توصف بالفنانة الحلم، لأن من يشاهدها يغوص تلقائيا في حلم جميل يأبى أن ينتهي، من شدّة تميّزها في إتقان الدور الذي يُمنح لها في أي عمل كان. هي الفنانة “النجمة” والممثلة العراقية البارزة زهور علاء.

كتابة هذه المقالة جاءت فجأة ودون تخطيط، بعد التفاعل الواسع، ليلة الخميس، مع آخر مشهد لها في الحلقة 13 من مسلسل “بنات صالح” الذي يبث في موسم دراما رمضان 2022 عبر محطة “mbc عراق”.

تؤدي زهور علاء دور البطولة في المسلسل مع الفنان محمد هاشم، وكان مشهد الخميس بين فاتن وصالح الترند في مواقع “التواصل الاجتماعي” العراقية، لما تركه من أثر عند الجمهور العاشق لزهور والمتابع للمسلسل.

فاتن هو اسم زهور في مسلسل “بنات صالح”، وصالح هو محمد هاشم، والمشهد جمعهما بعد 20 عاما من الفراق، إثر سجن صالح بتهمة باطلة، لكن بعد أن طلقته وتزوجت من غيره أثناء سجنه.

View this post on Instagram

A post shared by Zohoor Alaa – زهور علاء (@zhwr80)

مشهد من واقع آلاف العراقيين

العتاب بين فاتن وصالح سيد المشهد، والدموع التي سالت منهما، ذاتها ذرفها الكثير ممن تابعوا المشهد مع وقت الإفطار عند تجمعهم على سفرة وطاولة الفطور.

كل منهما يعاتب الآخر. كيف لم تزره في السجن وأبلغت بناتها بأنه توفي، وكيف هي عاشت من دونه وعملت خادمة في البيوت؛ كي لا تسمح للجوع أن ينخر بناتها.

تطول قصة المشهد والمسلسل ككل، لكنه جزء من الواقع الذي عاشه الآلاف من العراقيين، ممن سُجنوا ظلما، فتدمّرت عوائل بأكملها إزاء تهم باطلة، وعدالة قانونية مفقودة.

نجحت زهور علاء، التي تلقّب بـ “ملكة الشاشة العراقية”، أن تعيد نفسها إلى الأضواء مجددا، بل وتتصدر دراما رمضان العراق كنجمة أولى من خلال المسلسل اليتيم الذي ظهرت به في هذا الموسم الرمضاني.

للقراءة أو الاستماع: دراما رمضان العراق: انتعاشة أم نكسة؟

دراما رمضان العراق: انتعاشة أم نكسة؟

ابتعدت الفنانة الحلم في سنوات نكسة الدراما العراقية منذ 2014 وحتى 2020 بعد تقشف البلاد وتحويل أعمال الفن نحو ميزانية الحرب مع “داعش”، ولم ترض بأن تظهر في أعمال سطحية من أجل المال.

ظهرت بأعمال درامية قليلة جدا تلك الفترة. انتقتها لتناسبها وترضي جمهورها، وشاركت بأعمال كوميدية شحيحة رغم غزارة الكوميديا؛ لأنها وبحسب لقاء تلفزيوني معها، تبحث عن العمل الذي يرسّخها في ذهن الجمهور، وترفض أن تكون استهلاكية دون محتوى.

حياة زهور علاء

الأعمال الكوميدية التي ظهرت بها، كانت خفيفة وحُلوَة، خرجت من القلب ودخلت إلى قلب المتلقي من فرط إتقانها، وأهم تلك الأعمال، هي “UN” عام 2015، و”غايب في بلاد العجايب”، عام 2021.

ولدت زهور علاء في 31 تشرين الأول/ أكتوبر 1982 في منطقة بغداد الجديدة شرقي العاصمة بغداد، وتبلغ من العمر 40 عاما، وهي ابنة برج “العقرب”، وبدأت مشوارها الفني وهي بعمر الـ 15 ربيعا.

للقراءة أو الاستماع: يغلبها الحُب.. جردة لمسلسلات الدراما العراقية في رمضان

يغلبها الحُب.. جردة لمسلسلات الدراما العراقية في رمضان

فيما يخص الحياة الشخصية لزهور علاء، فهي متزوجة ولديها ابن اسمه عبد الله وبنت اسمها سارة، وحاصلة على شهادة بكالوريوس إعلام من جامعة بغداد، وتسكن في منطقة الكرادة حاليا.

بدأت علاء مشوارها في عالم الفن، فنانة إعلانات وموديل في التسعينيات، وشاركت في الكليبات الغنائية، وأبرزها كليب “منك لله” للفنان حاتم العراقي عام 1997، وكليب “شوف” للفنان حبيب علي عام 1998.

دخلت مجال التمثيل من خشبة المسرح عبر مسرحية “رحلة حمدان”، ثم شاركت مع الفنان قاسم الملاك في مسرحية “سواها شدهان” عام 2005، قبل أن تغادر نحو الشام.

لم تكن مغادرة “ملكة الشاشة العراقية” لبلدها الأم برغبة شخصية، بل مغادرة اضطرارية نتيجة الحرب الطائفية التي عاشتها البلاد بين عامي 2005 و2009، فاحتضنتها دمشق حتى عام 2011.

الممثلة الأفضل في العراق

هناك في دمشق وصلت زهور علاء إلى قمة ألقها من خلال دور وصال في مسلسل “الدهّانة” عام 2008، حيث عرفها الجمهور عبر ذلك العمل، وبقيت وصال راسخة في الأذهان حتى اليوم، وصورتها لا تتزحزح من ذاكرة الجمهور.

تجربة تقديم البرامج لم تهرب من يدي الفنانة الحلم، فقدّمت أهم برنامج يعنى بالمواهب الموسيقية في العراق، وهو برنامج “عراق ستار” الذي بثّته قناة “السومرية” لعدة مواسم من بيروت.

مثلما تركت العراق مضطرة، عادت إليه مرغمة بعد اندلاع الحرب في سوريا عام 2011، لكن العودة حملت معها كل الأفراح، فنالت لقب أفضل ممثلة عراقية بذلك العام ومعه العام الذي تلاه 2012.

تحب زهور علاء الرياضة، وتمارس هوايتها عبر الدراجة الهوائية بشكل منتظم، وعلى غير طبيعتها الهادئة، تكون متعصبة بشكل هستيري عندما يلعب “أسود الرافدين”، وهي مشجعة بيضاء بامتياز. زورائية محليا وريالية عالميا.

View this post on Instagram

A post shared by Zohoor Alaa – زهور علاء (@zhwr80)

في مسيرة علاء، عشرات الأعمال الدرامية والسينمائية والكوميدية والمسرحية، وأبرزها مسلسل “الدهانة” ومسلسل “علي الوردي” ومسلسل “أوان الحب”، و”UN”، ومسرحية “عزيزة أو بس”، وفيلم “أحلام اليقظة”.

ربما تختفي زهور علاء عن الشاشة وتترك المساحة لفنانات أخريات يملآنها ويأخذن شهرة واسعة، لكنها عندما تعود، تسحب البساط منهن، وتتربع على عرش الشاشة العراقية بكل سهولة. ببساطة لأنها زهور علاء.