خلال الأيام الماضية، بدأت بعض وسائل الإعلام الحديث عن تشكيل هيئة سياسية في محافظة السويداء لتمثيل المحتجين، كذلك فقد تحدثت تقارير عن اتجاه السويداء لإعلان إدارة ذاتية بالتنسيق مع دمشق، وذلك كحل لوقف التظاهرات المستمرة منذ نحو ثلاثة أسابيع وتندد بسياسات الحكومة، وتطالب بالتغيير السياسي.

الحديث عن تشكيل إدارة ذاتية كان مطروحا كحل قد تلجأ إليه القيادة المركزية في دمشق، خاصة وأن الحكومة لا تملك الأدوات الكافية للتعامل مع المحتجين، بما يتعلق بالمطالب السياسية أو حتى الاقتصادية، ويبدو أن الحكومة لم تتخذ قرارا بمواجهة تظاهرات السويداء بالعنف على الأقل حتى الآن.

ارتفاع وتيرة الحديث عن هذه السيناريوهات، جعل المحتجون في السويداء يعلنون موقفهم خلال التظاهرات، حيث خرجت مظاهرة وصفتها وسائل إعلام محلية، بـ”أكبر مظاهرة تشهدها السويداء منذ اندلاع الاحتجاجات”، رفض خلالها المتظاهرون التوجه لحلول تتعلق بالإدارة الذاتية، وأكدوا أن مطلبهم الأساسية يتعلق بالتغيير السياسي الشامل وفق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.

تأكيد على المطالب

كذلك فقد بدأ أهالي السويداء مظاهرة اليوم الخميس في ما يعرف بـ”ساحة الكرامة” وسط مدينة السويداء، ندوا خلالها برحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة، كما رفعوا لافتات كتب عليها عبارات من قبيل “لا للإدارة الذاتية، لا لسلطة الأمر الواقع”.

صور ومقاطع فيديو بثها ناشطون في المحافظة اليوم الخميس، أظهرت أيضا خروج احتجاجات نسائية وأخرى فنية ونقابية في ساحة السير أو الكرامة في مدينة السويداء، حيث كرر المحتجون مطالبهم بضرورة التغيير السياسي ورحيل الرئيس السوري بشار الأسد.

خلال المظاهرات اليومية في المحافظة الجنوبية، كان لافتا المشاركة النسائية الواسعة في الاحتجاجات، حيث لم يغيب العنصر النسائي عن مشاهد المظاهرات في الساحات بشكل يومي، بالإضافة إلى مشاركتهنّ في تنظيم التظاهرات ورفع اللافتات المطالبة بالتغيير السياسي.

قد يهمك: فاتورة بنحو مليونين ونصف.. من يزور المطاعم الفخمة في سوريا؟

التسجيلات والصور الواردة يوميا من ساحات السويداء، أظهرت مشاركة عشرات النساء بالاحتجاجات في مشاركةٍ واسعة غير مسبوقة بالاحتجاجات الشعبية المناهضة للسلطة، وتميّزت مشاركتهنّ بجدّية وقوة، حيث وصفتها الشبكات الإخبارية المحلية بأنها “متميزة”، وأشادت بحضورهنّ الفعّال في هذه الاحتجاجات.

لا يبدو أن السلطات السورية تملك أبسط الأدوات للتعامل مع مطالب المحتجين، لذلك فهي بدأت تلجأ لأساليب عديدة بهدف إنهاء الاحتجاجات عبر استمالة بعض وجهاء محافظة السويداء، أو حتى استخدام العنف بأيادي غير حكومية، فما الذي تسعى إليه السلطة في السويداء.

تحريض على العنف بين الأهالي؟

مصادر محلية كانت قد كشفت عن محاولة مسؤولين تابعين لحزب “البعث”، خلق صِدامٍ بين أهالي محافظة السويداء، الأمر الذي يشير إلى محاولات حكومية لإخماد الاحتجاجات بطرق ملتوية، نظرا لعجزها عن التعامل مع مطالب المحتجين، كما يبدو أنها تخشى استخدام العنف بشكل مباشر خشيةً من التصعيد المقابل أو امتداد الاحتجاجات إلى مناطق سورية أخرى.

بحسب ما نشرت شبكة “الراصد” المحلية، فقد وقع أمين فرع حزب “البعث” في السويداء، فوزات هاني شقير، في وقت سابق، على قرار يسعى من خلاله لخلق صِدام بين الأهالي عندما طلب من أمناء الشعب الحزبية استنفار كوادرهم بهدف حماية المقرات، داعيا إيّاهم للتصدي بحزم لأي اعتداء محتمل.

هذا التعميم كان قد صُدر في التاسع عشر من شهر آب/أغسطس الفائت، ومنذ ذلك الوقت فقد عمد المحتجون إلى إغلاق العديد من المقرات الحزبية في المحافظة، الأمر الذي يؤكد عدم تجاوب أعضاء وأمناء الحزب مع هذا التعميم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات