يبدو أن فصائل “الجيش الوطني السوري” المدعومة من تركيا، باتت تتّبع طرق وأساليب ملتوية جديدة من أجل رفد خزائنها المالية التي تبدو خاوية، ولم تجد أمامها، سوى استنزاف جيوب السوريين في المهجر. وفي هذا السياق، ضاعفت المجالس المحلية قيمة رسوم الزيارة للسوريين القادمين من تركيا إلى شمال سوريا.

وأعلن معبر جرابلس الحدودي مع تركيا مؤخرا عن زيادة الرسوم من 100 إلى 200 دولار أميركي للشخص الواحد، وقد قوبل هذا الإجراء بموجة واسعة من الانتقادات من هذه الفصائل. اللافت أن هذه الزيادة هي الثانية التي تفرضها “الهيئات المحلية” التابعة لـ “الجيش الوطني”، بعد الزيادة الأخيرة التي تم الإعلان عنها في السابع من الشهر الجاري.

زيارة السوريين من تركيا

نحو ذلك، يلزم المتقدم بطلب زيارة من السوريين بدفع  100 دولار أميركي كرسوم للتسجيل عن كل شخص  سواء كان طفلا أو كبيرا. وبحسب معبر جرابلس، فإن القرار صادر عن “المجالس المحلية” في مدن الباب وجرابلس والراعي وأعزاز بريف حلب.

وقال المعبر في منشور على صفحته الرسمية على منصة “فيسبوك” إن قيمة الرسوم المفروضة للتسجيل على الإجازة للسوريين من حملة بطاقة الحماية المؤقتة “كملك” في تركيا، والراغبين بزيارة الشمال السوري، ارتفعت من 100 إلى 200 دولار (قرابة 5740 ليرة تركية) للشخص الواحد عن مدّة شهر.

هذا الإجراء بمجمله والزيادة الثانية، قوبل بسلسلة من الانتقادات من قِبل الشارع السوري، حيث أعرب العديد منهم عن انزعاجهم من قرارات فصائل المعارضة السورية التي تسيطر على مناطق عدة في شمال غربي سوريا، وقد وصفوا هذه الفصائل، بأنها “فصائل رسوم وضرائب”.

وهذه الممارسات لا تختلف في شيء عن حكومة دمشق، التي تفرض بدورها رسوما على كل سوري يدخل إلى بلده عبر المعابر الحدودية التي تسيطر عليها، بقيمة 100 دولار، فضلا عن الرشاوى التي يتلقونها موظفو المعابر والمطارات السورية.

شروط الزيارة

طبقا لما نشره موقع معبر جرابلس الحدودي في بيان على منصاته في وسائل التواصل الاجتماعي، فإنه على كل السوريين المتواجدين في تركيا الذين يرغبون بالتقديم على الزيارة لمدة شهر واحد، فهو التسجيل على إجازة صادرة من “المجلس المحلي” في جرابلس ولمدة شهر وتشمل جميع السوريين في كل الولايات التركية سواء من حاملي “الكملك أو من الإقامات”.

وعند التسجيل على الإجازة سيتوجّب دفع رسومٍ للمجلس بقيمة 100 دولار أميركي عن كل شخص سواء أكان طفلا أم كبيرا. ومن ثم ستكون مدة الإجازة 30 يوما كحد أقصى، ويُسمح بالدخول والعودة في الوقت الذي يناسب المسافر خلال هذه المدة. وتبرر المجالس المحلية زيادات الرسوم بأنها تأتي مقابل خدمات تنظيمية، دون أن تعرّف ماهية تلك الخدمات.

وفي وقتٍ سابق، أدانت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” فرض فصائل “الجيش الوطني” في الشمال السوري رسوما مالية بقيمة 100 دولار على السوريين المقيمين في تركيا والراغبين في زيارة بلادهم عبر معبر جرابلس الحدودي.

الشبكة السورية الحقوقية، قالت في بيان، إن هذه الرسوم غير شرعية وتنتهك حق المواطن السوري بالعودة إلى بلده في أي وقت شاء، مطالبة “المجالس المحلية” في الشمال السوري و”الحكومة السورية المؤقتة” المسؤولينَ عن معبر جرابلس الحدودي من الجانب السوري بإلغاء هذه الرسوم التي وصفتها بـ”التعسفية”.

الشبكة السورية الحقوقية لفتت إلى أن المبلغ المطلوب مرتفع جدا مقارنة مع دخل السوريين داخل تركيا، في ظل الوضع الاقتصادي الصعب ولاسيما بعد الزلزال المدمر الذي ضرب منطقة جنوب تركيا وشمال سوريا في 6 شباط/ فبراير الفائت، معتبرة أن المبلغ بمثابة معرقل أمام السوريين الراغبين في زيارة أهاليهم وأقاربهم داخل سوريا.

وأشارت الشبكة السورية الحقوقية إلى أن السلطات التركية لم تصدر أي قرار رسمي بفتح التسجيل على الزيارات إلى سوريا لعموم المواطنين السوريين الحاملين لبطاقة الحماية المؤقتة على أراضيها من معبر جرابلس الحدودي، وأن هذا الإعلان صادر فقط من “المجالس المحلية” في الداخل السوري، أي أن الوافدين من معبر جرابلس سيحصلون على ورقة من “المجلس المحلي” فقط دون وجود أي أوراق صادرة من الجانب التركي تضمن لهم العودة بعد انتهاء المدة الممنوحة لهم.

ومنذ أن أعلن وزير الداخلية التركي السابق، سليمان صويلو، في 11 حزيران/ يونيو 2022، عن وقف منح الإجازات للسوريين المقيمين في تركيا تحت بند الحماية المؤقتة خلال فترة عيدَي الفطر والأضحى، سمحت بعض الولايات التركية الحدودية بمنح إجازات للمواطنين السوريين من حاملي أوراق إقامة من هذه الولايات فقط أو الحاصلين على الجنسية التركية وفق شروط محددة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة