ارتفاعات قياسية ترهق العازبين في سوريا.. الراتب لا يكفي ثمن المعلبات!

في ظل عزوف معظم الشباب عن الزواج في سوريا هذه الأيام نتيجة ارتفاع تكاليف الزواج، وهرب الشباب من تحمّل المسؤولية، فإن معظم هؤلاء يتّجهون اليوم للعيش بمفردهم، حيث أصبح  بناء عائلة بالمهمة المستحيلة في سوريا، تزامنا مع انهيار المستوى المعيشي في البلاد.

هذا الواقع المفروض اليوم على الشباب، جعل من عاداتهم الغذائية اليومية معتمدةٌ بشكل أساسي على الطبخات والأكلات البسيطة إضافة إلى المعلبات أو ما يعرف بـ”النواشف”، خصوصا في ظل الأسعار الفلكية لمطاعم الوجبات الجاهزة أو “الوجبات السريعة”.

لكن مؤخرا ومع الانهيار الجديد في القدرة الشرائية للمواطنين، أصبح استهلاك “المعلبات” يشكل عبئا ثقيلا على السوريين، الأمر الذي أرهق الشباب العازبين خصوصا أولئك الذي يعيشون وحدهم، ولا يملكون الوقت لصنع طبخات توفّر عليهم شراء الأطعمة الجاهزة.

المعلبات إلى الارتفاع

تقرير لموقع “أثر برس” المحلي، أفاد بارتفاع كبير في أسعار الأطعمة المعلّبة في الأسواق، حيث وصل سعر علبة “التونا” إلى 16 ألف ليرة سورية، والسردين سجلت 20 ألف ليرة للعلبة الواحدة، كذلك بعض أنواع الجبنة المعلّبة سجلت 22 ألف، بينما وصل سعر علبة الفول المدمس والجاهز للأكل سعة 200 غرام لـ 22 ألف، أما اللبنة المعلّبة فسجلت العلبة الواحدة منها سعة 250 غرام 17 ألف، “علما أن غالبية طلاب الجامعة والشباب يعتمدون على المعلبات كوجبة رئيسة”.

“صرت احتار كل يوم شو بدي آكل” قالت رنا الآغا، وهي طالبة في كلية الآداب بجامعة حلب وتعيش مع صديقتها في منزل مشترك بحلب، مؤكدة أن استغنائها عن الأطعمة الجاهزة مرّ بمراحل عديدة خلال سنوات دراستها في جامعة حلب.

الآغا، أوضحت في اتصال هاتفي مع “الحل نت”، “أنا أعيش بدون عائلتي هنا، عندما جئت بهدف الدراسة قبل 3  سنوات، كنت أستطيع تناول وجباتي بشكل شبه يومي في المطاعم، قبل عامين اضطررت للاستغناء معظم الأيام عن المطاعم واتجهت للمعلبات، اليوم المبلغ الذي يصلني من أهلي لا يكفي حتى لشراء هذه الأطعمة”.

قد يهمك: “مونة” المكدوس المستحيلة.. ارتفاع الأسعار ليس السبب الوحيد

في هذا السياق، أوضح  أمين سر جمعية حماية المستهلك عبد الرزاق حبزة، أن هناك نوعين من المعلبات، الأول مستورد، والنوع الثاني، تعبئة محلية وهناك بعض المنتجين المحليين وبعض الشركات تنتج تونا وسردين بجودة عالية.

تبريرات حكومية

حبزة، علّق على ارتفاع أسعار هذه الأطعمة خلال حديثه للموقع المحلي، بأن عملية تسعير المعلبات تتم من قِبل لجنة تسعير مركزية في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، “إذ تقدم التكلفة الحقيقية مع نسبة أرباح وتكلفة التغليف والمادة الأولية الموجودة فيها وبموجبها تُسعّر” 

كذلك أضاف “بكل تأكيد سعرها مرتفع مقارنة بدخل الناس؛ وموضوع استيرادها يواجه بعض الصعوبات فهي تحتاج إلى إجازات استيراد؛ أما المحلي فيخضع لبيانات تكلفة، يقدم المنتج بيانات تكلفة مع دراسة من اللجنة المركزية فقط”.

في ظل الانهيار الاقتصادي التي تعيشه الأسواق السورية والذي بلغ ذروته خلال الأشهر القليلة الماضية، يأتي ارتفاع تكاليف إنتاج مختلف السلع ليعقّد الموقف أكثر في الأسواق، حيث بات واضحا أن الحكومة عجزت مؤخرا عن مواكبة ارتفاع التكاليف، فأصبحت قوائم التسعير الصادرة عن الجهات المعنية بعيدة كل البُعد عن الأسعار الحقيقية.

قفزات تاريخية شهدتها أسعار السلع والمواد الغذائية في سوريا خلال الأسابيع القليلة الماضية، متأثرة بارتفاع معدلات التضخم وارتفاع أسعار المواد الأولية والمحروقات، الأمر الذي انعكس سلبا على أسعار السلع، حتى أصبح التسوق بمثابة مهمة مرعبة بالنسبة لمعظم السوريين.

بعد ارتفاع أسعار المحروقات، ارتفعت أجور النقل بنسبة لا تقل عن مئة بالمئة، وبحسب تقارير محلية ، فقد بلغ أجرة سيارة نقل من اللاذقية إلى دمشق 3 ملايين ليرة سورية، بعد أن كانت بحدود مليون ونصف قبل قرار رفع أسعار المحروقات.

زيادة الرواتب والأجور كانت بمثابة قنبلة فجّرت أسعار السلع والخدمات خلال الأسابيع القليلة الماضية، إذ إن الزيادة بنسبة مئة بالمئة على الرواتب، كانت انعكاساتها مضاعفة على الأسواق، حيث شهدت معظم السلع ارتفاعا وصل إلى 200 و300 بالمئة، فضلا عن القرارات الحكومية الخاصة برفع الدعم عن بعض المواد الأساسية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات