عدنان الحسين – إدلب

مع كل تقدم تحرزه المعارضة ضد قوات النظام والمليشيات الاجنبية المساندة لها تتوجه حمم وقذائف مدافع قوات النظام نحو المدنيين العزل، وهوما شهدته محافظ #إدلب مؤخراً حيث أصبح القصف أمراً معتاداً لدى أهالي المحافظة، فالبراميل المتفجرة وقذائف الهاون والمدفعية وصواريخ الطيران الحربي أصبحت إحدى الأحداث المكررة يومياً.

لكن ما لم يكن في الحسبان أن يتعرض المدنيون في المحافظة التي يخضع أغلبها لسيطرة قوات المعارضة لقصف بالغازات السامة المحرمة دولياً، “على مرأى ومسمع من دول العالم والأمم المتحددة”.. هكذا بدأ المسعف أحمد حسينات من بلدة مشمان حديثه لموقع #الحل_السوري بعد تعرضه لإصابة نتيجة استهداف البلدة من قبل قوات النظام بالغازات السامة.

“اختناق وسعال جاف وضيق تنفس وتخرش في المسالك التنفسية وتيبس في الشفاه وتحول لونها إلى أزرق وسيلان أنفي.. هذا ماشعرت به بعد استنشاق الغازات السامة في محاولتي إسعاف المصابين” يقول الممرض.

ويؤكد حسينات أنه وبعد سيطرة المعارضة على مدينة #جسر_الشغور قامت قوات النظام باستهداف القرى والبلدات المحيطة بالإضافة للمدينة بوابل من حمم الطائرات الحربية والمروحية، إضافة للغازات السامة، و”كان لبلدتنا النصيب الأكبر من القصف بهذه الغازات حيث تعرضت لخمسة براميل متفجرة تحوي غاز الكلور السام في الساعة 3 صباحاً من يوم 17 حزيران الماضي، وقد كان الناس نياماً، ما سبب عدداً كبيراً من الإصابات.

ويضيف حسينات إن آخر الإحصائيات لذلك اليوم كانت حالتا وفاة بسبب مباشر من الغازات السامة، ومايقارب 300 إصابة 75 منها موثقة بالإسم، وبدرجات متفاوتة من الإصابة، وكانت المعاناة الأشد بحسب المسعف، عدم وجود أقنعة واقية أو كمامات مخصصة للمسعفين والمصابين مع المناشدات المستمرة للمنظمات الدولية بضرورة توفيرها.

لا تذكر كثيراً الطفلة بتول حسينات (11 عاماً) ماحدث في 17 حزيران الفائت، لكنها مازالت تعاني من إسهال وحمى نتيجة استنشاقها لغاز الكلور السام، وقالت في حديث لموقع الحل وبلهجتها العامية “ما بعرف شو صار بس حسيت حالي رح موت، مافيني اتنفس، وضليت مخنوقة لحتى أخدني على المشفى بابا، مابعرف شو صار، بس مابدي يصير مرة تانية.. كتير خايفة”.

وعن الأعراض التي تعرض لها الضحايا نتيجة القصف أوضح الطبيب تميم شحوار (مساعد جراح) ومدير إحدى النقاط الطبية التي استقبلت المصابين بالغازات السامة، أن الإصابات متفاوتة بالدرجة، فمنها الحرجة جداً حيث نقلت على الفور إلى مشافي تخصصية، ومنها الإصابات المتوسطة والخفيفة التي “قمنا بإسعافها إلا أن النقطة لم تكن مجهزة لاستقبال إصابات كيماوية”.

وأشار الطبيب إلى أن معظم الإصابات كانت تعاني من اختناق شديد، وضيق تنفس حتى الغثيان، وتخرش صدري، وسيلان أنفي، مترافقةً مع ألم بطني والتهاب حاد في الحنجرة .

وعن الآثار  اللاحقة للإصابة بالغازات، أكد الطبيب أن هناك حالات حمى شديدة وإسهال شديد شبه مزمن في البلدة، يصيب جميع الفئات العمرية، إلا أن الأعراض أكثر توضحاً عند الأطفال ويرجح الأطباء في النقاط الطبية أنها نتيجة لاستنشاق الغازات السامة في حزيران الفائت.

الجدير بالذكر أن مدينة إدلب وريفها تعرضا عدة مرات لقصف بالغازات السامة، في كل من الجانودية والبشيرية والرامي وكفر عويد والهبيط وأدت لعشرات الإصابات.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة