تعليق ملكي من الأردن على الاحتجاجات في السويداء.. هل تبدأ ردود الأفعال الدولية؟

منذ انطلاق الاحتجاجات الشعبية في السويداء جنوبي سوريا ضد الحكومة السورية في السادس عشر من شهر آب/أغسطس الماضي، كان هناك تردد دولي في إعلان الحكومات موقفها الصريح من تلك الاحتجاجات بما فيهم الدول المعنية بالملف السوري.

ورغم تأكيد المحتجين ومطالبتهم تنفيذ قرار مجلس “الأمن الدولي” رقم 2254 المتعلق بسوريا، والذي كان على مدار سنوات طلباً للعديد من الدول، إلا أن موقفا واضحا لم يتم الإعلان عنه بشأن الاحتجاجات في السويداء، هذا الصمت الذي كسره أخيرا ملك الأردن عبد الله الثاني اليوم.

تصريحات ملك الأردن قد تمهّد الطريق لمواقف دولية قادمة، خاصة وأن المظاهرات في السويداء لم تهدأ وتيرتها اليومية منذ أكثر من شهر، فيما يؤكد المتظاهرون على مطالبهم المتعلقة بالتغيير السياسي ورحيل الرئيس السوري بشار الأسد.

تصريحات الملك الأردني

العاهل الأردني عبد الله الثاني، علّق أمس الخميس على الاحتجاجات في السويداء، واعتبر أنها عادت بسوريا إلى مرحلة عام 2011، محذرا في الوقت نفسه من موجة لجوء جديدة نحو الأردن، وقد جاءت هذه التصريحات خلال مشاركته في “قمة الشرق الأوسط” العالمية في مدينة نيويورك الأميركية.

الملك الأردني أضاف كذلك بحسب ما نقله موقع “المونيتور”، “السوريون غير قادرين على وضع الطعام على الطاولة، قد نواجه نحن واللبنانيون موجة أخرى من اللاجئين، لقد عدنا إلى بداية الربيع العربي حيث كان الناس يتظاهرون لأنهم يعانون”

خلال حديثه عن الوضع في سوريا، شكك عبد الله الثاني في قدرة نظيره بشار الأسد على قيادة البلاد، وأردف قائلا “أعتقد أن بشار لا يريد أن يحدث ذلك، ولا يريد صراعاً مع الأردن.. لا أعرف مدى سيطرته على البلاد، إننا نقاتل كل يوم على حدودنا لمنع دخول كميات هائلة من المخدرات إلى بلادنا”.

تصريحات الملك الأردني وتعليقه على الاحتجاجات في السويداء، جاء بعد أيام قليلة من إطلاق المتظاهرين هناك مطالب جديدة تتعلق بالتواصل مع الأردن، والتي جاءت على لسان “دار طائفة الموحدين الدروز”، وتتعلق بحركة المرور من الأراضي السورية نحو الأردن.

قد يهمك: مع انهيار المنظومة التعليمية.. الدروس الخصوصية ضرورة ترهق العائلات السورية

“دار طائفة الموحدين الدروز” في السويداء، أصدرت الأربعاء الفائت بيانا تحدثت خلاله عن جملة من مطالب المحتجين في المحافظة، من بينها مطلبٌ جديد يتعلق بفتح معبر رسمي بين محافظة السويداء والأراضي الأردنية، وذلك بهدف إنعاش المحافظة على المستوى الاقتصادي.

معبر مع الأردن

ملف فتح معبر بين السويداء والأردن ليس بجديد، فقد كان هناك حديث منذ سنوات عن مطلب شعبي في السويداء لفتح هذا المعبر، كذلك فقد تحدث عنه عدد من وجهاء السويداء بينهم شيخ عقل الطائفة الدرزية حمود الحناوي.

الحناوي، حيث قال في مقابلة مصورة نشرتها شبكة “الراصد”، إن أهالي السويداء ” لا يستحقون الباب الموصود، فهم أمناء على المعابر وحسن الجوار”، معتبرا أن “ما يتسرب إلى الأراضي الأردنية من المخدرات محرم وليس من الأعراف والدين”.

في هذه الأثناء واصل المئات من الأهالي مظاهراتهم، تأكيدا منهم على مطلبهم الرئيسي، حيث شهدت مدينة السويداء اليوم الجمعة مظاهرة في ساحة الكرامة وسط المدينة، وغطت المظاهرة لافتات كُتبت عليها رقم 2254، للتأكيد على المطالبة بتنفيذ قرار “مجلس الأمن” الدولي المتعلق بسوريا.

المظاهرات في السويداء، ترتفع وتيرتها عادة يوم الجمعة، حيث أنها تتراجع بشكل طفيف خلال أيام الأسبوع أحيانا، وذلك لانشغال الأهالي في أعمالهم، فضلا عن عدم قدرة البعض على تحمّل تكاليف المواصلات إلى نقاط التظاهر، وغالبا ما يعود ارتفاع زخم المشاركة في المظاهرات خلال يومي العطلة الأسبوعية أي الجمعة والسبت.

حتى الآن لا يبدو أن هناك قرار من السلطة باتخاذ الحل الأمني لقمع التظاهرات الشعبية في السويداء، فباستثناء بعض حوادث إطلاق النار التي جرت قرب مبنى حزب “البعث” في السويداء، لم يكن هناك هجوم واضح على المتظاهرين من قِبل القوى الأمنية، لاستخدام القوة بهدف إنهاء الاحتجاجات.

بيد أن تحركات عسكرية بدأت يوم الثلاثاء الفائت في بعض النقاط العسكرية للجيش السوري في المحافظة الجنوبية، حيث أعدت فتح الملف الأمني، إذ لايزال البعض يخشى منذ اللحظة الاولى لاندلاع الاحتجاجات، من اتجاه السلطة لمواجهة المظاهرات بالقوة، عبر إطلاق النار أو بدأ حملة اعتقالات تستهدف المتظاهرين على غرار ما حصل في احتجاجات 2011.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات