خاص (الحل) – شهدت الأسابيع الماضية سيطرة #هيئة_تحرير_الشام على مساحات واسعة من محافظة #إدلب وأرياف #حلب واللاذقية وحماة، وتمدّدت مناطق سيطرة الهيئة في عموم المنطقة الشمالية التي تسيطر عليها محافظة إدلب، بعد أن خاضت معارك ضد فصائل المعارضة السورية وأجبرتها على توقيع اتفاق والخروج باتجاه ريف حلب الشمالي.

سيطرت “تحرير الشام” على مساحات واسعة من ريف حلب الغربي، كما سيطرت على منطقة سهل الغاب في ريف حماة، وكذلك معظم أنحاء محافظة إدلب، وباتت القوّة الضاربة والرئيسة في معظم مناطق “خفض التصعيد” المُتّفق عليها بين روسيا وتركيا.

وفي الوقت الذي تصنف فيه الهيئة كمنظمة إرهابية على الصعيد الدولي، يتساءل نحو أربعة ملايين مدني يعيشون في هذه المناطق عن مصير الهدنة بعد التطوّرات العسكرية الأخيرة.

سوتشي و”تحرير الشام”

في أيلول من العام الماضي، توصّل الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، إلى اتفاق يقضي بإنشاء منطقة منزوعة السلاح بعرض ٢٠ كيلو متراً بين مناطق النظام والمعارضة.

تهدف هذه المنطقة التي تم التوصل إليها في مدينة #سوتشي الساحلية الروسية، إلى خلق هدنة في تلك المنطقة، وكانت متزامنة مع أنباء عن تحضير النظام السوري والميليشيات الإيرانية لعملية عسكرية ضخمة في تلك المنطقة.

نصَّ الاتفاق الذي وافق عليه النظام والمعارضة، الإبقاء على منطقة خفض التصعيد في إدلب، وإقامة منطقة منزوعة من السلاح الثقيل بعمق ١٥ – ٢٠ كيلو متراً بين مناطق خفض التصعيد، وإقرار حدود هذه المنطقة، فضلاً عن إبعاد جميع الجماعات الإرهابية الراديكالية عن المنطقة منزوعة السلاح، وسحب الدبابات من داخل المنطقة.

كانت “تحرير الشام” حذرة في التعاطي مع هذا الاتفاق، فلم توافق علناً عليه، ولكنّها سهّلت تنفيذه بامتناعها عن القيام بأي عمل عسكري ضد النظام السوري، كما أنّها لم تمانع نشر نقاط المراقبة التركية تنفيذاً للاتفاق.

هل ينهار الاتفاق الآن؟

يرى رئيس الدائرة الإعلامية، وعضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد رمضان، أن الأمور لا تسير باتجاه انهيار اتفاق سوتشي على الرغم من تمدّد مناطق سيطرة مسلّحيّ هيئة تحرير الشام.

وقال رمضان لموقع الحل: “هناك إدراك من الطرف الروسي بعدم وجود مصلحة له في انهيار اتفاق سوتشي، لأن انهيار وقف إطلاق النار في تلك المنطقة، سيؤدّي إلى عودة الأمور لمرحلة الاشتباكات وذلك سيشكّل خدمة للنفوذ الإيراني”، لافتاً إلى أن الجهة الوحيدة التي لها مصلحة في انهيار الاتفاق هي إيران التي تسعى لإيجاد مسوّغ لبقائها في سوريا وتعزيز نفوذها، كما أن تأزّم الصراع في منطقة خفض التصعيد سوف يخفّف الضغط الدولي عليها، في حين أن الأطراف الأخرى وخاصة الغربية تسعى لاستمرار الهدنة.

واعتبر رمضان، أن «تحرير الشام ارتكبت خطأ كبيراً بمهاجمة فصائل الثورة، لأن ذلك أدّى لجعل التنظيم مكشوفاً أمام الهجمات الخارجية، وبالتالي سوف يتعرّض لمزيد من الضغوط للتراجع عن هذا التمدّد»، لافتاً إلى أن مشروع «تحرير الشام لن يكتب له الحياة؛ بل المشروع الوطني السوري» بحسب تعبيره.

وأشار المسؤول السوري المعارض، إلى أنّ على الهيئة أن تدرك أن الظروف الراهنة تمنحهم فرصة البقاء حالياً، ولكن المتغيّرات المستقبلية قد تدفع لعكس ذلك، حيث أن بقائهم لمرحلة زمنية محدودة لا يعني استمرارهم على المدى الطويل.

احتمال المعركة من الخارج

بدوره أوضح المحلّل العسكري العقيد الطيار عبد الرحمن حلاق، أن «سيطرة هيئة تحرير الشام على عموم محافظة إدلب من الممكن أن يضعها تحت الضغط الدولي، عبر تخييرها إمّا بتسليم إدارة المدينة لمدنيين من سكّان المنطقة وخروج قواتها العسكرية أو الحرب ضدّها».

ورأى «حلاق» أن المستقبل «سيثبت بأنّه لا يوجد خيار ثالث، فإمّا أن تحلّ (تحرير الشام) نفسها أو تستعد لمعركة جديدة ضدّها»، مؤكّداً «استحالة قبول المجتمع الدولي ببقاء كيان مرتبط بتنظيم القاعدة حيّاً يُرزق في منطقة استراتيجية مثل محافظة إدلب».

ولكنّه أشار إلى أنه وفي حال حصلت معركة ضد “تحرير الشام” فإنّها سوف تكون معركة من الخارج لا علاقة للنظام السوري ولإيران فيها، وبالتالي لا علاقة لاتفاق سوتشي بهذا العمل العسكري لأن ذلك سوف يعزّز النفوذ الإيرني، لافتاً إلى أن أي هجوم عسكري محتمل ضد تحرير الشام سيكون روسياً تركياً دولياً.

إعداد: منار حداد – تحرير: سارة اسماعيل

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.