيان صادر عن الشركة المنتجة للفيلم، بلغت إيرادات الفيلم 459 مليون دولار بالولايات المتحدة وكندا و572.1 مليون دولار أخرى في الخارج منذ بدء طرحه في دور العرض، بإجمالي مبلغ 1.0315 مليار دولار. لتؤكد شركة التحليلات الإعلامية “كومسكور” هذه الإيرادات.

أحداث الفيلم تدور حول الدمية الشهيرة “باربي”، من إخراج غريتا غيرويغ وبطولة مارغوت روبي في دور “باربي”، وريان غوسلينغ في دور “كين”، التي تعيش في “باربي لاند”، والتي تم طردها من بلادها الأصلية لكونها دمية ذات مظهر غير مثالي. وبم أنه ليس لها مكان آخر تذهب إليه، أتت إلى العالم البشري لتبحث عن السعادة الحقيقية.

شركة “وارنر براذرز” أردفت أن غريتا جرويغ، كاتبة ومخرجة “باربي” المرشحة لجائزة الأوسكار، أصبحت أيضا أول مخرجة أفلام تتخطى إيرادات أحد أعمالها عتبة المليار دولار. وأشارت “كومسكور” إلى أن الفيلم حقق إيرادات بلغت 127 مليون دولار، في أنحاء العالم في أيام الجمعة والسبت والأحد منها 53 مليون دولار من الإيرادات المحلية، و74 مليون دولار أخرى في الخارج.

هذا وتحتل مبيعات تذاكر “باربي” الآن المرتبة الثانية هذا العام بعد فيلم “سوبر ماريو براذرز” الذي كان أول عرض له في نيسان/أبريل وحقق 1.357 مليار دولار إجمالا في شباك التذاكر، وفق وكالة “رويترز“.

جيف غولدستين، مسؤول التوزيع المحلي لشركة “وارنر براذرز” في الولايات المتحدة، قال “لا أحد غير غريتا غيرويغ كان بإمكانه إحياء هذه الأيقونة وعالمها عبر الأجيال، هذه القصة المضحكة والعاطفية والمسلية حرفيا حوّلت العالم كله للون الوردي”.

حظر عرض “باربي” بالكويت ولبنان

من جانب آخر، تحركت السلطات في لبنان والكويت لحظر فيلم “باربي” في جميع دور العرض في البلدين، معزّين ذلك إنه “يروج للشذوذ والتحول الجنسي. ويتعارض مع القيم الأخلاقية والإيمانية”. وكان من المقرر أن يُعرض الفيلم في البلدين في أواخر أغسطس/آب الجاري.

وزير الثقافة اللبناني محمد المرتضى، قال في تصريح نقلته “وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية” يوم أمس الأربعاء، إن فيلم “باربي” يتعارض مع القيم الأخلاقية والإيمانية ومع المبادئ الراسخة في لبنان ويروّج للمثلية الجنسية.

أو على حد تعبير مرتضى “يروّج للشذوذ والتحوّل الجنسي ويُسوّق فكرة بشعة مؤدّاها رفض وصاية الأب وتوهين دور الأم وتسخيفه والتشكيك بضرورة الزواج وبناء الأسرة، وتصويرهما عائقا أمام التطور الذاتي للفرد لا سيما للمرأة”، وفق ما نقلته شبكة “سي إن إن بالعربية“.

من جانبه، اتهم رئيس لجنة الرقابة على الأفلام السينمائية في الكويت، لافي السبيعي، حسب تصريح نقلته “وكالة الأنباء الكويتية الرسمية” (كونا) يوم أمس الأربعاء، أن فيلم “باربي” يخدش الآداب العامة والتحريض على مخالفة النظام العام والعادات والتقاليد، مشيرا إلى أن الفيلم يدعو إلى أفكار دخيلة على المجتمع.

في حين من المفترض أن يتم عرض الفيلم الكوميدي الخيالي ابتداء من اليوم الخميس 10 آب/أغسطس، في كل من السعودية والإمارات.

فيلم “باربي” يثير الجدل

في سياق إثارة الفيلم للجدل العالمي على مواقع التواصل الاجتماعي، ذلك لأنه يعرض مشاهد ذات إيحاءات جنسية اعُتبرت غير مناسبة للأطفال والمراهقين الذين يفترض أن يكون الفيلم موجها لهم. 

أما في اليابان فقد أحدث الفيلم ضجة كبرى، لاسيما أن اليابان أحيت يوم الأحد في السادس من آب/أغسطس الجاري ذكرى قصف هيروشيما وناكازاكي بقنبلتين ذريتين قبل 78 عاما، علما أن اسم الفيلم “باربي” التصق باسم فيلم “أوبنهايمر” عبر وسم “باربنهايمر”.

على الرغم من أن شركة “وارنر براذرز” روّجت في البداية للنكات “الميمز” التي نشرها المعجبون، إذ صورت الممثلة روبي والممثل كيليان ميرفي إلى جانب صور لانفجارات نووية، لكن ذلك لم يلقَ استحسان المعجبين في اليابان.

كما وانتشر وسم “لا لباربنهايمر” على الإنترنت وأعيد نشره أكثر من 100 ألف مرة، مما دفع فرع “وارنر براذرز” في اليابان إلى إصدار انتقاد علني نادر لشركتها الأم واعتذار بعد ذلك بأسبوع.

إزاء ذلك، جمعت عريضة “تشينج دوت أورغ” أكثر من 16 ألف توقيع على مدار يومين حتى اليوم الخميس، تطالب شركة “وارنر براذرز” وشركة “يونيفرسال بيكتشرز” التي أنتجت فيلم السيرة الذاتية “أوبنهايمر”، بوقف وسم “باربنهايمر” الذي يجمع بين اسمي الفيلمين، الذي ساعد الفيلم في تحقيق نجاح عالمي كبير.

هكذا لم يلقَ الفيلم استحسان المعجبين في اليابان حيث جمعت عريضة على الإنترنت حملت 16 ألف توقيع دعت فيها شركات الإنتاج “ورنر براذرز ويونيفرسال بيكتشرز” إلى التنصل من حركة تسويق للفيلم تستخدم صورا لانفجارات نووية.

هذا ويتناول فيلم “أوبنهايمر” ومدته ثلاث ساعات، السيرة الذاتية للفيزيائي وربرت أوبنهايمر (1904-1967) الذي اخترع القنبلة الذرية. وساعد هذا الفيلم الذي هو أيضا من إنتاج شركة “وارنر براذرز ويونيفرسال بيكتشرز” فيلم “باربي” في تحقيق نجاح عالمي، وفق “مونت كارلو الدولية”.

الدمية التي استوحي منها الشخصية الرئيسة لفيلم “باربي”، شهدتها الأسواق للمرة الأولى في آذار/مارس من عام 1959، وهي من إنتاج شركة “ماتيل” للألعاب وصممتها سيدة الأعمال الأميركية روث هاندلر، التي استوحت فكرتها من الدمية الألمانية الشهيرة بيلد ليلي، وشكلت باربي جزءا مهما من سوق دمى الأزياء على مدى العقود الخمسة الماضية كونها بالأساس عارضة أزياء.

في سياق متّصل، خمسة أفلام فقط تمكنت من تحقيق إيرادات ضخمة منذ تفشي جائحة “كورونا” في العالم، وهي أفلام “سبايدر مان: لا عودة إلى الديار” و”سوبر ماريو” و”توب غان: مافريك” و”العالم الجوراسي: الهيمنة” و”آفاتار: طريق الماء”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات