حمى الأسعار تواصل الارتفاع بسوريا.. مشتقات العجين والحليب تنافس المحروقات

لم تعُد هناك قائمة أسعارٍ مستقرة في سوريا، فلا يكاد يمرّ يوم على السوريين خلال الأسابيع القليلة الماضية، إلا ويتم تعديل أسعار قسمٍ من السلع والخدمات في البلاد، وبالطبع هذا التعديل يكون برفع الأسعار، وهذه العملية ناتجة بالدرجة الأولى عن قرارات الحكومة برفع أسعار المواد الأساسية.

وفي آخر تأثيرات رفع أسعار المشتقات النفطية، واصلت أسعار المواد الغذائية الارتفاع بنسبة وصلت إلى عدة أضعاف، ذلك في ظل اقتصار التصريحات الحكومية على التبرير وارتفاع التكاليف، وقد شهدت أسعار المعجنات والخبز في مختلف مناطق البلاد ارتفاعا جديدا في أسعارها.

رئيس الجمعية الحرفية للمعجنات ممدوح البقاعي، أوضح أنه جرى في اجتماع الجمعية الأول مناقشة التكاليف في عمليات إنتاج الأفران الخاصة المنتجة للخبز السياحي والسكري والكعك من دون التوصل لنتيجة، على أمل الاتفاق في الاجتماع اللاحق على وضع زيادة مناسبة، رغم عدم الرضا عن الغلاء الحاصل لكل المواد الأولية، لأن البائع يهمّه قدوم الزبون إليه والشراء من منتجه.

المستهلك سيتفاجأ؟

البقاعي أكد في تصريحات نقلتها صحيفة “تشرين” المحلية، أن “المستهلك سيتفاجأ بالأسعار الجديدة، لأن سعر كيلو الخبز السياحي الآن 7 آلاف ليرة سورية، وقد يصبح 11500 أو 12 ألف ليرة، مع أن طلب الجمعية 13500 ليرة ويريدون تحديده بـ 10 آلاف ليرة، وكيلو الكعك كان 14 ألف ليرة، ومع الارتفاع سييصبح الضعف أي بـ 28 ألف ليرة”.

بالانتقال إلى أسعار الألبان والأجبان، فقد شهدت هي الأخرى ارتفاعات متتالية خلال الأسابيع القليلة الماضية، وذلك في ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج وبشكل أساسي أسعار المحروقات وحوامل الطاقة، فقد وصل سعر كيلو الحليب إلى 6 آلاف ليرة سورية، بعد أن كان لا يتجاوز ألفي ليرة قبل نحو شهرٍ ونص.

حول الأسعار الجديد أوضحت صحيفة “تشرين” المحلية، أن الأسواق المحلية سجلت سعر 7500 ليرة سورية لكيلو اللبن البلدي، كما وصل سعر كيلو اللبنة إلى 29 ألف ليرة في بعض المحال وإلى أكثر من 35 ألف في محال أخرى، في حين أن جميع هذه الأسعار غير مستقرة وقابلة للزيادة خلال الفترة القادمة.

في ظل هذا الارتفاع بأسعار المواد الغذائية، يبدو أن هناك حالة من عدم اكتراث من قِبل الجهات الحكومية، بما يمكن أن يفعله المواطن للتّكيف مع الأسعار الجديدة، فالحكومة تكتفي بقرارات رفع الأسعار وتترك المواطن إلى مصيره.

على الرغم من زيادة الرواتب التي أعلنت عنها الحكومة السورية الأسبوع الماضي، يجد معظم السوريين رواتبهم لا تكفي لسد تكاليف 20 بالمئة من الاحتياجات الأساسية والغذاء، وتؤكد التقارير المحلية، أن أسعار السلع والمواد الغذائية قفزت بشكل “مخيف” خلال الأيام الماضية، متأثرة بالقرارات الحكومية الأخيرة.

ارتفاع شمل كل السلع

تقرير لموقع “بزنس تو بزنس” المحلي، تحدّث عن الغلاء الكبير والمفاجئ الذي ضرب معظم السلع الأساسية في الأسواق السورية، حيث وصل سعر البيضة الواحد إلى 1800 ليرة سورية، بارتفاع بلغ نحو 80 بالمئة، مقارنة بأسعار الشهر الماضي.

بحسب تقرير الموقع المحلي، ارتفع سعر ربطة الخبز السياحي، من 4 إلى 6 آلاف ليرة سورية، وعلبة اللبنة من 12 إلى 19 ألف، في حين وصلت علبة الخمسة كيلو غرامات منها إلى 75 ألف، بعد أن كانت بـ 45 ألف وعبوة الزيت النباتي (لتر واحد) ارتفعت من 22 إلى 32 ألف، وعلبة الحلاوة الكيلو من 30 إلى 60 ألف.

ارتفاع الأسعار لم يوفّر حرفيا، أيّا من المواد الأساسية الاستهلاكية في البلاد، فحتى الخضار والفواكه نالها نصيب من ارتفاع الأسعار خلال أيام قليلة، حيث وصل سعر كيلو البطاطا إلى 5 آلاف، بعد أن كان لا يتجاوز الألفي ليرة قبل أقل من شهر، وارتفع سعر كيلو العنب من 7 إلى 15 ألف والبطيخ الأحمر من ألفي ليرة إلى 2500، والفليفلة من ألفي ليرة إلى خمسة آلاف، والبندورة من ألفي ليرة إلى 4 آلاف ليرة، والبطيخ الأصفر أصبح سعره 4500 ليرة للكيلو.

هذه الارتفاعات في تكاليف المعيشة تتزامن مع تخفيض القيمة الحقيقية للأجور في البلاد، فبينما كان الحد الأدنى للأجور بداية عام 2023 92.970 ليرة قادرا على تغطية حوالي 2.3 بالمئة من وسطي تكاليف المعيشة، أصبح الآن وبعد ارتفاعه رسميا بنسبة 100 بالمئة، 185.940 ليرة، غير قادر بنتيجة الارتفاعات المبدئية للأسعار التي لم تنتهِ وتستقر بعد سوى على تغطية 1.7 بالمئة من وسطي تكاليف المعيشة.

في السياق ذاته، ارتفع الحد الأدنى لتكاليف الغذاء الأساسية الشهرية لأسرة مكونة من خمسة أفراد من 2.460.067 ليرة في بداية تموز/يوليو 2023، إلى 3.893.817 ليرة حاليا، وذلك بالاعتماد على وسطي أسعار هذه المكونات في الأسواق الشعبية بالعاصمة دمشق، علما أن الأسعار شهدت تخبطا وارتفاعات متباينة بين منطقة وأخرى، وبشكلٍ أكبر بين المحافظات السورية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات