بعد استلام الحكومة السورية المؤقتة مقاليد السلطة في البلاد، بدأت ملامح المرحلة المقبلة تتكشف، وسط تحديات تواجه التنفيذ، في ظل تحديات اقتصادية واجتماعية، تركها نظام بشار الأسد، الذي كان يوجه مقدرات البلاد إلى الأجهزة الأمنية وجيشه.
وبدأت الحكومة المؤقتة، التي يترأسها محمد البشير، بعملها في دمشق، أمس الأربعاء، بعد استلام كافة الملفات والأختام والقرارات، بالاستناد إلى كوادر من “حكومة الإنقاذ” التي كانت تعمل في شمال غربي سوريا.
أولويات المرحلة
بالنسبة للسوريين، فإن الأولويات في المرحلة الحالية، تتمثل بأمين الخدمات الأساسية وعودتها إلى سابق عهدها، حيث عانى الشعب السوري على مدار 13 سنة، من شبه انعدام الكهرباء والماء، ناهيك عن ضعف توفر المحروقات والغاز المنزلي، التي أثرت بشكل مباشر على الحياة المعيشية.

إضافة إلى ذلك، فإن تراجع سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأميركي، زاد من حدة التحديات أمام السوريين، في ظل عدم زيادة رواتب العاملين في القطاع العام، بينما بقي الحد الأدنى للأجور عند 280 ألف ليرة سورية، ما يعادل نحو 19 دولاراً.
هناك خطة طموحة لزيادة رواتب الموظفين بنسبة تصل إلى 300 بالمئة، خلال الأشهر المقبلة، مما يهدف إلى تحسين الأوضاع المعيشية، وفق ما صرَّح، رئيس الحكومة المؤقتة، محمد البشير.
الأولوية القصوى في المرحلة الحالية، وفق البشير، هي إعادة الأمن والاستقرار إلى المناطق المحررة. حيث تم نشر الشرطة وفتح مراكزها في المدن الكبرى مثل حلب وحماة وحمص ودمشق، مما ساهم في الحد من عمليات السلب والنهب التي حدثت نتيجة الفراغ الأمني المؤقت.
وأضاف أن الحكومة ستواصل تعزيز التواجد الأمني بهدف حماية الممتلكات العامة والخاصة، مع ضمان عدم عودة أي شخص ارتكب جرائم ضد الشعب السوري إلى وظيفته السابقة.
وأكد البشير أن تحسين الخدمات الأساسية يُعد من أولويات حكومته، مشيراً إلى التركيز على الكهرباء والمياه، والخبز والوقود والاتصالات. وأعرب عن أمله في تجاوز نظام “البطاقة الذكية” الذي كان يفرض قيودا كبيرة على الشعب السوري.
فيما يتعلق بالتعليم، أعلن البشير أن الجامعات والمدارس العامة والخاصة ستستأنف الدراسة اعتباراً من الأسبوع المقبل، مشدداً على أهمية استمرار العملية التعليمية كركيزة أساسية لبناء مستقبل سوريا.
وحددت جامعة دمشق، يوم الأحد المقبل، موعدًا لبدء الدوام في كلياتها ومعاهدها، محذرة من التهديدات أو الإساءات بين الطلاب أو تجاه الأساتذة، إذ أكدت أنها جريمة يعاقب عليها القانون وفق توجيهات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
خطط اقتصادية
رغم الدمار الهائل الذي خلّفه نظام الأسد، أبدى البشير تفاؤله بشأن إعادة إعمار سوريا. إذ أوضح أن الحكومة ستضع خططا اقتصادية وتنموية تهدف إلى استعادة البنية التحتية وخلق فرص عمل للشعب السوري.

البشير استعرض، في مقابلة صحفية، التحديات الكبرى التي تواجه حكومته في ظل المرحلة الانتقالية الصعبة التي تعيشها سوريا. من إعادة الأمن وتقديم الخدمات الأساسية إلى استعادة الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.
الحكومة السورية المؤقتة شُكلت بناءً على توجيهات القيادة العامة بهدف إدارة البلاد في ظل غياب النظام السابق. وأشار إلى أن الحكومة تستند إلى كوادر من “حكومة الإنقاذ السورية” السابقة التي كانت تعمل في شمال غرب سوريا.
وتمت عملية الاستلام والتسليم بحضور القائد العام أحمد الشرع ورئيس الوزراء السابق، محمد الجلالي، حيث جرى تسليم الملفات والأختام والقرارات الوزارية إلى نظرائها في الحكومة المؤقتة. وقد شملت هذه العملية وزارات لها نظير في الحكومة الجديدة، بينما أوكلت المهام التي لم يكن لها نظير إلى مديريات عامة.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
اشترك الآن اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك كل جديد من الحل نت
مقالات ذات صلة
الأكثر قراءة

وعود حكومية بلا تنفيذ.. هل توقفت بوادر حلول الأزمات السورية؟

وزير النقل السوري يتحدث عن آليات جديدة لتسعير السيارات.. ماذا قال؟

وزير الداخلية السوري: التعاون مع روسيا يخدم دمشق

وزارة الداخلية دفعت محمد الشعار إلى تسليم نفسه.. ماذا قالت؟

وثّقَ تعذيب السوريين بسجون الأسد.. تفاصيل جديدة عن “قيصر”

واشنطن تتحدث عن سحب قواتها من سوريا.. و”قسد” تؤكد عدم تلقيها خططا رسمية
المزيد من مقالات حول سياسة

درعا تُعيد بناء نفسها.. حملة تبرعات للمستشفيات والبدء بإزالة آثار الحرب

الشرع.. أول رئيس سوري يزور إدلب منذ سبعينيات القرن الماضي

طهران تتلقى “رسائل إيجابية” من الشرع.. تفاصيل

الشيباني من باريس يكشف مصير الأسد والعقود الروسية والبعثات القنصلية

السجناء السوريون بلبنان يضربون عن الطعام.. وهذا مطلبهم

وسط استياء شعبي.. روسيا تؤكد استمرار المفاوضات على وجودها العسكري في سوريا

مؤتمر باريس حول سوريا ينتهي دون موافقة أميركية.. ما توجه إدارة ترامب تجاه دمشق؟
