تعاني الجامعات السورية الخاصة من مأزق اقتصادي كبير بعد سنوات الحرب، وانهيار سعر صرف الليرة السورية بشكل يهدد استمرار بقائها وعملها، حيث انخفضت قيمة الرسوم على التتالي خلال السنوات الماضية بسبب تدني سعر صرف الليرة السورية والتي يتم دفع الرسوم بها.

رفع الأقساط

وفي سياق الوضع الاقتصادي الذي تعاني منه الجامعات الخاصة، نقلت إذاعة “شام إف إم”المحلية، عن معاون وزير التعليم العالي الدكتور عبد اللطيف هنانو، يوم أمس الخميس، أن هناك إمكانية لرفع أقساط الجامعات مع نهاية العام الدراسي بشكل منطقي وموضوعي، حيث تتقدم لجنة الجامعات الخاصة بمقترح لتعديل الأقساط ويقر من قبل مجلس التعليم العالي، أما الخدمات التي تقدمها الجامعات فالوزارة هي جهة مراقبة لها فقط، منوها إلى أن الرفع يكون للحفاظ على جودة التعليم والخدمات التي تقدمها هذه الجامعات وتعويض ما تتحمله من تكاليف.

وحسب متابعة “الحل نت”، ففي نظام التسجيل في الجامعات الخاصة، وإمكانية زيادة الرسوم، فأنه يُسمح للجامعات السورية الخاصة برفع الرسوم المفروضة على الطلاب “الجدد” لمواجهة التضخم جزئيا، ولكن بمجرد تسجيل الطالب، لا يعود في الإمكان زيادة الرسوم في السنوات التالية.

وعادة ما تخسر الجامعات أموالا على الطلاب الأقدم، من أجل تخريجهم لاستقبال طلاب جدد، حيث وأنه على الرغم من الأوضاع الاقتصادية السيئة فهناك إقبال على الجامعات الخاصة نظرا لسهولة تسجيل تخصصات جامعية تحتاج معدلات مرتفعة لدراستها في الجامعات الحكومية.

إقرأ:جامعة حلب: مشاريع بقيمة 1.5 مليار ليرة.. والجامعات في مستويات متدنية

الجامعات السورية ونقص الجودة التعليمية

تعاني مختلف الجامعات السورية، الحكومية والخاصة، من نقص كبير في الجودة التعليمية برز في السنوات الماضية، فقد تسببت هجرة عدد كبير من طلاب درجات الماجستير والدكتوراه إلى الخارج بسبب الوضع الراهن، وهذا ما تسبب بتزايد الضغط على الكوادر التدريسية الموجودة، بالتزامن مع نقص مادي، ما انعكس سلبا على جودة التعليم، بحسب متابعة “الحل نت”.

ووفق تقرير سابق لـ”الحل نت”، شهدت أعداد المقبولين في مفاضلات الدراسات العليا في الجامعات السورية، نقصا ملحوظا، حتى وصل العدد إلى 5 طلاب لكل تخصص في الماجستير كحد أقصى، بسبب النقص في عدد الأساتذة وأعضاء الهيئة التدريسية، والظروف التي خلقتها الأزمة والإمكانيات والبنى التحتية في الجامعات وفي كل قسم في الكلية المعنية.

كما تشهد الجامعات السورية تراجعا في مستواها التعليمي، بعد اندلاع الحرب قبل سنوات، بالإضافة إلى الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي يواجهها الطلاب من مختلف الجهات، فضلا عن الفساد والمحسوبية في الجامعات نفسها، سواء من قبل الكادر الإداري أو من قبل الأساتذة من مختلف التخصصات الجامعية، حسب تقرير سابق لـ”الحل نت”.

وأشار تقرير”الحل نت”، إلى أنه احتلت جامعة دمشق المرتبة 3310 عالميا، وجاءت جامعة تشرين في محافظة اللاذقية بالمرتبة 4539، أما جامعة حلب التي احتلت المرتبة 4973. أما جامعة البعث قد جاءت في المرتبة 5804 عالميا. أما المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا بدمشق قد جاء 4911.

وتشير مصادر شبه رسمية، إلى أن عدد الطلاب الملتحقين بالجامعات الخاصة في سوريا ارتفع بنسبة 56 في المئة في السنوات الأخيرة، من حوالي 32,000 في عام 2017 إلى حوالي 50,000 في عام 2019، لكن الجامعات الخاصة لا تزال تمثل 5 في المئة فقط من إجمالي طلاب الجامعات في سوريا، حسب متابعة “الحل نت”.

قد يهمك:فضيحة في جامعة “تشرين” باللاذقية بسبب تقارير كيدية

حالة كبيرة من التراجع تشهدها الجامعات السورية الحكومية والخاصة، وهي اليوم بحاجة لإعادة العمل لتنهض على المستويات الأكاديمية والاقتصادية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.